المقالات

مدينة الصدر والمليارات المبعثرة

1430 17:50:00 2008-08-27

( بقلم : علاء الموسوي )

ما زالت مدينة الصدر تتعثر بالمليارات التي تطلق عليها من كل حدب وصوت بأسم النهوض بواقعها والقضاء على بطالة ابنائها الذين يقدر اعدادهم بواقع ثلاث محافظات من البلاد، وذلك من اجل المزايدة باسماء هؤلاء المواطنين المثقلين بواقعهم الخدمي المتردي على حساب الانتخابات المقبلة وغيرها من العناوين السياسية الفارهة. بالامس اطلق اياد علاوي رئيس الوزراء الاسبق من ميزانية الحكومة 50 مليار دينار لاعمار مدينة الصدر!!.... ، وجاء بعده السيد الجعفري رئيس الوزراء السابق ليطلق كذلك من تلك الميزانية 70 مليار دينار لاعمار المدينة!!....، وفي خضم تلك المليارات الممنوحة على حساب المزايدات السياسية في احتواء الطبقة الكادحة، تأتي حكومة المالكي لتخصص 100 مليار دينار لمدة عشر سنوات يتم فيها اعمار مدينة الصدر على غرار مدينة النخلة في ابو ظبي بالامارات !!!!.

تخصيص اكثر من 220 مليار دينار لاعمار مدينة معدومة لابسط الخدمات الانسانية، يجعلك تمرح في خيال الاعمار ومضمار الحراك العمراني الذي يمكن ان تتوقعه في هذه المدينة لتصل احلامك الى مستوى المدن المتنعمة في اوروبا وامريكا اللاتينية على اقل تقدير ، الا ان الواقع اليومي الذي يعيشه المواطن في مدينة الصدر، لاسيما في محلة حي طارق وحي التنك وما وراء السدة...، يبدد لك سحب ذلك الخيال المرتبط باسس الدعاية التي تروجها الحكومة في اعادة وبناء اعمار المدينة. لا نريد ان نشكك في مصداقية الحكومة نحو اعمار مدينة الصدر ومساعيها للنهوض بواقع تلك المدينة المنكوبة قبل وفي زمن وبعد النظام الصدامي المباد، ولكن وجود هكذا ميزانية ضخمة من دون واقع عمراني ملحوظ يدفعك الى الشك بجدية الحكومة ونيتها في القضاء على البطالة التي عصفت بتلك المدينة نحو خانة العنف المفرط بين الاخوة والاحبة نتيجة الكبت والرفض للواقع الذي يعيشه مواطن مدينة الصدر.

لايمكن للحكومة ان تبقى مكتوفة الايدي امام تلك العشرات من المليارات والتي يتم تسليمها لزمرة من السراق اعتاشت على السلب والنهب من اموال الدولة والشعب، كيف ترتضي الحكومة ان تسلم الاموال (المخصصة للبناء والاعمار) الى مجموعة من المقاولين المسجلة اسمائهم في المناقصات، طيلة السنوات الخمس الماضية، على الرغم من الاشارات والدعوات التي تطلقها اهالي المدينة بصدد هؤلاء الاشخاص المعروفين بحرمنتهم وولعهم بنهب الاموال وسلبها!. ادعو السيد المالكي ان يكون جادا في رفع معاناة اهالي هذه المدينة المنكوبة، وان يطلق الصولات تلو الصولات بحق القائمين على الفساد الاداري في البناء والاعمار، وان لايجعلهم يمرحون وينعمون بمعاناة الاخرين وغيرهم يتحسرون على شرب ماء نقي او المشي على شارع مبلط ، او ادخال اولادهم مدارس نظيفة، او التجول بساحة او متنزه بعيد عن الكتل الخرسانية، واكوام النفايات المبعثرة في شوارع المدينة كتبعثر المليارات على خارطة مدينة الصدر المحرومة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عراقي
2008-08-28
كل من يتكلم لا يعمل وكل الحكومات السابقة والحالية بس تتكلم وتعلن وكأنها متفضلة علما انها اي الحكومة لو عمرت اي بقعة في العراق فهذا من واجبها ولاتحمد عليه وما هذه المزايدات الا تقليد احمق لحكومات فاشلة ان رؤساء اكبر دول العالم واكثرها تطور تاتي الى الحكم وتعمل ما لم يعمله كل حكوماتنا منذ قيام الساعة ويخرجون من الحكومة ولايذكرون في الاخبار ان هذه الحكومة اجزت وحققت لانها تعتبر ما قامت به هو واجب واجب واجب واجب واجب يا حكام ياموظفين الا لعنة الله على الظالمين (واذا كدها انتوا انشروا)
علي العبادي
2008-08-27
والله كل هاي الملايين مثل مايكولون بالشط الحل الوحيد هو منح اعمار المدينة لشركات أجنبية مثل مافعلت الشركة الهندية عندما قامت بعمل مجاري وتبليط الشوارع في بداية الثمانيات والا غير هذا مايفييييييييييد
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك