المقالات

لماذا يرفضون الأتفاقية ؟

1502 17:53:00 2008-11-25

بقلم : علي الملا

ان للرافضين اتفاقية انسحاب القوات الأمريكية من العراق اسباب كثيرة ولم يكن موقفهم المتشنج نابعا من ارادة وطنية او مصلحة عليا للبلد وانما يستندون الى حقائق ووقائع تقض مضاجعهم وتقضي على وجودهم اذا ما تم الأتفاق وانسحبت القوات المحتلة من العراق . فنرى جبهة التوافق والتيار الصدري وبرغم اختلافهم العقائدي والمذهبي وخلافاتهم السياسية الطويلة العريضة الا انهم يتوحدون ويشركون في الخوف من المستقبل ومن استقلال العراق ويشعرون بالأطمئنان والسكينة مادامت القوات الأمريكية تسرح وتمرح وتفعل ما تشاء في هذا البلد , فالأتفاقية تعني تققيد وتأطيرعمل هذه القوات ووضع سقف زمني اقصاه عام 2011 للأنسحاب وبالتأكيد فأن كل عاقل وكل حريص على وطنه وشعبه يفضل هذه الأتفاقية على بقاء القوات الأمريكية تمارس السلطة الكاملة على ارض وسماء وشعب العراق , وهنا أود ان اشير الى أسباب رفضهم الأتفاق جملة وتفصيلا أو ربطه بأمور لا علاقة لها بالاتفاقية من قريب أو بعيد وهي:

1ـ اذا تحجمت سلطة القوات الأمريكية أو انسحبت من العراق أو المدن على الأقل فهذا يعني وضع جميع المعتقلين من الأرهابيين والخارجين على القانون الموجودين لدى قوات الأحتلال تحت سيطرة الحكومة وبالتالي تحويلهم الى القضاء العراقي لينالوا جزاءهم العادل , وهذا يقضي على كل بارقة أمل لخروج هؤلاء المعتقلين دون ان يحاسبوا على اعمالهم الأجرامية . ونحن نعرف ان لكلا الكتلتين المعترضتين عدد لا يستهان به من المعتقلين والمجرمين الخطرين .

2ـ انسحاب القوات الأمريكية يعني تسليم علي حسن المجيد وسلطان هاشم والأخرين الى الحكومة العراقية وبالتالي تنفيذ حكم الأعدام بهم وهذا أمر ناضل البعض نضالا مريرا من أجل عدم تحقيقه وايقاف تنفيذ الحكم .

3ـ اذا انسحبت القوات الأمريكية فان الكثير من القيود والمعوقات سترفع عن الحكومة العراقية وبالتالي سيتم تطبيق قانون المساءلة والعدالة مما يعرض البعثيين الكبار الذين عادوا الى دوائر الدولة ومؤسساتها الحيوية الى خطر الطرد أو المحاسبة وهذا ايضا مبدأ مرفوض لديهم .

4ـ استقلال العراق سيضمن تطبيق القانون بدون تدخلات واملاءات من الطرف المحتل وفق مايراه مناسبا من وجهة نظره بأعتباره مسؤولا عن أمن البلد وسلامته أمام الرأي العام العالمي , مما يعني وقوع العديد من النواب والمسؤولين الحكوميين تحت طائلة المحاسبة ووضعهم في قبضة العدالة (وما لهم من شفيع حميم) .

5ـ استقلال العراق يعني خروجه من البند السابع مما يتيح له بناء جيش قوي ومسلح وقادر على حماية حدوده وحماية دولته الدستورية من اي انقلاب يمكن ان يفكر به أحد , وبالتالي القضاء على اي أمل للبعثيين من العودة الى السلطة بأنقلاب ( أبيض أو أسود) .

6ـ تبعية هاتان الكتلتان الى دور الجوار قد تعدت تبعية المصالح والمنفعة المتبادلة ووصلت الى حد العبودية لهذه الدولة أو تلك , ومن المعروف ان دول الجوار لا تريد عراقا قويا ومزدهرا لاسباب كثيرة , لذا اعلنوا رفضهم بناءا على أوامر صدرت اليهم من تلك الدول بالوقوف بوجه الأتفاقية.

7ـ افلاس هاتان الكتلتان من الرصيد الشعبي الذي يؤهلهما للفوز في الأنتخابات القادمة وبخروج القوات المحتلة ستنتفي الحاجة الى المساومات السياسية والأمنية التي دخلوا بواسطتها الى مركز السلطة والقرار مما يعني انهم سيصبحون خارج اللعبة السياسية مثل القوات الأمريكية .

وهناك اسباب كثيرة لدى الرافضين للأتفاقية تجعلهم يتمسكون بموقفهم ولكنهم لا يستطيعون اعلانها , فهم لم  يعطوا أي سبب مقنع لأقرانهم السياسيين أو للشعب العراقي فكل ما نسمعه منهم شعارات في شعارات كما كان (صدام حسين) في خطاباته الطويلة المعبأة  بالوطنية والمثالية في الحكم وأما افعاله فكانت طامة كبرى على شعب العراق بكل طوائفه وقومياته , لذا لابد من الأنتباه الى خطورة المرحلة لأنها مرحلة مصيرية يتوقف عليها مستقبل هذا الشعب , فأما ان يتقدم الى الأمام ويعيش حرا مستقلا او عود الى سابق العهد والأيام ليخرج برغم انفه وهو يهتف ( بالروح بالدم نفديك ياصدام ) .  

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك