( بقلم : عمار الميالي )
اعتز بكل الاحزاب والقوى التي اسهمت في انجاح العملية السياسية ولا استثني احداً وخصوصاً تلك التي أرست دعائم الديمقراطية والحرية في العراق الجديد. واداء القوى والحركات الاسلامية بالتحديد اثبت جدارة الاسلاميين على مواكبة التطورات الكبيرة في البلاد وافشلوا كل رهانات الاعداء على ان الاسلاميين لا يمتلكون لياقة لادارة الدولة او قدرة على مجاراة المشروع الديمقراطي في العراق.
الحركات الاسلامية الوطنية بما فيها المجلس الاعلى الاسلامي العراقي ومنظمة بدر وحزب الدعوة وحزب الاسلامي حققت حضوراً فاعلاً ومشاركة متميزة في الميدان السياسي ولم تمتلك عقلية التطرف والتشدد والتكفير او توصم مخالفيها بالعمالة والخيانة والفسق. كان الكثير يراهن على فشل الاسلاميين في ادارة السلطة والحضور الفاعل في المشروع الديمقراطي في العراق وكانوا يبرهنون رهانهم بان الاسلاميين لم يعيشوا مرحلة السلطة والحكم بل عاشوا تجربة المعارضة والمطاردة والنفي والسجون بكل قسوتها وثقلها.
ولما سقط النظام الصدامي في التاسع من نيسان سنة 2003 وبدأ الاختبار العسير لكل القوى وادعاءاتها استطاع الاسلاميون سنة وشيعة من قيادة الشارع العراقي بكل جدارة ونجحوا في تاكيد خطاب معتدل متوازن بعيداً عن التطرف والتشدد والانعزال فدخلوا المعترك الانتخابي واكتسحوا كل القوى التي كانت تراهن على فشلهم.قد تكون اسباب ومبررات نجاح الحزب الاسلامي في المنطقة الغربية بسبب هيمنة الارهاب على تلك المناطق وابتعاد القوى السنية من المشاركة في الانتخابات وخصوصاً الصحوة ومراكزها الجديدة التي ستشارك في الانتخابات القادمة بقوة.
ولكن مشاركة القوى والاحزاب الشيعية في مناطق الوسط والجنوب كشف عن حقائق كرس قناعات جديدة في الشارع العراقي حول القوى الكبيرة التي تمتلك سعة وثقلاً في شعبيتها وخطابها وثقافتها المعتدلة المؤثرة.لعل المجلس الاعلى الاسلامي العراقي هو من اهم القوى الوطنية والاسلامية التي تميزت بحضور واع على جميع المستويات واثبت بعقليته الفذة ورؤيته المتبصرة بانه التشكيل الاكبر في قيادة الساحة رغم تحديات الواقع وظروف البلاد.مع تقديري واعتزازي بكل الاحزاب الاسلامية والوطنية لكنني اميل بكل ثقة الى تأييد المجلس الاعلى لاسباب عديدة اشير اليها بشكل اجمالي:
1- المجلس الاعلى يمتلك قيادات علمائية ورموز دينية وطاقات معارضة كبيرة لها علاقة وطيدة مع المرجعية الدينية.
2- شرعية هذا التشكيل وثقافته الاسلامية واحترامه لكل المرجعيات الدينية وتأكيده لثقافة التدين والسلوك الاخلاقي والتزامه برؤى الشريعة ومنهج العلماء.
3- السلوك العام والاداء الذي شهدناه عن قرب يؤكد حذاقة ولياقة المجلس الاعلى ورؤيته المعتدلة والمتوازنة في التحرك الجماهيري.
4- العمل في الميدان السياسي بحرفنة وخبرة وتجربة كبيرة لا تتوفر في غيره من القوى السياسية الوطنية والاسلامية.
5- الخطاب المعتدل والاستقطابي وروح التعاون مع الجميع وادامة العلاقة والصداقة مع الجميع.
6- كل المحافظات التي ادارها المجلس الاعلى اتسمت بالهدوء والامان وملامح الاعمار والاستقرار كالنجف والديوانية والناصرية والسماوة وبابل وهو ما يدعو الى الاطمئنان لهذا الكيان الاسلامي.لهذه الاسباب سوف اعطي صوتي لقائمة المجلس الاعلى الاسلامي العراقي في الانتخابات القادمة.
https://telegram.me/buratha