المقالات

الصدريون في الفتنة ظهر يُركب وضرعٌ يُحلب !.

1478 21:46:00 2008-11-30

( بقلم : كاظم شلتاغ )

هل الصدريون بلاءٌ على هذه الامة العراقية المسكينة ؟. أمّ انهم نعمة لهذا الشعب الذي لايريد القدر ان يجعل له للراحة سبيلا ؟. نشأ التيار او الحزب او الفئة او التكتل الصدري في ظروف سياسية صعبة جدّا ابّان حكم المقبور منعول الوالدين صدام حسين على يد المرحوم محمد صادق الصدر رحمة الله عليه ، وبدأ هذا التيار على اساس انه بذرة الشوك الذي يقترب منها تدمي يديه ، و الذي اراد الصداميون مرّة القضاء عليها ومرّة الاستفادة منها او ..... الخ فلم يفلحوا لانه وصل الانسان العراقي الى مرحلة في زمن البعثيين الصداميين القتلة اصبح فيها الخوف من الموت يأتي في الدرجة الثالثة في اهتمامات الانسان العراقي ، ولكنّ وفي خضم التأسيس لهذه الفيضانات البشرية التي تنتسب للصدر غاب المؤسس الشهيد محمد صادق الصدر ليبقى الانصار على فكرة الانتظار لمهديهم الذي قتل بليل أسود وغيّب بسرعة تحت الثرى لتبقى جموع قطعان المصلين تنتظر الجديد بعد الصدر !.

وبعد ان اسقطت قوات الاحتلال الامريكية هبل بغداد الماثل بصنمه المنصوب للعبادة في كل ساحات العراق ظهر خليفة صادق الصدر والذي كان مختبئا يمتهن العمل السياسي والديني السرّي وهو الشاب مقتدى الصدر !.مقتدى الصدر احد ابناء محمد صادق الصدر ، شاب بدى للوهلة الاولى بهيكله الضخم شبيه بمن تقرأ في عينيه انه ينظر للبعيد من المستقبل وهو يرى طاغية العراق يتهاوى امامه تحت ضربات القوى العظمى اميركا العالمية ، ولكن ولسوء طالع هذا الشاب المنحدر من العائلة الصدرية ان العراق ليس فقط كان اكبر من مقتدى وجيشه وتياره وانصاره من الطبقات المسحوقة فكريا واقتصاديا لاغير ، بل كان العراق اكبر حتى من اميركا العظمى بما فيها دول الجوار العراقي الاقليمية وغير الاقليمية !.

كان شعار الصدريين والحق يقال قبل الاحتلال الامريكي وبعده (كلاّ كلا اميركا ) ولكنّ اميركا لاتتعامل بشعار كهذا ، فبدأت اوتار التصادم بين الطوفان العراقي البشري المسمى صدريون ، وبين قوات الاحتلال العالمية التي اسقطت نظام ودولة البعث في العراق ، وماهي بعد ذالك الا اشهر قليلة حتى دخل الارهاب والتكفير في المعادلة العراقية ، وليلحق بهم فيما بعد فلول النظام العفلقي الصدامي البائد من مخابرات وأمن خاص وجيش وحرس جمهوري كان راتعا بخيرات صدام حسين لشنّ هؤلاء القتلة حربا ضروسا ظاهرها على الاحتلال وباطنها وحقيقتها على الشعب العراقي بالخصوص ، وهنا وضع الصدريون في مأزق وفتنة لاتبقي ولاتذر !.

ان الفتنة عندما تهجم على أي أمة من الامم اذا لم يكن لديها القيادة الحكيمة والواعية والمدركة تماما لكل ابعاد وخيوط المؤامرة فانها ستحرق كل مافي طريقها من بشر وحجر ، ولتبدأ بالابرياء والاطفال والنساء والشيوخ .. ولاتقف عند حدود تدمير المقدسات ونهب الثروات وباقي الكارثات ، فكيف اذا هجمت الفتنة على الشعب العراقي بقيادة الشاب مقتدى الصدر ؟. فهذا الشاب بدلا من ان يجنّب شعبه محرقة الفتنة التي لاتبقي ولاتذر انساق بلا ادنى تأمل ليزيد حطب الفتنة اشتعالا ليقدم شباب تياره وكل مايملكون حطبا لنار الفتنة ، وسرعان ماشكل جيشا للمهدي باعتبار ان دروس المرحوم صادق الصدر كانت تؤكد على قرب ظهور المهدي عليه السلام ، وعلى هذا عمل الشاب بوصايا والده بكل اخلاص وصدق ، ثم انضاف لذالك للسيد مقتدى وبعد سقوط صدام بلحظات ليجد نفسه هذا الشاب الذي ورث امانة اكبر منه ومن امكانياته بكثير ، وجد نفسه امام عدسات وكاميرات وفضائيات العالم العربي والعالمي وهي تضخ بالقابها السياسية والدينية الكبيرة على شخصه المتواضع الامكانيات ليدُخل اعلاميا وعربيا بالخصوص في مصيدة وقفص الدعم للتشبث بمواقفه الغير مدروسة ، ومنذ ذالك الزمن دخل التيار الصدري بحجته الدينية مقتدى الصدر في نفق الفتنة الذي لايدرك السيد الصدر كيفية الخروج منه حتى بعد انتقاله الى بلد مجاور ؟!.

ذهب يمينا في بادئ الامر فوجد ان شعاره ( كلا كلا اميركا ) يرفعه اناس من غرب العراق السني ، فتحالف معهم وهو لايدرك من هؤلاء على الحقيقة من امثال الضاري وجماعة التوافق الدليمي والمطلق والعليان والهاشمي ... وباقي منظمات الارهاب التي دمرت العراق بعد سقوط صدام ، وبعد فترة من الزمن وقليلا قليلا يكتشف الشاب مقتدى وتياره المهدوي ان حلفاء الشعار ماهم الا صداميون وطائفيون واجراميون قاعديون لايعترفون لابمقتدى ولابجيشه ولاحتى بكل مقدساته وأئمته ، وبعد اللتي واللتيا حدثت تفجيرات سامراء لمراقد اهل البيت ع التي كان السيد مقتدى يعتقد انها في مأمن عند حلفاء الشعار والثورة الغربيين والحارثيين على الاحتلال ، فاشتاط هو ومن معه على حلفاء الامس ليغيروا او ليهجموا عليهم بليلة هي شبيهة بليلة الهرير على معاوية وجنده ومنذ تلك الليلة اصبح الصداميون والقاعديون والحارثيون في وادي ومقتدى وجيشه وتياره في واد آخر !.

عاد السيد مقتدى وتياره وجيشه ليذهب شمالا ويقرر المشاركة في الحكومة والدولة على أمل ان يحقق مالم يستطع تحقيقه بالعصيان المسلح والتحالفات غير المدروسة ، ولكن ليجد الصداميين والبعثيين والتوافقيين من الدليمي وصالح المطلق وشلة الهاشمي والعليان قد سبقوه الى حجز المقاعد في الدولة الجديدة عندما كانوا يدعموه على التمرد والعصيان وعدم الاعتراف بالدولة ، ففهم جزءا من اللعبة ليدرك ان هؤلاء القوم حفنة من المنافقين ارادوا فقط ظهره ليركبوه ليعودوا من جديد الى السلطة ، ولكن حتى مع ان التيار الصدري قرر المشاركة في الحكم الجديد ابتلي بداء عضال آخر داخل الدولة والحكومة ، فامتهن لعبة المعارضة داخل الحكومة ، وهي لعبة للمدركين لمعنى السياسة اصعب بكثير حتى من لعبة الثورة والتمرد ، فبدأ من جديد الشاب مقتدى وتياره العراقي الصدري التخبط ذات اليمين وذات الشمال على امل ان يبني له المواقف المميزة والمستقلة التي تنتسب له فحسب ، وهذا مالم يدرك التيار الصدري استحالته بعد ، فانت في لعبة السياسة أمّا مستغل لمواقف غيرك او ان غيرك مستغل لمواقفك لاكتساب مصالح معينة ، وعلى هذا وبما ان الصدريين معارضة من اجل المعارضة فحسب ، فقد وقع المساكين من جديد بين يدي الوصوليين والمنتفعين من باقي التيارات السياسية الارهابية الصدامية الحقيرة المفروضة على الدولة العراقية الجديدة بالقوة ، وكلما عارض التيار الصدري بقوة للحكومة كلما استغل تيار النفاق الصدامي البعثي الطائفي داخل البرلمان والحكومة معارضة الصدريين لصالح مصالحهم النفاقية ، وآخرها مواقف الصدريين المعارضة لاتفاقية الانسحاب الامريكية ،

 فمجرد ان سمعت جبهة التوافق الدليمية معارضة الصدريين لها اصطفت الى جانب المعارضة لابتزاز الحكومة والدولة بورقة سياسية بعيدة كل البعد عن الاتفاقية الامريكية العراقية لتسمى ورقة الاصلاح السياسي ، وبعد ان ساهم الصدريون بلا شعور ولااحساس ولاادراك منهم بطبيعة الحال لتقوية المنافقين الصداميين على الحكومة العراقية بمعارضتهم حتى مجرد التفاهم على اتفاقية الانسحاب ، صُدم الصدريون في اخر يوم من جلسة النواب برفع ايدي المنافقين بالتصويت بنعم وتركهم وحيدين بملعب المعارضة ليكتشف التيار والشاب مقتدى الصدر انهم ماهم في هذه المعارضة داخل الحكومة الا شيئ شبيه بالضرع الذي يحلبه الاخرون ليستفيدوا من لبنه ثم ليهملوه بعد ذالك فارغا بلا ادنى التفات اليه والى مطالبه المعارضاتية !.

هذا هو مع الاسف حال الصدريين والصدر اليوم !.سئل مرّة علي بن ابي طالب ع عن الفتنة اذا اقبلت على اي احد من المسلمين فماذا عليه ان يتخذ من موقف ؟.فاجاب ع :(كنّ في الفتنة كابن اللبون لاظهر فيركب ولاضرع فيحلب ) !. اي اذا رايت اصحاب الفتنة الارهابيون المجرمون الصداميون المنافقون القاعديون اليوم يتقربون منك او يجالسونك في برلمان حكومة ومفروضين عليك من قبل قوة احتلال لها الامر والنهي ، فعليك ان تضع بمخططك السياسي وبرنامجك الاداري والحزبي وتيارك الشعبي بعدين لعملك مع اصحاب الفتن :

الاول : ان لاتجعل من دماءك وتضحياتك وصدقك وجهادك وباسك ونضالك ومقاومتك ... ظهرا لركوب اهل النفاق والفتن عليه ليصلوا بتضحياتك الى مايريدون من سلطة ودولة !.

وثانيا : ان لاتجعل من مواقفك ولا من معارضتك ولامن ثروتك ولامن علمك ..... ضرعا يحلبوه هؤلاء القتلة الجبناء من المنافقين لينتفعوا به فتكون شريكا لهم في فتنتهم !. والان هل قرأ الشاب مقتدى الصدر وتياره الشعبي الجماهيري العراقي هذه السياسة الذكية لعلي بن ابي طالب في ادارة ازمات الفتن السياسية ؟.ام انهم كالعادة لايدرون ولايدرون انهم لايدرون ؟.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي بكلوريوس اقتصاد وسياحة ودبلوم ادارة مدنية
2008-12-01
نقول بالعراقي واحد يرفع والاخر يكبس هذة الاعلام المريض المبطن الذي يستغل الفرص والسهوات وهو يذكرني في اعلام المقبور هذة ستراتجية مقيتة كيفيت التخلص من عدوك بان تقحمة في المشاكك وتتم بتقديم الاشخاص الى الواجهة كي تتخلص منهم وانا كتبت كثيرا عن هذا في عولمة الاعلام وعولمة الارهاب نرجع الى موضوع التيار الصدري الكل يعرف كيف تحاول العربية والجزيرة والشرقية مرة في اضهار التيار الصدري وكانة البطل الاوحد ومرة اخرى تحاول ان تجعل هذا التيار عميل الى ايران او تسمية بالمجاميع الارهابية و الخارجون عن القان
هاشم
2008-12-01
صحيح ما تفضلت به أستاذ كاظم..فحين أعلن تيار مقتده بأنه بصدد أقامة صلاة مشتركة في ساحة الفردوس قامت قناة الشرقية البعثية بنقل هذه الصلاة والتهريج الذي اعقبها بكل تفاصيله وعندما انتهت مسرحية التيار الهزلية يوم التصويت على اتفاقية سحب القوات في مجلس النواب قامت نفس هذه الفضائية المشبوهة بنقل المؤتمر الصحفي لأركان التيار في المجلس وهم يرتدون الأشرطة السوداء ولكن قل لي بربك كيف ترى موقف حزب فضيلة الشيخ وتيار الدكتور الجعفري وكم حققا للعناصر البعثية الخبيثة من اهداف وهل كانا ظهرا يركب وضرعا يحلب!!؟؟
Ayad
2008-12-01
شكرا لاضهار الحقيقة وتفنيد اتهامات امريكا والعربان والمغشوشين بتلفقياتهم الان يجبب مؤسساتنا الشيعية تفتح مراكز اصلاح لغير المجرمين والبعثيين بتيار مقتدى وجيشه واصلاحهم وتاءهيلهم وتعقيلهم للمشاركة كافراد صالحين بالمجتمع فقط الي يحملون نوايا طيبة لكن خدعوا وكلامي هذا يتطابق مع دعوة الاخ علي من المانيا ودعوات شيعية حريصة لاعطاء فرصة للنادمين والمغشوشين
ابو علي
2008-12-01
بسمه تعالى تحليل متجرد فيه العضات لمن يدبر القول ويقول لنفسه من لا يعمل لا يخطأ والاعتراف بالخطأفضيله وتعديل المسار والاستنارة بالحكماء المتجردين منار اعرف عدوك المنافق الخبيث قبل الكافر المكشوف النيات الحسنه يستغلها الخبثاء مما يستدعي بعض الظن ليس اثم خاصة مع من انكشف بارجس الاثام والارجاس ودون ذرة حياء الخطأالصغير من الشخص الكبير هو خطأ كبير اما الخطأ الكبير من اي شخص فهو كارثه تستدعي التوبه وان الحسنات يذهبن السيئات فالى توحيد الايادي الطاهره للشعب الاشم امانة في الاعناق؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك