( بقلم : خضير حسين السعداوي )
شجن عراقي جنوبي ابتدأ في الجنوب وانتشر في أنحاء العراق انه شعر الابوذية هذا اللون من الشعر هو لون من الجناس البلاغي بثلاثة مقاطع مختلفة المعنى ينتهي في ياء و هاء مشدده ابتدعه و أجاده الجنوبيون وخاصة في الناصرية وعلى الخصوص مدينة الشطرة وسوق الشيوخ وكذلك في واسط وبالخصوص في مدينة الحي ولا اعرف الأسباب المنطقية لظهور هذا اللون من الشعر وفي هذه المناطق بالذات إلا اللهم أن هذه المناطق لها قاسم مشترك هو الفقر والحرمان والبؤس مما دفع الشعراء فيها الاهتداء إلى لون من الشعر أكثر قدرة تعبيرية عما هم عليه مما ذكرنا آنفا ولا نستبعد أن تكون التسمية جاءت قريبة من هذه الحالة ولذلك سمي(( أبوذية أي أبو الأذية)) لما يرافقه من لون من الغناء يطلق عليه ألونين والملاحظ أن الغناء في هذه المناطق كان قرين الابوذية وهذا الغناء بأطواره التي ظهرت كالطور الشطراوي و الحياوي والصبي وغيرها من الأطوار مكمل لهذا اللون والذي اعتقده أن سبب انتشاره أي الابوذية لأنه لون من الشعر سهل الغناء بهذه الأطوار الشجية والتي تناغمت مع ما يحمله الابوذية من لوعة ومعاناة عاليين واكبر قدرة على الوصول إلى آذان المستمعين الذين مسهم الضر في هذه المناطق لذلك لاقى رواجا كبيرا كشعر وكغناء وانتشر إلى مناطق العراق الأخرى هذا اللون من الشعر والغناء ، ولذلك عندما تنظر نظرة تاريخية لنوع الغناء في هذه المناطق تجده قائما أساسا على شعر الابوذية فنظرة بسيطة إلى مجموعة الرواد في الغناء الريفي والذين ظهروا في هذه المناطق يتبين لك جليا أن اغلب هؤلاء الرواد بدا غناؤهم عبارة عن أبيات من الابوذية لا غير فمن مسعود الاعمارتلي إلى خضير حسن ناصرية صاحب الصوت الشجي مرورا بداخل حسن وحضيري أبو عزيز وغيرهم من مطربي الريف الأوائل .
بقي أن نعرف شيء عن هذا اللون من الشعر و أول من قال أو كتب في هذا المجال ولا اعتقد أننا نصل بسهولة إلى ذلك نظرا لكثرة ما كتب في هذا الموضوع حيث ذكر أن حسين ألعبادي والذي هو من مدينة البطحاء وسكن في الشطرة ومنهم من يقول انه حسين الكربلائي من كربلاء وسكن مدينة الشطرة ..
هنالك ملاحظة مهمة إن اغلب من قال في هذا اللون من الشعر أميون أي لا يجيدوا القراءة والكتابة وبالرغم من أميتهم عندما تقرا إشعارهم تجدهم على اطلاع ودراية في مجالات الأدب العربي وقصص وحكايات التاريخ وحكايات العشاق وتجد لديهم القدرة في توظيف الحدث أو المثل الشعبي في أبيات الابوذية أو مجاراة الشعر العربي بنوع من الابوذية يسمى(( المولد )) أي اخذ الفكرة من بيت الشعر الفصيح وتحويلها إلى بيت أبوذية كذلك نلاحظ أن شعراء الابوذية طرقوا كافة المجالات التي كتب فيها الشعر القريض في الغزل والمدح والرثاء والوجدانيات .وصف المرحوم الشاعر كاظم ألركابي بيت الابوذية هو ((عبارة عن قصيدة شعرية مضغوطة )) واعتقد أن هذا الوصف اقرب إلى الواقع فخذ أي بيت من الابوذية تجده يعالج حالة معينة ولكن بصورة مكثفهفلنأخذ هذا المثال لشاعر يرثي صديقه
الكلب من يوم فكده ورثاله مشى وطيب المحاجي ورثالهبعد شيفيد نوحي ورثاله فكدنه ولا عوض يحصل بديه
أما الأغراض الاخرى التي كتب فيها الابوذية فقد أبدع شعراء الابوذية في وصف حالة الفقر والعوز وتقلبات الدهر أو تخلي الإخوة أو الأصدقاء أو كبر السن وضعف البدن حيث كتب مئات الأبيات الابوذية
اعضاي منين ما ارتجي تلام وعلي وكت المنام هموم تلامالمثل روحي غلط ياناس تلام عبنهه امفارجه البيهم حميه
وكذلكمغبرة ديار أهلنه ليل ونهار على عزها التبدل غفل ونهارجنه بنخيل وعنب ونهار أقفرت لمن ولوها أهل ألرديه
لفراق الحبيباهنا يلي سلبت العقل ونام سرور اجفاك للواشين وناماون عليك طول العمر ونام لها فكدت ولد وتنوح هيه
وكذلكأهمومي ضاع بيها الوصف والعاد وصفيت انشد عليك الراح والعادإخلافك صار يوم ألطبك والعاد سوه عندي او جفاك الفتك بيه
https://telegram.me/buratha