المقالات

الفوضى الخلاقة والارادة العراقية

1152 16:23:00 2008-08-27

( بقلم : علي الخياط )

ما لا يقبل الشك والريبة ان القوى الكبرى تضع لها استراتيجية معمقة قبل البدء بأي مشروع ودراستة من كافة النواحي والالمام بكل ماله شأن بذلك. وأكيد ان القوات الامريكية قبل الدخول الى العراق واسقاط نظامه البعثي قد وضعت خطة لما بعد (سقوط النظام) ولم تكن الاحداث ناتجة عن فوضى كما يحاول البعض وصفها والفوضى الخلاقة او البناءة مصطلح ادرجته الادارة الامريكية وعلى لسان كبار مسؤوليها لموازنة سيطرة الاحزاب الاسلامية عن طريق الديمقراطية التي يداعي بها المسؤولون ونقيضتها الفوضى الخلاقة، من اجل اسقاط هذه الاحزاب الاسلامية الحاكمة، عن طريق تغذية هذه الفوضى هنا وهناك وعن طريق جماعات مسلحة وعصابات منظمة وارهابيين تكفيريين وامدادهم بما يحتاجون من مال وسلاح وتوفير الحماية لاسقاط حكومة الاسلاميين المنتخبة؟

وما عمليات السلب والنهب والقتل التي حدثت بعد انهيار النظام البعثي ووقوف القوات الامريكية موقف المتفرج من هذه العصابات وتهديم البنى التحتية وسرقة منظمة للمصارف، كل هذا امام مرأى ومسمع القوات الامريكية لارسال رسالة الى المواطنين ألآ وجود للامن ولا حماية للممتلكات بعد حل المؤسسات الامنية وجعل البلد في فوضى لتنصلها (القوات المتعددة الجنسيات) عن حماية مؤسسات اركان الدولة وممتلكاتها.

وكما قال الكاتب صمويل هنغتون صاحب نظرية صدام الحضارات (فجوة الاستقرار) في معالجته للنخبة السياسية التي تولد احباطاً ونقمة في اوساط المجتمع مما يعمل على زعزعة الاستقرار السياسي، فالاحباط الاجتماعي يولد المزيد من اللااستقرار اذا ما انعدمت الحرية الاجتماعية والاقتصادية وهينغتون يريد ان يصل الى أن التحديث السياسي او اللغة السائدة اليوم للاصلاح السياسي يرتبط بالاستقرار وهذه الحالة قابلة للانقياد اما نحو التكيفّ الايجابي او تحلحل البنية السياسية باكملها واستبدالها بأخرى.والان الحكومة المنتخبة امام مأزق الاستراتيجية الاميركية في الاتفاقية الامنية المزمع توقيعها بين الطرفين ،ومااختلاف وجهات النظر بين الساسة العراقيين والاتهامات المتبادلة بشأن السيادة وحقيقة الاتفاقية وبنودها الا تعبير عن مصداقية الفوضى التي ولدتها السياسة الامريكية لتحقيق اعلى سقف من المطالب التي تصب في صالحهم.وهنا

كثرت الطروحات وتشعبت، وادلى كل احد بدلوه ليشخص عيوب الاتفاقية الامنية واسباب الضرورات المحيطة بها حسب وجهة نظر الذي ادلى برأيه.. خطباء الجوامع والحسينيات وائمة الجمعة يطالبون بعرض الاتفاقية ومفرداتها على ابناء الشعب ، رجال السياسة اغلبهم يطالب بعرضها ، على الشعب ، اما المواطنون عموما فاختلفت اراؤهم ، منهم من يعتمد على البرلمان ، المنتخب في حل هذه المعضلة ، اخرون يرفضونها جملة وتفصيلا ، بعضهم يطالب بتثقيف المجتمع وإطلاعه على هكذا اتفاقيات ، وكما حدث في اغلب الدول التي عانت ما يعانيه العراق من وجود قوات اجنبية على ارضه، مرت اشهر على المفاوضات بين الجانبين العراقي والامريكي ، ولم يعرف ابناء الشعب عنها غير ما يرد في الاعلام والذي يكذبه بعض الساسة على اختلاف انتماَتهم بأن ما يذكره الاعلام غير ما تذكره حقيقة الحقائق والوثائق في هذه المفاوضات ، الحكومة والبرلمان والمرجعيات السياسية عاجزة عن ايصال مفردات الاتفاقية الى الشعب ،وربما اقرار مثل هكذا اتفاقية دون ان يكون متوافقاً عليها من المكونات السياسية ، سيؤدي الى ما لا يحمد عقباه ،خاصة و نحن نعيش في بلد التوافقات السياسية من اعلى رأس في الحكومة الى اصغر موظف في وزارتها ، فما الذي ينتظره القائمون على هذه الاتفاقية في الاعلان عنها وذكر تفاصيلها . جميع المواطنين في العراق يرغبون برحيل القوات الامريكية والاجنبية كافة من ارض البلاد ، جميع الطوائف والاديان لها نفس الرأي ،والجميع يطالب بتسليح القوات الامنية العراقية من جيش وشرطة وقوى اخرى تستطيع القيام بحماية المواطن والتصدي للارهاب والعنف ،واخيرا نقول ان كانت الفوضى الخلاقة منتجا امريكا فعلينا ان نؤكد ان الاعمال الارهابية والمسلحين الخارجين عن القانون ،والقاعدة هي جزء من هذا المنتج واستراتيجيته للعراق ومعنى الاستراتيجية :هي خطة عامة لتحقيق هدف معين في مرحلة معينة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك