المقالات

( هنا الديوانية )

980 16:44:00 2008-12-05

( بقلم : خالد الشاوي )

اعتقد ان العراق بصورة عامة قبل عامين هو غير اليوم وخاصة في الديوانية وعلى من مثلي اولئك الذين خرجوا بعد قمع الانتفاضة الشعبانية الى الدول الاوربية وقبل عامين عدت لارى اهلي وصحبتي في الديوانية ولكني شاهدت عظيما ، شاهدت قبل عامين مدينة من مدن الحرب المنكوبة فاهلها مذهولون خائفون وشوارعهم شوارع حرب تنتهي الحياة فيها نهارا حتى شارع الثورة او شارع المطاعم ابرز شوارع المحافظة قبل نزول الظلام ليقبع اهلها في بيوتهم وما ان يتاخر الولد عن اهله حتى يبدأ القلق وحتى يضرب عندما يتأخر لان الوضع في الديوانية اشبه ما يكون كما نحن في قرية من قرى افغانستان وما ان يحل الليل حتى تنطلق هاونات وصواريخ العصابات الارهابية الخارجة عن القانون لتقع على رؤوس الامنين ولتقلق نوم الرضع وتحيل ظلام الليل الهاديء الى جبهة من جبهات الحرب التي ذكرتني بايام القصف الصدامي لكربلاء المقدسة ايام الانتفاضة

واذا حل الصباح في الديوانية قبل عامين حل كئيبا ولاتزال في ذاكرتي تلك المُدرسة التي قتلتها عبوة من عبوات عصابات جيش المهدي وهي ذاهبة لارسال طفلها الصغير الى المدرسة المقاربة لمدرستها ولا ازال اتذكر دموع ذلك الطفل الذي رأى والدته مسجاة على ارض الرصيف مضرجة بدمائها مقتلولة فيما نجاه الله من الموت وكنت اقول في نفسي من سيربي هذا الطفل ( في نفسي لاني لم اجرأ الصياح حتى لا اقتل كما يقتل الناس كالنعاج ) ولا ازال تذكر واقعة استشهاد محافظ الديوانية عند العوارض التي نصبها جيش المهدي ونصب معها عبوات ذاتية التفجير ومؤمنة بتفجير عن بعد ان فشل التفجير الالي كي يتأكد القاتل الحاقد من قتله كما اتذكر جثة ذلك الشهيد المحافظ وكيف قطعت اجزاءه العليا وضاع راسه كما ضاع راس رفيقه قائد الامن في المحافظة يالها من وحشية تخجل منها الوحوش الحيوانية فيما تمارسها وحوش الارهاب ، كان فلما بالاسود والابيض وحقيقة اراه اليوم بالاسود والابيض لان من يرى الديوانية اليوم ينبهر بذلك الامن وتلك العوئل التي تتنزه في المتنزهات وترتشف الضحكات ارتشافا بعد ان قامت الدولة بخطة فرض القانون في الديوانية

اليوم انا في الديوانية واشعر ان الحياة عادت لهذه المحافظة التي تبتسم مع شطها الصغير الجميل الذي يمخرها بهدوء وبليلها البهيج الذي يزيده الشباب والمراهقون حلاوة بشقاوتهم الجميلة الرائعة منظر اليوم بالالوان التي رسمها محافظ الديوانية الجديد الشيخ الخضري ومجلس محافظتها المتمثل بالشخ الخالدي منظر اليوم في الديوانية هو منظر السباق في البناء والجمال والاعمار فهنا جامعة القادسية التي تبرز عظلاتها ببناءها الجميل لجديد الذي يعيد للجامعة صرحها الوادع الجميل وبناية المحافظة التي اعتاد الديوانيون ان يسموها بالبناية الصينية لانها بنيت بالطراز الصيني وعليها احرف صينية ( توب "تو" بتوم – اي من الاعلى الى الاسفل ) ام تلك الحدائق ومدائن الالعاب التي لايجرح هدوئها ضحكات اطفال الديوانية ، انها الديوانية اليوم التي يقفز فيها البناء عموديا وافقيا كل صباح وتراها بمنظر جميل يوم بعد يوم فتياتها الذاهبات الى المدارس بضحكاتهن الخجولة وعباءاتهن الوقورة وضحكات فتيانها الهستيرية الوادعة ، وارصفتها التي تبرق الوانها الصفراء والبيضاء مع سواد قير شوارعها .

ليلة البارحة فكرت في ان اصفي جميع اعمالي لاعود لمحافظتي واهلي لابرح الغربة بعد ايام الوجد للديار والبعد لقد صارت الديوانية اليوم تختلف عما كانت عنه ايام المجرم صدام كما صارت الديوانية اليوم تختلف عما كانت عليه قبل عامين عندما كانت مسرحا للجريمة والاغتيال وشوارعها ملجأ للمفخخات والعبوات ومستنقعاتها جالبة للاوبئة والامراض ، ذهب المنظر التراجيدي في مسرح احداث الديوانية الذي رسمه الصدريون قاتما رماديا ، ويبدوا ان الكوميديا الجميلة عادت للديوانية ترسمه يد النبلاء لتعيد لنهرها ذلك الضحك الهيستيري من كثرة نكات شباب الديوانية كما عادت ابتسامة السوق المسقوف او سوق التجار كما تعودنا ان نعرفه ايام كنا في الاعدادية و عادت العروبة والجزائر وحي الاسكان كما عاد مزار ابو الفضل (ابن الكاظم )كما تعودة عجائز الديوانيين ان تسميه ، كما عادت مكتبة السيد محسن الحكيم لتفتح ابوابها بعد ان اغلقها صدام لانها كانت لالـ الحكيم كما احرقها مرات متكررة اذناب صدام من اعضاء جيش المهدي حقدا على العلم والعلماء لقد عادت لتفتح ابوابها ولتمارس ما اراده الامام الحكيم عندما فتحها لتكون جامعة تنورية لعقول الشباب وتحصينا وتذكيرية للشيوخ وتفقيهية للرجال ، انها عادت الى الحياة متحدية هاونات المجرمين وحقد الموتورين الذي كرهوها لانها ارادت الحياة للديوانية فيما اراد الصدريون الموت للديوانية

( هنا الديوانية ، هنا الديوانية ) فالف شكر لمحافظها ولشرطتها ولجيشها ولمسؤوليها الذين اعادوا صوت ( هنا الديوانية ) بعد ان اغتاله الصدريون اعواما ثلاث وصادروا ارادتها واغتالوا ضحكتها والجموا فاهها كي لاتنطق فنطقت متحدية شاخصة فاتحة اذرعها لكل مسالم محب لتنادي هنا الديوانية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك