المقالات

جوهر المعركة القادمة

1002 14:12:00 2008-11-04

( بقلم : شوقي العيسى )

المعركة: مصطلح يطلق على فئتين تختلفان ويصبح العداء بينهما ويشد القتال وقد يتعدى هذا المفهوم الى أكثر من فئة أو جهة وبالتالي تصبح المعركة وكما يقال "حامية الوطيس". وكثيرة هي المعارك منها معارك حربية بين الجيوش ومنها ماهو سياسي او اقتصادي او ثقافي وكُلٌ على شكل وجوهر معين.

يقف الشعب العراقي على اعتاب معركة قادمة ليس كما يتصورها البعض بين جهات خارجية أمريكية مثلاً..... لا بل ستكون معركة انتخابية وهذه المعركة لابد من الاشتراك فيها وحسم المواقف التي بدأت منذ بداية التغيير في العراق.

قد تطرح بعض التساؤلات: ماهو دورنا كشعب عراقي في اعماق المعركة الانتخابية القادمة؟ وبما انه سؤال في جوهر الموضوع اذ لابد ان نسترجع دورنا في الانتخابات الماضية وكيف أن غالبية الشعب العراقي ساهم في انجاح العملية الانتخابية وبالتالي السياسية، ولكن هل كان الاختيار موفقا؟ هذا هو السؤال ويجب علينا كشعب ان نبحث بماهية ونتائج الانتخابات الماضية وهل حقاً ساهمنا في تحديد السياسة العراقية المتأملة؟ وهل حقاً انتخــــــــبنا بترو ودراسة عن مواقف مسبقة ؟ قطعاً كلا.

لم تكن الانتخابات المنصرمة الا كحالة لم يشهدها العراق مسبقاً ولم يعرف كيفيتها ومضمونها وبالتالي جرت الانتخابات وظهرت النتائج مخيبة للآمال فجاءت على غرار طائفي وعرقي وبهذا فقد شارك الناخبون في ايجاد حكومة لم تقـدّم الخدمات بالشكل المطلوب وليس كما كان متوقعاً من قبل الناخب أن صوته الذي أدلى به سوف يدر عليه بالخدمات والتغيير الوفير، وهذا مالم نشهده او نلمسه، وليس ذنب الحكومة المنتخبة فحسب بل الذنب هو للناخب ايضا الذي لم تكن لديه رؤية واضحة ومستقرة عن الانتخابات وعن الشخص المناسب الذي ينتخبه.

لقد انتــخب الاسلامي حزباً اسلامياً وانتــخب العلماني حزباً علمانياً وانتــخب الكردي حزباً كردياً وهكذا فجاؤوا جميعاً ليس على اساس الكفاءة واختيار المناسب بل على اساس طائفي ، وادخل العراق في دوامة كبرى وصراع عقيم جراء التقسيمات الطائفية والفئوية والحزبية ، ولهذا لم يكن الاسلامي في موقعه الصحيح ولا العلماني ولا الكردي باعتبارهم وصلوا بتفكير غيرهم وانتخابهم من قبل الناخب العراقي جاء سهواً ليس على اساس دراسة ودراية بما سيقدمونه للشعب العراقي.

الشعب العراقي لا يحتاج الى اسلاميين ولا الى علمانيين ولا الى بعثيين بل يحتاج الى وطنــيين وطنييــــن ....... يحبون العراق ويحبهم مهما كانت توجهاتهم دينية او علمانية ، ويحتاج العراق الى مهنيين يعرفون كيف يؤدون واجبهم ، ويحتاج العراق الى سياسيين حقيقيين لانه بالحقيقة لايوجد بالعراق سياسيون كسياسيين بمعنى الكلمة يعرفون كيف يناورن خصوصاً والبلد محتل من قبل أمريكا ، ونصيحة أقدمها الى الاحزاب الاسلامية أن تبتعد عن السياسة لأنها خداع ومراوغة وكذب وافتراء هكذا هو السياسي ولذلك يقال أن فلانا سياسي داهية أو ذئب أو مخادع وما الى ذلك من الالقاب الغير لائقة بالاسلامي .

لذلك فالمعركة القادمة يجب ان تحسم لصالح الشعب العراقي بتفكير وتأني ودراسة من هو الأصلح والأجدر بالانتخاب؟. وليس على اساس طائفي وعرقي ، وتجربتنا خير دليل على ذلك فالعراق خضع لصراع طائفي وعرقي وانشقاقات دخلت على البلد منذ بداية التغيير ولحد اللحظة ، واتذكر قضية كانت قبل الانتخابات منذ ان كان الجيش الامريكي ومجلس الحكم يسيطر على العراق كانت الغالبية تحتج وتتظاهر على اصغر القضايا التي يطالبون فيها بتوفير الخدمات أو ، وترفع شعارات وهتافات ضد الامريكان ونشاهد التظاهرات والاحتجاجات يومياً والمطالبة بتأدية حقوقهم المسلوبة ، بحيث توهم العالم أجمع بأن الشعب العراقي قد ملك الحرية والرأي ، وبالحقيقة كانت مجرد زوابع تبتكرها بعض الجهات الحزبية لنيل فوائد معينة. أما في الوقت الحالي ومنذ الانتخابات وظهور التقسيمات أصبح الشعب العراقي يعيش حالة الخنوع والخضوع وتحت سيطرة الاحزاب فيا ترى من سيحسم المعركة القادمة الاحزاب أم الشعب العراقي؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك