المقالات

فصاحة آية الله مقتدى الصدر

2222 00:53:00 2008-09-05

( بقلم : د. سناء الحربي )

أتاحت الانترنت فرصة وافية لجميع ذوي الرغبة في مزاولة فن الكتابة .. و الفن بطبعه مادة للتطفل و جاذب بطلاوته و حلاوته لبعض الحشرات الصغيرة طائرة و زاحفة و متقافزة .. و الكتابة فن لا ترقى إليه الفنون و تتكل عليه كما ليس كاتكاله عليها . و شان أي فن إبداعي لا مناص من توفر صاحبه و مدّعيه على مقومات و أدوات في العرض و التعبير و المقاربة . نعثر بمقالات و كتابات لأسماء تخرج عن العد و الحصر و كلها تدعي و تشهر لافتة شخصية كونها صاحبة قلم و لها أسلوبها و طريقتها في البيان و التعبير . و لكن لأدنى المعنيين بشؤون الكتابة أن يخلصوا بسهولة للتمييز بين الركيك المبتذل و الرصين المبدَع .. ما له فرصة تأكيد معنى أن يكون المرء كاتبا و ما له أن يوطد قناعة التطفل و العبث بشيء لا يعني صاحبه من قريب أو من بعيد .

و بما أننا نكتب باللغة العربية هذه التي لها قواعدها الصارمة التي يصعب التنازل عنها و لها جمالها و أساليبها القومية التي تأبى أن يتلاعب بها المتلاعبون و يعبث بها العابثون فإن من الواجب أن نحترم خصوصية لغتنا و ألا نتجاوز عليها إلى الحد الذي يصيبها يعاهات مستديمة لا سيما أن هذا النوع من العاهات و التشوهات وليدة تواطؤ أصحاب اللغة أنفسهم و سخريتهم بها و تهاونهم بقواعدها و أساليبها . سخر بعض هؤلاء الذين يطعنون بنصالهم يوميا لغتنا الجميلة من مقالات سابقة لي تناولت فيها أخطاء نحوية و لغوية للبعض ممن يدعون أنهم كتاب بل و مبدعون لا يشق لهم غبار .. بالطبع لست في وارد الدعوة إلى الكتابة بلغة الجاهليين و لا العودة إلى اصطحاب المعاجم و القواميس لكتابة مقالة أو قصة أو حتى نص شعري ، بل هي مراعاة لأدنى ما يجب الالتزام به من ضرورات الإعراب و الصيغ السليمة في العربية . أما الأخطاء الشائعة فهي قد أصبحت شيئا سائغا و كما يقال خطأ مستعمل غير من صحيح مهمل . إلا أن ما يكثر من عورات لغوية و نحوية هي من قبيل الفاحش و القاتل مما لا يجدر إتيانه من قبل من يكتب بالعربية عارضا نفسه كاتبا و مزاولا لفن الكتابة بشتى أجناسها .

و مما له علاقة بالموضوع هو أن مقتدى الصدر قبل شهرين أو أكثر نشر بيانا و اعترض عليه أحدهم و بالتحديد على مفردة ( توخوا ) التي وردت في البيان فهب السيد راسم المرواني مستشار الصدر الثقافي لتدبيج مقالته التي أقسم فيها بـ " العباس أبو فاضل " حسب ما جاء هناك أن ما كتبه مقتدى هو " توقوا " و ليس " توخوا " و ذلك بالطبع للتدليل على مقدرة مقتدى و ثقافته اللغوية و سعة علمه و حصانته بل و عصمته من أخطاء كهذه . و ليكون القارئ على بينة واضحة أدعوه قبل الاستمرار بقراءة المقال الانتقال إلى مقال المرواني على الرابط الأتي : http://www.kitabat.com/i40476.htm

ثم العودة لتكملة المقال . إذن لننتقل إلى بيان مقتدى الصدر الأخير و لنرَ أن الرجل الذي يسعى إلى نيل الاجتهاد في غضون خمسة أعوام يجهل أمورا غاية في البساطة لا يجدر بطالب صغير جهلُها فكيف بجهبذ همام سيجترح واحدة من عجائب الدهر حيث الحصول على الاجتهاد و خلال خمسة أعوام و لعلم من لا يعلم فإن مرتبة الاجتهاد هي مرتبة علمية في الحوزة الشيعية تشبه إلى حد ما درجة الدكتوراه .. فيما يلي سقطات فاضحة جاءت في بيان مقتدى أترك الحكم فيها للقارئ ليحكم على سطحية ثقافة الرجل و بالمناسبة فلا مجال هنا للحديث عن أية درجة من التسامح و التهاون لأن عالم الفقه يعتبر عِلْمَي النحو و اللغة من أهم ما يستند إليه في تحليل النصوص التشريعية و الاستدلال على الحكم و استنباطه من مداركه المعلومة . قال مقتدى الصدر : فلندعو من على منابرنا و الصواب حذف الواو و القول : فلندعُ من على منابرنا قال مقتدى أيضا : فلندعو الله بصوت واحد نفس الخطأ و الصواب فلندعُ وقال أيضا : فيعاهد كل عراقي ربه بأن لا يعتدي و الصواب أن لا يعتدي بدون حرف الجر الباء وقال أيضا : و أن يكون دم العراقي و ماله و عرضه محرم عليه و الصواب محرما عليه .. بالنصب لا الرفع خبرا للفعل الناقصوقال أيضا : وحسب فهمي فان العراقي و الصواب ترك الفاء في هذا الموضع . وقال أيضا : بظهور الحق المطلق ليملئ و الصواب ليملأ حيث الهمزة على كرسي الألف لا الياء وقال أيضا : ثم أدعوا الشعب العراقي و الصواب ثم أدعو الشعب بدون الألف لإسناده لضمير المتكلم وهو مفرد . وقال أيضا : وشاءت اعتزال و الصواب و شاءت اعتزالا وقال : وعيش في رفاه و الصواب وعيشا في رفاه كونه معطوفا على سابقه وقال أيضا : ودعوت الرب سرا و ليال و الصواب إثبات ياء ليالي ، فاللفظ المنقوص لا تحذف ياؤه إلا في الرفع و الجر .وقال : واجعل الكل مطيعا و منيب و الصواب : مطيعا و منيبا بالنصب

أما أبياته الأخيرة فأغلب صدورها مختلة في بنائها العروضي بالإضافة إلى أنها نظم سقيم لا أعرف كيف وجد السيد مقتدى الجرأة على نشره .. نترك الحديث عنها كي لا يقال أنها مبالغة في ملاحقة سقطاته و ليس هناك من لا يخطئ و لكن من المؤكد أن ليست كهذه الأخطاء الشنيعة التي نأمل ألا يقول السيد المرواني أنها مجرد أخطاء مطبعية لأنه اعتذار فيه ما فيه مما يعد ستره أهون الشرين .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الكاظمي
2008-09-08
مجرم هو وزمرته الجبانه المتعطشين للدماء فأنا ضحيه ايضاّ من ضحايا هذا المعتوه البربري فزمرته عذبتني مجرد اني كنت ذاهب الى دوامي الرسمي فأمسكوا بي بدعوى الطائفيه الى ان تم اثبات اني شيعي اسكن الكاظميه فرموني من السياره مقيد اليدين ومعصب العينين في الشارع بعد الساعه التاسعه مساءاّ الله لاينطيهم العافيه والله انشاء الله يلعنهم دنيا وآخره بحق قائم آل محمد فأدعوا من منبر براثا ان ينشر كل من كان ضحيه لهم ولم يقتلوه قصته ليعرف العالم هذا المنغولي الأبله
حيدر
2008-09-05
احلفكم بالعباس تنشورا تعليقيز يروح يصدّق الخبر ويكول انا اية الله شيخلصنه فهذا المعتوه يجب يتأدب ويتحاكم على جرائمه انا ضحيه من ضحاياه فقد قامت زمرة الخوارج من اتباع الشيطان اللعين بقتل ابي لانه رد عليهم عندما سبّوا اية الله السيستاني في الشارع وامام الناس والشهود بالعشرات فقاموا بصلب والدي على عمود الكهرباء وقاموا بتعذيبه وسب المراجع وسب الموالين للمرجعية وانا عذبوني بعد ان فقدت اعصابي ولم استطع ان ارى والدي يقتل بالطريقة البشعة التي رأيتها بنفسي!! أين القضاء؟ اين الدولة؟ أين المرجعية؟
Mahmoud Al-shimmary
2008-09-05
انه لنموذج سيء لرجل الدين الشيعي ولذلك هو محبوب ومرغوب في اوساط الركيكين أمثاله مثل المجرم العتيد حارث الضاري وبعض افراد العصابة البعثية التي يشترك معها بالكثير من الصفات السيئة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك