ودخل عليا مبتهجا بلقاء النبي , وليكون هو احب الخلق الى الله ورسوله رغم انف - السامع - ! ( بقلم : طلال النعيمي )
طلال النعيمي...............................................كاتب وقاص عراقي - المانيا......................................................................................................ليس في تاريخ الشيعة سمة تميزه , مثل سمة الالم .. فالالم صاحب التشيع منذ ان غرس النبي محمد - صلى الله عليه واله - بذرته الاولى التي اججت نار الحسد في قلوب مضطربة الايمان .. وعقول متأرجحة لم تستطع ان تسلم لحكم الله ورسوله ؛ فراحت تحتال وتراوغ .. وتلتف حول ارادة الله , علها تستطيع قلع تلك البذرة المباركة , او تغيرها ببذرة اخرى اكثر ملائمة لايمانهم السطحي غير المكتمل , واقرب الى اهوائهم المشبوهة التي لم يريدوا لها ان تهذب بالاسلام وبنور الولاية .ان البذرة الاولى للولاية التي غرسها النبي الاكرم , كانت يوم كفل ابن عمه علي بن ابي طالب - سلام الله عليه - وقام بتربيته , ليقيم معه اول صلاة لله في ارض الشرك والاصنام , في صورة رائعة تجسد الامر الالهي باقتران النبوة بالامامة … ومع كل خطوة ومرحلة لانتشار الاسلام العظيم , وازدياد المسلمين , والتفافهم حول الرسول , وتفاعلهم مع المتغيرات الحضارية التي اوجدها الاسلام …. كان المصطفى محمد - صلى الله عليه واله -يشير بشكل مباشر وغير مباشر الى اقتران النبوة بالامامة .. والى ضرورة ووجوب انقياد الامة الى وصيه وخليفته من بعده , امير المؤمنين علي بن ابي طالب - سلام الله عليه - ولكن مع كل اشارة وتصريح كان النبي يلقى ردود فعل غريبة وجريئة ممن لم يحتمل هذا الامر الالهي , وارتضى بنصفه فقط … فللنبوة ؛ نعم . ولكن للامامة الف لا … !!ومع ان ردود الفعل هذه , جاءت مضطربة وخجلة , لوجود الردع المتين من قبل الرسول محمد - صلى الله عليه واله - .. الا انها شكلت البذرة الاولى , لفصل الولاية عن النبوة , والتي تنامت واينعت وما تزال تفرز اشواكها .. الامر الذي اودع في القلوب المؤمنة الصادقة , الممتثلة للامر الرباني في وجوب اقتران الامامة بالنبوة … اولى الالام .. ؟!…………………………صورة الم ……………………………ان حديث الطير المشوي , المشهور , حديث صحيح ومتواتر ومروي في الكتب والصحاح السنية والشيعية , وبهذا اعتبره علماء الشيعة دليلا على امامة علي بن ابي طالب - سلام الله عليه- ان مراجعة خاطفة لهذا الحديث .. تسلط لنا الضوء على واحدة من ردود الفعل الكثيرة التي رفضت الامر الالهي في الولاية , والتي تشكل الما يحز في قلب كل شيعي ومنصف ……………………………………………………..… الرسول الاعظم محمد - صلى الله عليه واله - جالس , وامامه طير مشوي , كان قد اهدي له .. لا يمد يده اليه بل يبتهل الى الله تعالى ان يأتيه باحب الخلق اليه , واحبهم له ؛ ليشاركه في اكل الطير .. وينفذ هذا الابتهال الى اذني من في البيت ..فتمتزج مشاعر هذا - السامع - بالفرح والقلق .. ويغوص في امنية هو في غنى عنها , لو كان يمتلك ايمانا صلبا بامر الله وقضائه .. واذا كانت الاماني مشروعة , ومن حق الانسان ان يتمنى ما يشاء .. فان اقتران هذه الامنية بالكذب والمراوغة تزيل هذه الشرعية ..النبي و - السامع - , ينتظران .. مع اختلاف شاسع في حالتيهما .. فالنبي الذي - ما ينطق عن الهوى - كان مطمئنا وواثقا بحكم الله , وعارفا من سيكون اول قادم سيشاركه في اكل الطير المشوي .. اما - السامع - فكان قلقا , ولا تدور في راسه الا فكرة واحدة .. لاغير !وطرق الباب … فازدادت طرقات قلب - السامع - المضطرب .. تقدم نحو الباب .. فتحه .. واذا بوجه امير المؤمنين علي بن ابي طالب - عليه السلام - يقابله .. اذا احب الخلق الى الله واحبهم له , هو هذا .. علي - سلام الله عليه - وهذا ما اصطفاه الله واجتباه .. وعلى الامة الرضوخ لهذه المشيئة الربانية .. لكن على ما يبدو فان - السامع - لايروق له هذا الاختيار الالهي الذي اتى مخالفا لهواه .. فيتجرأ متمردا على هذا الامر والاختيار الشرعي , ويكذب - والمسلم لايكذب - مدعيا ان الرسول ليس في البيت , ويوصد الباب بوجه احب الخلق الى الله .. الذي بعثه الله بقواه الخفية الى بيت النبي , مليئا بالشوق واللهفة للقاء سيد الانبياء وخير الخلق كلهم محمد - صلى الله عليه واله - .. ولابد ان عليا - عليه السلام - قد اكتشف وتيقن من كذب - السامع - فاتح الباب , لأنه عاود طرق الباب ثانية وثالثة .. وفي كل مرة يوصد - السامع - الباب بوجهه كاذبا عليه ..مما اثار استغراب وتساؤل النبي الاكرم , فانكشفت اللعبة الخبيثة - للسامع - !!ودخل عليا مبتهجا بلقاء النبي , وليكون هو احب الخلق الى الله ورسوله رغم انف - السامع - !وسواء كان - السامع - هو ام المؤمنين - عائشة - او كان - انس بن مالك - خادم النبي ( في اختلاف الروايات ) فالامر سيان .. وهو تشكيل اولى بذور العداء لعلي - عليه السلام - وهو ما الم عليا وشيعته .. وعظمت هذه الالام وكبرت مع تنامي هذا العداء واستمراره الى يومنا هذا ..!وان كنت اعتقد ان - السامع - كانت ام المؤمنين - عائشة - لان انس بن مالك لم يكن الا خادما مطيعا للنبي وهو ربيبه وكان يطلق عليه - انس بن محمد , ولم يسجل له التاريخ الى ذلك الوقت بالذات اية جرأة لا مصلحة له فيها .. اما ام المؤمنين - عائشة - فقد تجرأت في اكثر من موقف وحالة على المقام النبوي , ولقد تلقت لطمة قوية من ابيها في واحدة من مواقفها الجريئة هذه ..
طلال النعيمي
...............................................
كاتب وقاص عراقي - المانياhttps://telegram.me/buratha