المقالات

حيث ما مالت الريح…يميل..!


قال احدهم (( مشكلة أهل العراق انهم ينسون بسرعة ))

نعم … ولكنها نصف الحقيقة

نعم .. نسي أهل العراق اعدامات صدام ورموز نظامه للشيعة وللاكراد وتناسوا حرب الثمان سنوات مع ايران ثم حرب الكويت التي افنت شيبهم وشبابهم لاسباب لايعلمعا الا الله والبيت الابيض الامريكي !

 

ونسوا كذلك الايام التي كانوا يبيعون فيها اغراض بيوتهم لاجل كيلوا طحين واحد وكذلك تناسوا المقابر الجماعية وتناسوا كذلك قواطع الجيش الشعبي التي كان البعثيين يسيروها الى الموت أرضاء لغريزة القائد الدموية !!

 

كل هذه الذكريات المؤلمة التي خطها البعث وقائده المغرور في قلوب العراقيين بمشارط الموت استطاع العراقي ببساطة ان يتناسها مع انها قطرة في بحر من الاجرام والقهر وحتى الإذلال والمهانة …

ليقول قائلهم ( أللا ) عاقل ( صدام بطل الامة العربية )

 

أو ليعبر ذلك المهوال عما جال في نفس غيره قائلا ( أكرهك حيل يا صدام … بس احبك لان تطب عالعايل لدارة ) ليكون الشعب البائس والاف الشهداء وعوائلهم الذين قضى عليهم صدام ونظامه هم ( العايل ) الذي كان صدام محبوبا لانه دخل ( تطب ) الى ديارهم ويعلق مشناقهم !!

 

البعثية والعراقي البعثي ( العراقي بعثي وإن لم ينتمِ للحزب ) استقبل برحابة صدر كل ما زرعته دوأئر الامن من افكار مسمومة تجاه اي شخص او جهة معادية للنظام فقالوا عن الاكراد ( اكسر عظمه وتلكاه خر….. ) !!

وأن الجبوري( مخبل )!

 

وان الدليمي يعتقد ان سكاير الجرود هي ( داطلي ) وانه يعتقد أن النيفيا التي تستعمل لمعالجة تشققات الجلد هي نوع من القيمر المستورد !

وأن الشروگي جاء من الهند مع قطعان الجاموس !

 

العقل البعثي العبثي قام بانقلاب عسكري فاستلم السلطة وقام بانقلاب اخر واخر فقلب موازين المجتمع العراقي باعرافه وتقاليده ليخلق جيلا من الحشرات السامة الغير قابلة للتفاهم بسبب غياب العقل وتغليب منطق المسدس لكل مخالف !!

فاستبدل العقل البشري بالعقل اللابشري الحشري.

 

وحتى اثناء عمليات إسقاط الصنم في 2003 فأمريكا تقصف العراق والسعودية والدول العربية تفتح مطاراتها وقواعدها للعدوان وتدمير كل البنى التحية ودخول الاف مؤلفة من الانتحاريين العرب والقوقازين والشيشان لتستبيح كل المحرمات بأموال سعودية وعربية وسيل جارف من فتاوى التكفير والوذبح والسبي والاغتصاب التي جائت من علماء الوهابية ومن خلال منصات الصلاة في الحرم المكي !!

 

لتستباح الحرمات والدماء بتفجيرات طالت كل مكان فلم تفرق بين المدرسة وبين الجامع والكنيسة وبين محلات العمل والفنادق ومواقف العمال من الفقراء ممن لا شأن لهم بالحكم والسياسة !!

 

بتواطيء مكشوف للعلن وبأمتياز من القوات الأمريكية ( المحرر ) ودعم وتسليح وإسناد وتجهيز وحتى الاعداد والتدريس الممنهج كما كان يجري في سجن بوكا سيء الصيت!!

 

حتى فقدنا من اهلنا ( شيعة وسنة واكراد وغيرهم ) قرابة المليون خلال 17 عاما من الموت الاحمر والاسود وكل الالوان في أيام داميات شملت كل ايام الاسبوع

 

الجمعة الدامية

السبت الدامي

الاحد الدامي

الاثنين الدامي … الخ … الخ … الخ

صدام والبعث وأمريكا وال سعود وحتى كيان اليهود

 

أستطاع ( اللا ) عقل العراقي الهزيل وكلامي عن الاغلبية البعثية الجاهلة أن ينسى كل هذا الإجرام بين ليلة وضحاها وليفكر في المستقبل والايام القادمة والاعمار والبناء

 

القادم من نفس دول الخراب والدمار !!

فالسعودية ستبني وتعمر وتستثمر في العراق !

وامريكا ستساعد وتطور كل المجالات !

الخير قادم الخير قادم !!

أكاذيب واكاذيب تملاء عشرات الالاف من الصفحات !!

 

المصيبة .. أن نفس هذا ( اللا ) عقل لم يستطع ان ينسى خلافا عشائريا بين عشيرتين من عشائر الجنوب حتى مع أغلاق الملف بفصل ( بخس ) وأن نفس ذلك ( اللا ) عقل لم يتناسى أو يتغافل عن كل الاعراف القبلية والعشائرية التي أكل عليها الدهر وشرب !

 

فالثأر في مازال عرفاً موجوداً وكذلك الفصلية والجلوة وحتى النهوة موجودة ولم تنسى ولانفكر أصلا في نسيانها كونها عرفا عشائريا مقدساً !

 

نعم … وكذلك لم ننسى أو نتناسى خلافات عقائدية في الدين مع اخوة لنا يشاركوننا في الوطن لاننا نعتبرها من اساسيات المذهب حتى وإن كان ذلك لاجل مصلحة الامة ومع وجود عدوا يتربص بالجميع دون النضر الى مذاهبهم او دياناتهم او قومياتهم !!!

الكثير منا لازال يعتقد بالمقولة الشعبية ( أُكل عد مسيحي ونام عد يهودي ) لما ورائها من قصص طويلة عن وفاء الاول وغدر الثاني وفي المقابل نسينا الدماء الزاكيات من شهدائنا الذي لم تبرد دمائهم بعد أرضاء للبعد العربي السخيف أو أرضاء للأنفس الجبانة امام امريكا أو اسرائيل !!

 

حقيقة الحال …

أن الكثير من الاشخاص ينسى ما يريد عقله الباطن له أن يتناساه فمرة لارضاء نفسه الجبانة ومرة لارضاء الاخرين ممن يراهم أسيادا عليه !!

 

كلامي ليس عن الكل .. كلامي عن الاغلب !

في النهاية سيبقى اعتقادي راسخ بأن الحق غالب حتى مع قلة الناصر وخذلان الصديق وطول الامد ….

 

كل الحكاية ( ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا )

في مقابل وعد الله …

( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة … بإذن الله )

تحياتي …

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك