المقالات

قصتي مع جيش المهدي (الحلقة الثانية )

1642 21:01:00 2008-07-16

بقلم: د.صباح حسين

بعد قيام النظام الصدامي البائد بشن عدوانه على الجارة ايران لم تتوقف مشاريعه الجهنمية في زج ابناء الشعب العراقي في محرقتها ,حيث كانت مفارز ما يسمى بالجيش الشعبي تقوم باصطياد المواطنين وزجهم في تشكيلات مسلحة في جبهات الموت على الحدود ,حيث كان القليل منهم من يعود سالما من هناك وكانت مدينة الثورة مسرحا لاعمال التجنيد القسرية التي كانت تجري من دون هوادة نظرا لكثافتها السكانية وللعداء الكبير الذي يكنه النظام لها نتيجة لمواقف اهلها الرافضين لسياسات النظام البائد الاجرامية .لقد كان لي صديق في المدينة وكان ابوه وطنيا غيورا استغل علاقته باحد كبار البعثيين في المدينة في الدفاع عن ابناء مدينة الثورة وحمايتهم من بطش النظام واجهزته القمعية وكان يتعمد تسريب مواعيد الحملات الامنية والمداهمات الى ابناء المنطقة من اجل ضمان افلاتهم من قبضة الاجهزة التي كانت تتولى هذه المداهمات وقد تكرر الامر اكثر من مرة مما دفع النظام بتكثيف التحريات بحثا عن مصادر هذه التسريبات التي كانت تسمح للمواطنين بالافلات حتى قادت معلومة صغيرة الاجهزة الامنية الى والد صديقي الذي تعرض الى عملية اعتقال من قبل الاجهزة الامنية والحزبية وتم الحكم عليه بالسجن المؤبد مع استثنائه من العفو العام حتى النهاية .والد صديقي ونتيجة لموقفه الوطني الشجاع في حماية ابناء مدينته من بطش وقمع الاجهزة الامنية البعثية الصدامية ورفضه ارسالهم كوقود الى ساحات الموت للدفاع عن عرش ال العوجة صادر النظام مسكنه وقطع راتبه وعانت عائلته من ظروف معيشية صعبة واضطرت زوجته الى بيع الخضروات في احد الاسواق الشعبية في المدينة من اجل سد رمق عائلتها .بقي والد صديقي في السجن اكثر من خمس وعشرون عاما وقد استثني من كل قوانين العفو التي اصدرها الطاغية صدام حتى خرج في العفو الاخير قبل سقوط النظام باشهر قليلة عندما فتح النظام ابواب السجون ليخرج منها القتلة والسفاحين واللصوص ,فضلا عن السجناء المتعبين والمنهكين والذين لم يجد النظام وقتا كافيا لتصفيتهم ممن يعتبرهم النظام من المارقين والمحرضين عليه ليعود الى اهله وعائلته من جديد . عاد والد صديقي الى وظيفته من جديد ليمارس عمله كمهندس للنفط بعد ان تم فصله في السابق بسبب مواقفه ,لكنه لم يكن يدري بخلده وذهنه وهذه السنوات الطويلة التي امضاها في السجون ان يجد امامه حفنة من العصابات واللصوص ممن ينتسبون الى جيش المهدي بعد تشكيله وهم يقومون بسلب ونهب المنشأة التي يعمل فيها وتصديه لهم وفضحه لجرائمهم مما اثار غضب هذه العصابات والعناصر على اسلوبه معهم مما دفعهم الى التخطيط لابعاده وازاحته عن طريقهم فاخذوا يرسلون رسائل التهديد اليه بالقتل والموت في حال لم يكف عن التصدي لهم وخططوا ايضا لنقله بعيدا عن الدوائر التي يمارسون السرقة فيها ,لكن والد صديقي لم يكف عن دوره الوطني في فضحهم وكشف الاعيبهم ,بعد قيامهم بسرقة الرواتب وبطريقة مفبركة عندما اتفق موظفو المالية الذين هم من هذه العناصر والمكلفين بسحب الرواتب مع اللصوص والاتفاق معهم على سرقة الرواتب بعد تحديد الزمان والمكان معهم ,وفعلا حدثت السرقة وبعد ان قامت عناصر جيش المهدي المتواطئة مع اللصوص بادعاء الاصابات والجروح من اجل ابعاد الشكوك عنهم ومن المثير للاستغراب ان عناصر جيش المهدي التي هيمنت على هذه المنشأة النفطية سرعان ما اصبحت ثرية وبشكل عجيب من خلال شراء العديد من المساكن والسيارات في المنطقة .عناصر جيش المهدي وبعد ان وجدت ان والد صديقي يقف عثرة في طريقها قررت ان تقوم بقتله وهو ما قامت به فعلا بعد ان نصبت عناصرها كمينا له اثناء توجهه الى الدوام صباحا ,حيث قامت باعتراض طريقه وافراغ اكثر من تسعين رصاصة في جسده ومن المؤسف ان هذا الامر قد حدث امام انظار عناصر الشرطة الذين اكتفوا بالتفرج على الحادث وكأن الامر لايعنيهم تاركين لصديقي واهله اللوعة والاسى والذكريات المريرة والحزينة .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
برهان
2008-07-19
ويل لهم ثم وبل لهؤلاء المجرمين القتلة الذين استباحوا الدماء والأعراض الأموال الحرام ألا لعنة الله على المجرمين الذين عاثوا في الأرض فسادا وسيكون عقابهم عاجلا غير آجل بحول الله وقوته
قلم رصاص
2008-07-16
ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ..الله سبحانه وتعالى يمهل ولايهمل ,دعهم يسرقون ويقتلون ويعيثون فسادا ,فسيأتي اليوم الذي يجنون فيه ثمار أعمالهم وإجرامهم وخستهم وسترون آثار فعالهم جلية وواضحه عليهم وسترتسم الذله والخزي والعار على جبين كل منهم وسيذيقهم الله لوعة مابعدها لوعه حينما يعاقبهم بأولادعهم وحرائرهم لانهم أدخلوا الى بطون ذويهم مالاً سحت وتعلقت برقابهم ,رقاب ودماء وبيوت هدمت أركانها وشردت عيالها وهتكت أعراضها.صبراً فإن الله لهم بالمرصاد عاجلاً أو آجلا.ألا لعنة الله على البعث والمنافقين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك