المقالات

مقتدى الصدر ...من حوار السلاح الى لغة الدم

1263 16:23:00 2008-09-06

( بقلم : د.صباح حسين )

مرة اخرى يجدد مقتدى الصدر اساليبه الاعلامية البدائية والمتخلفة في تحشيد الشارع العراقي لصفه من خلال دعوته الاخيرة الى انصاره بارسال برقيات البيعة الى الامام المهدي (ع) والتوقيع عليها بالدم في موقف يذكرنا بما كان يقوم به الطاغية المقبور صدام وبرقيات التناييد التي كان يكتبها المتزلفون له بالدم الذي هو بحكم النجاسة وقد حرمت الكتابة او الامضاء به كما هو ثابت ومعروف .

ان استغلال اسم الامام المهدي (ع) في امور سياسية كما يقوم بها الان مقتدى الصدر امر ليس بصحيح ويشكل اساءة كبيرة الى قضية الامام المهدي (ع) وقدسيتها ومعناها الكبير بالنسبة الى العالم الاسلامي والتي حاول مقتدى الصدر جعلها ممرا لتحقيق اهدافه الحالية التي تنصب الان في محاولة اعادة ترميم سمعته ومكانته التي تضررت كثيرا في نظر انصاره الذين اخذ قسم كبير منهم يراجع مواقفه وبدات حملات الانتقاد العلنية تطل براسها في العديد من المواقع الالكترونية والتي يطرح اصحابها الكثير من الاسئلة حول دور مقتدى في العمليات العسكرية الاخيرة وموقف مقتدى الصدر المتذبذب منهم من خلال دعوته اليهم بالقتال والدخول في اشتباكات مباشرة مع القوات الحكومية ومرة اخرى دعوته لهم بالقاء السلاح وهذا الموقف المتذبذب جعل انصاره واتباعه في حيرة كبيرة دفعت ببعضهم الى انتقاده وتوجيه الاتهامات اليه بالتخلي عنهم وقت الحاجة واعلان قسم كبير منهم عن الانسحاب من تنظيمات جيش المهدي والتيار الصدري والقاء عدد كبير اخر منهم لاسلحته .

وهذه المواقف وسواها اثارت ارتباكا كبيرا لدى مقتدى الصدر وكبار مساعديه الذين باتوا يواجهون حرجا شديدا في مواجهة حملة الانتقادات تلك من خلال العجز الاعلامي الواضح والغموض الكبير الذي احاط بتصرفات مقتدى خلال الازمة التي احس خلالها اعضاء جيش المهدي والتيار الصدري بتخلي مقتدى الصدر عنهم باعتبارهم ورقة محترقة لم يعد بحاجة اليها مادامت تضر بخططه واهدافه المعلنة وغير المعلنة في السيطرة على العراق ومقدراته .محاولة مقتدى الصدر ترميم وضعه عبر اعادة نفوذه السابق على اتباعه من خلال استغلال قضية الامام المهدي (ع)في الترويج لافكاره عبر الادوات والاساليب السابقة التي كان يتبناها نظام البعث الصدامي والتي كان من بينها رسائل وبرقيات التاييد الممهورة بالدم والتي كانت تعكس اسلوب النظام الدموي وتعطشه الى الدماء وتكلمه بلغة وخطابات الدم التي يسير مقتدى على خطاها يوم امر اتباعه بقتل وتمزيق جسد السيد عبد المجيد الخوئي عندما فتك به اعوانه بعد يوم واحد من دخوله الى العراق على اثر سقوط النظام الصدامي البائد ورفضه تقديم الحماية له بعد استنجاده به ويوم قام مقتدى بتدمير مدن النجف الاشرف والثورة والشعلة والحلة والناصرية وذلك عندما جعلها عرضة لاعمال القتال والحرب ويوم جعل اكثر من الفي شاب ومواطن عراقي يفقدون حياتهم نتيجة لهذه المعرك والحروب الضارية التي اشعل فتيلها مقتدىتحت ذريعة واهمة وهي اخراج المحتل الامريكي من العراق وتجاهله لوجود حكومة شرعية ودستورية منتخبة وهي وحدها من يحق لها النظر في موضوع الاحتلال الامريكي في العراق .

ان قضية الامام المهدي (ع) والولاء له لاتحتاج الى الدماء كوسيلة للتعبير بل الى السلوكيات والقيم الانسانية الرفيعة التي تترفع عن لغة الحقد والعنف والدماء وليس عن طريق جعل الدماء مهورا وانهارا تسيل على ارض وادي الر افدين والتي كانها لم يكفها كل هذا الكم الكبير من سفك الدماء حتى ياتي مقتدى الصدر ليزيد اليوم من سفكها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الحبوبي
2008-09-07
السلام عليكم دصباح والله متنا من الاساليب المتخلفة التي تقوم بها عصابات مقتدى في كل مكان ان كافة النجفيين والكربلائيين واهالي الفرات الاوسط جميعا يمقتون عصابات مقتدى الذين يعيثون فسادا
زيد علي
2008-09-06
ألدكتور صباح المحترم ...الف شكر لكتابتك في هذا الموضوع ...ومقتدى الخائب الهارب الغائب...قد قتل السيد عبد المجيد بتحريض من احمد الكبيسي الذي كان في النجف يومها ...(ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون ) صدق الله العظيم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك