المقالات

تحديات الاتفاقية العراق - أمريكية

1192 12:54:00 2008-11-04

بقلم: عبـد الرزاق السلطاني

بعد أن بذل العراق جهودا كبيرة لمكافحة الإرهاب وإنهاء المظاهر المسلحة بكل مسمياتها مما انعكس بشكل ايجــابي علــى الوضع العراقي والمنطقة، الأمر الذي يستدعي دعما دوليا للعملية السياسية ومشروعا للمصالحة الوطنية ما يتعين على الدول أن تؤكد دعمها ووقوفها إلى جانب العراق في مواجهة الإرهاب بكل أشكاله وصوره لتحقيق الأمن والاستقرار وليضطلع العراق بدوره ومسؤولياته العربيـة والإقليمية، بعد أن قدم العراق وشعبه الكثير من التضحيات في المراحل والظروف المختلفة من منطلق واجبه الوطني ومسؤولياته، وعلى دول الجوار والمنطقة أن تفي باستحقاقاتها للحفاظ على وحدة تراب العراق وشعبه ومنع تغذية كل أشكال الطائفية والتنازع العرقي والانقسامات المذهبية والكف عن التدخل في شؤونه الداخلية، فالدستور لا يسمح أن تكون الأراضي العراقية مقرا أو ممرا للاعتداء على دول الجوار وغيرها والأولوية في هذا الإطار التذكير بأهمية عودة العراق إلى حاضنته العربية والدولية.

إن الأهمية الكبرى لمؤتمر جوار العراق لا تتمثل بالإعلان الرسمي والبروتوكولي لدعم العملية السياسية، إنما في إتاحته الفرصة لاختبـار مواقـف الإطراف الإقليمية المتباينة من الاتفاقية الأمنية ومدى تعارض أو تقاطع مصالحها بهذا الخصوص، ولعلّ الدلائل الأولى التي يمكن التقاطها تتمثل بالموقف الإقليمي الواضح من الاتفاقية، وانعكاسه على الحالة الأمنية والسياسية الداخلية للعراق، ما قد يسهم فـي تفاعلات المشـهد العراقي وتجاهل الحالة الوطنية والإرادة السياسية التي لا ولن تسمح بأية ضغوط خارجية للتأثير على القرار العراقي النابع من حكومة ودستور منتخب، فضلا عن حرص قوانا الوطنية في تقدير الموقف العراقي الأصيل وفق المتبنيات الجماهيرية التي تحتكم إلى المؤسسة الدستورية العراقية، كما نود التذكير أن زمن الاستئثار ومركزة القرار وشوفينية البعد والرؤية السياسية قد قبر مع النظام البائد، إذ أن المؤسسة الوطنية اليوم هي الفيصل وهي صاحبة الحق والقرار في العراق الجديد، وأن إخضاع الاتفاقية لجدل ومناقشة على المستوى الوطني يعد ملمحا من ملامح الديمقراطية.

فرغم التحفظات والشروط التي وضعتها قوانا الوطنية للموافقة على تنظيم الإطار الاستراتيجي، وأنا هنا لست بموقع المدافع عنها، إلا إن هنالك الكثير من المواقف المغايرة والازدواجية التي باتت واضحة، فان المراقب لا يعرف لماذا ترفض بعض القوى تنظيم الإطار مع الأميركيين قبل الاطلاع على موارده الأخيرة أصلا، مادامت هذه القوى ومعها قوىً أخرى تقر وتعترف بأن الوجود العسكري الأميركي ما يزال ضرورياً لإنهاء المظاهر المسلحة و(القاعدة) التي لازالت تملأ بعض الصحف وبعض وسائل الإعلام تتغزل بجدائلها مع أنها - ليست إلا غولة قرعاء تأكل أبناءها وتدمر ديارها- وعليه فإننا نرى إن الخوض في المسائل الإستراتيجية هي من صميم الإرادة العراقية ممثلة بالدستور العراقي وممثلي الشعب المنتخبين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك