المقالات

دور الاعلام في اذكاء ثقافة السلام واحترام القانون والنظام

981 20:48:00 2008-10-28

( بقلم : السيد عبد اللطيف العميدي )

أجمعت دساتيرالأديان السماوية على ضرورة وجود جهة تتكفل إدارة شؤون المجتمع وذلك لحفظ الحقوق الشخصية للفرد وللجماعة. فالمسلمون أجمعوا على ذلك بدون خلاف الا ان الشيعة الامامية شرطوا ان يكون تنصيب تلك الجهة من قبل الله سبحانه وتعالى او من الامام سواء كان نبيا او وصي او امام معصوم او من نائب الامام في زمن الغيبة الكبرى، وفي عقيدتنا ان الشريعة المقدسة نزلت فيها قوانين وضوابط تشتمل على جميع الشؤون والحقوق الفردية والاجتماعية وعليه فان البشرية كلها مخاطبة ومكلفة بالاطاعة لهذه القوانين، وقد وردت مجاميع من الايات القرانية والروايات في هذا الشأن كقوله تعالى ( كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وانزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه) البقرة 213، ثم جاءت طائفة اخرى من الايات التي تصف من لم يحكم بما انزل الله بالفاسقين او الظالمين.وتأخذ تلك الدساتير والآيات على عاتقها تنظيم حياة الناس وتحفظ حقوقهم، وعندما يظهر خلاف ما كان على ذلك الدستور والقانون ان يحكم فيهم ليرفع ذلك الخلاف كما في قوله سبحانه وتعالى( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان اقيموا الدين ولاتتفرقوا فيه) الشورى.13

وكلمة ( الحكم والحكومة ) تعنى القضاء والمنع من وقوع الفساد وهو مأخوذ من ( حكمة اللجام) وهي قطعة الحديد التي توضع في فم الفرس تمنعه من مخالفة وكلمة (الحاكم) تعنى القاضي و منفذ الأحكام في ذات الوقت. والمجتمع كما يحتاج الى القاضي والمشرّع فانه يحتاج الى ضوابط حقوقية واجتماعية تسمى في زماننا ( الدستور) تحفظ حقوق الجميع وتحدد صلاحياتهم.كما أن تحريرالقوانين على الورق يحتاج الى رجال مطلعين على تلك القوانين ويقومون بتطبيقها على الارض وإلا شاع الهرج والفوضى في المجتمع ولنشأت الطواغيت والظلمة واختفت العدالة، فلكي لايختل النظام لابد من وجود جهة تكفل بقوتها تنفيذ القوانين وتجبر المقصرين على سلوك النهج السليم، وكما في قول امير البلاغة الإمام علي(ع) مخاطبا الخوارج الذين قالوا ( لا حكم الا الله ) قال(ع):( نعم انه لا حكم الا لله ولكن لابد للناس من امير ) والخلاصة ان ضرورة وجود الحكومة في كل المجتمعات تثبت بالدليل العقلي والمنطقي قبل النقلي فالإسلام دين يتضمن اكمل الانظمة الحقوقية والذي سيبقى محتفظا بقيمته الى يوم القيامة ومن ركائز اطروحته وجود دستور سماوي ومعه تطبّق مبادئه وان كان هناك ثمة نقاش فانه في تفاصيل صلاحيات الحاكم وضوابط تعيينه والطريقة التي يتم له بموجبها التصدي، فتعيين الامير او الامام او القاضي يعد في عرف العقلاء لطف، والله سبحانه معروف باللطف.

واذا ما تم تعيين الحاكم بطريقة النص سابقا والانتخابات حالياً يكون المتصدي بالتأكيد جامعا للفضائل ثم وبالتبع تصلح الرعية لان الحاكم اذا صلح صلحت رعيته كما قيل وبما ان الحاكم هذا ليس معصوما بالضرورة فوجب من ذلك انشاء مجلس شورى يتكفل مراقبة تحركات الحاكم ومراقبة مدى تقيده بالدستور وان وجدوا انحرافا فيه عزلوه وولوا غيره بإجماع رايهم حتى لاتنشا صفة الدكتاتوريات، وهنا يأتي دور الاعلام والصحافة الحرة والوطنية في التصدي لهذا الواجب الكبيرومراقبة كل تلك العمليات خصوصا اذاما كان هذا الاعلامي والصحفي متبع لقواعده المهنية النبيلة وهي ( الدقة والحياد والمهنية والصدق في نقل الاخبار وافرازاتها)، فالاعلام اليوم قد اخذ دورا كبير واستقطب الاهتمام واثر في الاحداث السياسية، بل وصنع كثيرا منها مما جعل جميع القادة والمسؤولين من رأس الهرم وحتى صغار الموظفين يولون الاعلام رعاية خاصة، فالمواطن الان لايتسنى له لقاء المسؤولين ولاحتى الاطلاع على ما يدور في العالم المتشابك هذا، فيأتي الاعلامي ليضع المشاهد والمستمع والقارئ في صلب الاحداث ويثقفه سلبا او ايجاباً.

وانطلاقا من هذا الدور الحساس والمؤثر في انطباعات المجتمع يجب على الاعلامي أن يضع مخافة الله سبحانه نصب عينيه وأن يحسب جيدا لعواقب ما يصدرمنه من تحليلات وتفاصيل قد تؤدي الى حدوث كوارث ومعارك وسفك دماء.

فهناك حدث واحد يمكن للمتابع ان يطلع عليه من عدة زوايا تبعا لناقله ، فتارة ينقل الاعلامي الحدث من جوانبه الحيادية والايجابية، وتارة ينقله من زاوية السلب والتشهيرفقط.

ولقد شاهد العراقيون جميعا كيف ان خبرا مفبركا تقوم قناة معادية للعراق الجديد بنقله بما تشتهيه اجندة مموليها، كيف يصبح ضوءا اخظرا لارتكاب مجازر بحق المواطن وتسفك من اجله دماء الابرياء.

لهذا حذر الاسلام وقبل آلاف السنين من هذه القضية حينما وضع ضابطة للتعامل مع ناقل الخبر خصوصا من لاحريجة ولادين له بقوله تعالى ( يا أيها الذين امنوا ان جائكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبو قوما بجهالة).

ان قوة القانون والدولة والنظام لايمكن لها ان تسود بدون وجود اعلام وطني يجمع المواطن ويثقفه لبناء وطنه لا ان يحرضه على التمرد والتجاوز على هيبة الدولة ومؤسساتهاالخدمية والأدارية ، وبنفس الوقت عليه واجب مراقبة تلك المؤسسات وتسليط الضؤ على الخرق والفساد المالي في تعاملاتها بشرط ان يكون من منطلق النقد البناء واسلوب التصحيح لا التجريح والمستند على الوثائق والادلة والبيّنات كيما يتم تصليح الاعوجاج.

ثم اننا اليوم مقبلون على خوض انتخابات مجالس المحافظات وهنا يأتي دور الاعلام في مراقبة هذه العملية وتثقيف المواطن على آلية اجرائها والتأكد من تطبيق المرشحين لمشاريعهم، واطلاع المواطن على حقوقه في العملية وضرورة مشاركته الفاعلة فيها لانها سوف ترسم مستقبل بلده، وتوضح شكل القيادة القادمة والنظام وتطبيق دستور البلاد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو حيدر -عراقي
2008-10-29
عبارة من ذهب قولك :--يجب على الاعلامي أن يضع مخافة الله سبحانه نصب عينيه!!! ولان عمل الاعلامي سيسود ويعم المجتمع والناس اجمع ان خيرا فخيرا وان شرا فسوءا وشرا وهذا ما يثقل كاهل الاعلامي بصعوبة المهمة عندما ينظر ويفهم عمله من هذه الزاوية.. فلا يسع للقيام بهذها المهمة بل هذه المسؤلية والرسالة باكمل وجه الا من هُيئ وتهئ لذلك ولذا قدم الكثيرون ارواحهم فدءا وقربانا في هذا السبيل.... فعلى الانسان عموما وعلى العراقيين اليوم خصوصا الالتفات الى مخافة الله في الحل والترحال لدقة المرحلة وتذكير النفس بان الله قد يتجاوز عن حقه تكرما وتنزها منه جل اسمه..ولكن حقوق الناس هو ملك للناس قد لا يعفوا ولا يتسامح الفرد او الشخص في حقه يوم القيامة لذا...الصدق...الدقة والامانة...الاسلوب...التحقّق من الخبر...الهدف او النية في نقل الخبر...وامور اخرى كثيرة تعتبر وثيقة شرف بين الفرد الاعلامي وشعبه وربه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك