المقالات

شعب التجربة المرة

986 15:32:00 2008-09-03

( بقلم : علي الخياط )

كانت اغلب المجتمعات الانتقالية التي مرت في ظروف مشابهة لظروف العراق، من تغيير النظام الحاكم والانفلات الامني الذي سبق ظاهرة تفشي الفساد على مختلف تسمياته بسبب غياب الوعي وقلة الخبرة في الاعتماد على الكفاءات وتداخل القضايا واصطدام الاراء وربما يصل الى التخريب المتعمد احيانا من بعض الجهات المخربة وهذا مايحصل في الكثير من الاحيان، تساؤلات كثيرة مطروحة في اروقة الاوساط الشعبية عن ماهية الصيغة المقنعة التي ترضي ضمير المسؤولين في مكافحة داء الفساد الاداري المستشري بصورة متصاعدة في عموم الدوائر الرسمية وغير الرسمية.

الفساد ظاهرة مستمرة يتفاوت حجمها من محطة الى اخرى وبدرجات متباينة وهذا التباين يعكس مدى حجم(الفساد) من نظام الى اخر ففي النظم السياسية التي تمتلك تاثيرا قويا على مردودات ومنابع المال، ورجال واصحاب الثروة (المريشين) تاثيرا اكبر من غيره، مما يولد تزاوج النوايا في توفير الحماية المتبادلة بين هذه الاطراف الفاسدة ويؤدي الى استنزاف البنى التحتية للبلد،وخاصة ان هناك تساهل في تطبيق الشروط في المشروعات الاقتصادية،ولم تكن هناك مسائلة حقيقية للذين اخلوا في شروط العقود او ممن لم يكمل المشروع ،مع انه مستلم لكافة مستحقاته المالية ،ولانعرف من هو المسؤول عن هكذا فساد.

اما بعض المسؤولين (المسنودين) الذين هم بمنأى من المساءلة القانونية، ويتمتعون بحصانة من سؤال (من اين لك هذا) الذي يجب ان يطبق على الجميع بدون استثناء، وخاصة بعد الثراء الهائل لمسؤولين وموظفين وسياسيين على اختلاف سلطاتهم ووظائفهم، فمثلا مسؤول في دائرة ما لايتجاوز راتبه ثلاثة ملايين دينار، في فترة بسيطة لاتتعدى سنة الى ثلاث سنوات استطاع ان يمتلك عقارات او مزارع بمليارات الدنانير ،وهذا معروف للقاصي والداني واخبار المقاولات والعقود التي لاتوقع الا بعد استحصال (المعلوم) على حساب الجودة والامانة المهنية ،وهذا المعلوم يصل الى مبالغ هائلة ،والحمد لله كل ذلك يحدث بدون حساب او مساءلة من الدوائر المختصة مثل الرقابة المالية او النزاهة، في حين يترك المواطن البسيط في دوامة الحاجة والفقر ،خاصة بعد تصاعد الاسعار الجنوني و بشكل هائل بعد زيادة الرواتب للموظفين ،وازمات الوقود والكهرباء المستمرة والتي اصبحت تحتاج الى مورد اخر للمواطن ليستطيع ان يتعايش مع الوضع الحالي،و بابسط متطلبات الحياة والعيش بحياة حرة كريمة. ان الاختلاف في وجهات النظر السياسية هو سمة من سمات الحضارة واذا أستغل هذا الاختلاف بصورة صحيحة ربما يكون عامل أثراء وبناء، ولكن في الوقت نفسه قد يكون عامل هدم وتفرقة، أذا أستغل من أطراف تحاول بث الفرقة والفتنة واثارة الحساسيات بين ابناء الوطن الواحد.

من هنا تقع المسؤولية على عاتق رجال الدين والساسة الوطنيين لقطع الطريق على من تسول له نفسه لاستغلال الاختلاف المذهبي او القومي لغايات هدامة ،واحاطة المواطنين بالوعي وحسن النوايا لمنع تفاقم الازمات التي تنشأ بين الفرقاء من المكونات السياسية، ويجب ردع اي سياسي ،يحاول تحويل الوضع الاجتماعي من سياسي الى عرقي او قومي ،وأثارة المشاعر لانتماءات طائفية لتضعيف الموقف الوطني وكسب ثمار آنية محدودة دون التفكير بما ستئول اليه الاحداث في حالة انفجار الاوضاع ،وخاصة نحن نعيش على فوهة بركان ،ايل الى الانفجار في أي لحظة ،اذا لم تعالج الاوضاع في كركوك ،بروية وسعة صدر ،وتقبل الاخر دون حساسية ،وتغليب المصلحة الوطنية ،على الشخصية الانية ،ولااعلم ماذا سيكون وضع الخاسر او الكاسب اذا أحترق الشعب في الفتنة الطائفية او القومية والحرب الاهلية التي يراهن عليها اعداء العراق، لاسمح الله

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك