اياد حمزة الزاملي
ان قانون انتصار المستضعفين على المستكبرين هو مفهوم يعبر عن فكرة انتصار الحق و العدل الالهي على الظلم و الاستبداد حيث يستعيد المستضعفين و المحرومين حقوقهم المسلوبة من الطغاة و المستبدين
ان هذا القانون الإلهي مستوحى من قيم اخلاقية دينية تتكرر في العديد من النصوص المقدسة في القران الكريم و يؤكد حتمية هذا القانون في انتصار اصحاب الحق على اصحاب الباطل
يمكن رؤية هذا القانون في احداث التاريخ و الحركات الاجتماعية و السياسية التي تسعى لازالة الظلم و الجور و تحقيق العدالة الالهية
هناك عدة تفسيرات لحركة التاريخ لتفسير هذا القانون الالهي
القانون الديني/ الوعد الالهي بنصرة المستضعفين
في الدين الإسلامي العظيم جاءت وعود الله سبحانه و تعالى بنصرة المستضعفين على المستكبرين كقوله تعالى ﴿ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ﴾.
الأنبياء (105)
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}
محمد (7)
يعتبر الانبياء نموذج حي و واقعي لانتصار المستضعفين على المستكبرين كما في انتصار النبي موسى (عليه السلام) الذي كان يمثل حركة المستضعفين ضد الطاغوت فرعون الذي كان يمثل حركة المستكبرين
و انتصار حركة الرسول الاعظم محمد (صلى الله عليه وآله) و التي كانت تمثل حركة المستضعفين ضد المستكبرين و الطغاة و التي كانت تمثلهم قريش عنوان الجهل و التخلف و البربرية
يعتبر انتصار المستضعفين على المستكبرين وعد الهي صادق يتحقق بالصبر و الايمان و الجهاد و التفاني في تحقيق قيم الحق و العدل و المساواة
النضال السياسي ضد الطغيان
في منظور الأنظمة السياسية يمثل المستضعفون الطبقات المظلومة و المضطهدة مثل العمال و الفلاحين و الفقراء و يعبر انتصار المستضعفين على المستكبرين عن قدرة الشعوب المظلومة و المضطهدة على مقاومة الظلم و الطغيان و تحقيق العدالة من خلال العمل الجماعي و التنظيم السياسي و الكفاح المسلح
تحالف القوة المستضعفة/ غالباً ما يحقق المستضعفون النصر عندما يتوحدون حول اهداف مشتركة مثل الحركة العمالية في اوربا خلال القرن العشرين و التي انتزعت حقوق العمال
الوعي السياسي
عندما يدرك المستضعفون حقوقهم و يطالبون بها يحققون القوة و الانتصار
الاعلام
اصبحت وسائل الإعلام الحديثة و شبكات التواصل الاجتماعي ادوات فعالة في توثيق الظلم و مظلومية المستضعفين و نشرها في العالم
القوة الاقتصادية
تعتبر القوة الاقتصادية عامل مهم و حيوي و من المقومات الرئيسية في انتصار المستضعفين ضد المستكبرين
أمثلة من التاريخ على انتصار المستضعفين على المستكبرين
اولاً :الثورة الاسلامية في ايران
نجح الشعب الايراني المستضعف و الباسل بقيادة الامام الخميني العظيم (عليه السلام) في الاطاحة بأقوى و أعتى امبراطورية عرفها التاريخ مدعومة من امريكا و الغرب الطاغوت
ضاربة جذورها في عمق التاريخ لاكثر من ٢٥٠٠ سنة و استطاع هذا السيد العظيم ان يقيم اول جمهورية للانبياء و المستضعفين في التاريخ
هذا و مازال القتال و الحرب القاسية و الطاحنة و المريرة بين جمهورية الانبياء (ايران) و بين امبراطورية الشيطان (اسرائيل) مستمرة الى هذه الساعة منذ عام ١٩٧٩
حتى يأذن مولانا و زعيمنا العظيم الإمام المهدي (صلوات الله عليه) صاحب هذه الجمهورية و رئيسها الفعلي و هو الحاكم في الباطن و السيد علي الخامنئي (دام ظله المبارك) هو الحاكم في الظاهر بخوض المعركة الفاصلة و المرتقبة بين معسكر الرحمٰن (ايران) و بين معسكر الشيطان (امريكا و اسرائيل و الغرب) و اعلان الانتصار العظيم و النهائي على معسكر الشيطان و اعلان اقامة دولة الحق و العدل الالهي انها الدولة المهدوية العالمية (انهم يرونه بعيدا و نراه قريبا)
ثانياً حرب فيتنام ضد امريكا
والتي استمرت من عام ١٩٥٥ ولغاية عام ١٩٧٥ والتي انتهت بانتصار المقاومة الشعبية في فيتنام ضد امريكا
ثالثاً: المقاومة الافغانية ضد الاتحاد السوفيتي والتي استمرت من عام ١٩٧٩ ولغاية عام ١٩٨٩ وانتهت بانتصار المقاومة الافغانية ضد الاتحاد السوفيتي
رابعاً : المقاومة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي والتي استمرت من عام ١٩٥٤ ولغاية عام ١٩٦٢ بانتصار المقاومة الجزائرية
خامساً : المقاومة الهندية ضد الاستعمار البريطاني والتي استمرت من عام ١٨٥٧ لغاية عام ١٩٤٧ وانتهت بانتصار المقاومة الهندية ضد الاستعمار البريطاني
سادساً : حركة التحرير الايرلندية ضد الاستعمار البريطاني والتي استمرت من عام ١٩١٦ لغاية عام ١٩٢١ وانتهت بانتصار حركة التحرير الايرلندية ضد الاستعمار البريطاني
سابعاً : الثورة الكوبية ضد نظام باتيستا التي بدأت عام ١٩٥٣ وانتهت عام ١٩٥٩ بانتصار الثورة الكوبية
هذه الامثلة تظهر ان المقاومة الشعبية يمكنها الانتصار على اقوى واعتى الجيوش في العالم
من خلال الصمود والصبر والتحلي بروح التضحية والشهادة في سبيل الهدف المقدس
وجهة نظر الفلاسفة في قضية انتصار المستضعفين على المستكبرين
يرى معظم الفلاسفة على اختلاف مللهم و نحلهم اراء تتعلق بمفاهيم القوة و العدل و المقاومة المسلحة و الارادة الانسانية و يمكن تحليل هذه الظاهرة الفلسفية من خلال رؤى متعددة تجمع بين تفسير الظلم كحالة اجتماعية و المقاومة كحالة انسانية و سياسية
القوة و الحق /العلاقة الجدلية
يرى الفيلسوف افلاطون ان العدالة هي أساس أي نظام مستقر في العالم و ان الظلم مهما بدا قوياً يحمل في طياته بذور سقوطه
الفيلسوف فيرديك نيتشه
اعتبر هذا الفيلسوف ان القوة هي التي تخلق الحق الا ان هذه القوة ليست فقط عسكرية او مادية بل هي ايضاً قوة ارادة المستضعفين عندما يتحدون و يصبحون قوة لا تقهر في مواجهة المستكبرين
الفيلسوف /جان جاك روسو
يربط هذا الفيلسوف بين القوة و الحق حيث يرى ان القوة وحدها لا تخلق الحق و ان العقد الاجتماعي (قوة الحق) هو الذي يقوم على المساواة و هو الضامن لتحقيق العدالة
الفيلسوف / أرسطو
يرى هذا الفيلسوف ان الاستبداد و الظلم لا يمكن ان يستمر طويلاً لانه يخلق تناقضات داخلية تدمره من الداخل و ان قوة الطغات تستمد قوتها من ضعف المستضعفين و لكن الاستبداد و الظلم يخلق دائماً مقاومة مسلحة
الفيلسوف /هيجل
أشار هذا الفيلسوف الى (ديالكتيك السيد و العبد) حيث يدرك العبد (المستضعف) قوته الذاتية عندما يعي ان سيده (المستكبر) يظلمه و يضطهده مما يؤدي الى انقلاب الموازين نحو التمرد و الثورة
الفيلسوف /سورين كير كجارد
يؤكد هذا الفيلسوف على دور الفرد في مقاومة الظلم من خلال (الإرادة الحرة) حتى لو بدا التغيير و المقاومة مستحيلاً
الفيلسوف /جان بول سارتر
يرى هذا الفيلسوف ان الانسان (مدان بالحرية) و بالتالي فإن عليه تحمل مسؤولية تغيير واقعه مما يجعل مقاومة الظلم فعلاً وجودياً و ضرورياً و حتمياً حتى لو كان بالكفاح المسلح
الفيلسوف /اينما نويل كانط
يؤكد هذا الفيلسوف ان العدالة الاخلاقية هي ضرورة عقلية و ان البشر جميعاً يمتلكون حقوقاً طبيعية غير قابلة للتنازل مما يجعل الظلم محفزاً للمقاومة المسلحة و البحث عن الحرية و المساواة
الفيلسوف /فرانس فانون
و يعتبر هذا الفيلسوف من أكثر الفلاسفة تعطشاً للكفاح المسلح و الثورة المسلحة و لا يؤمن بالتفاوض او الحلول الوسطية مع الطغاة و يرى ان الظلم يولد العنف و ان المستضعفين يلجئون الى الثورة العنيفة المسلحة لاستعادة كرامتهم و انسانيتهم
الفيلسوف/ آرنست بلوخ
يتحدث هذا الفيلسوف عن مبدأ (الأمل) حيث يرى ان المستضعفين يستمدون قوتهم من تطلعاتهم الى مستقبل أفضل مما يجعلهم قادرين على تجاوز حاضرهم المظلم و القاسي
الفيلسوف/ أنطونيو غرامشي
يركز هذا الفيلسوف على مفهوم (الهيمنة الثقافية) موضحاً ان المستضعفين ينتصرون عندما يغيرون القيم الثقافية التي يستخدمها المستكبرون لترسيخ سيطرتهم و نفوذهم
الفيلسوف /جون راولز
يرى هذا الفيلسوف عن العدالة حيث يرى ان المجتمعات العادلة هي التي تضمن حقوق المستضعفين من خلال مؤسسات عادلة و ان الظلم هو نتيجة لخلل في هذه المؤسسات التي يسيطر عليها المستكبرون
الفيلسوف /كارل ماركس
يرى هذا الفيلسوف الكبير على ان البنية الاقتصادية هي أساس الظلم و يرى ان الثورة الاجتماعية و الكفاح المسلح هي الوسيلة الوحيدة لانهاء استغلال المستضعفين من قبل الطبقات المستكبرة
الفيلسوف/ ميشيل فوكو
يحلل هذا الفيلسوف كيف تمارس السلطة المستكبرة عبر انظمة معرفية و ايدلوجية تجعل الاستضعاف أمراً مقبولاً لكن هذه الأنظمة دائماً تواجه تحديات من الأفراد او الجماعات المسلحة التي تقاومها
ان من المنظور الفلسفي ان انتصار المستضعفين على المستكبرين ليس مجرد حدث تاريخي بل هو ظاهرة إنسانية مرتبطة بالصراع بين القوة و العدالة و بين الاستبداد و المقاومة و الكفاح المسلح
القوة الحقيقية ليست فقط في السيطرة المادية و امتلاك القوة العسكرية و القوة الاقتصادية بل في الوعي و الارادة و المقاومة و الكفاح المسلح التي تقود المستضعفين الى قلب موازين القوة لصالحهم
لقد شاء الله ان تكون شرف المنازلة العظمى بين معسكر الحق و معسكر الباطل تحت قيادة الشيعة الذين هم أسياد العالم
نعم يحق لكل شيعي في جميع انحاء العالم ان يمشي بكل كبرياء و شموخ لان الشيعة هم الأمة الوحيدة في العالم التي واجهت و تحدت و قاتلت بكل بسالة و شجاعة أسطورية أقوى و أعتى امبراطورية في العالم الا و هي امبراطورية الشيطان (امريكا و اسرائيل) في وقت انحنت فيه كل الرؤوس في العالم و ذلت لها كل الرقاب الى هذه الإمبراطورية العاتية و المتجبرة و القذرة
نعم يحق لكل شيعي و نقول له (ارفع رأسك فأنت الشيعي الشامخ)
و كيف لا يكون الشيعة أسياد العالم و هم أصحاب المنازلة الكبرى و العظمى التي لم و لن يشهد لها مثيل في التاريخ
و كيف لا يكون الشيعة هم أسياد الجهاد و الكفاح و الثورة ضد الطواغيت و المستكبرين و هم ابناء ذلك الجبل الشامخ و العملاق العظيم و العنفوان الثائر و النور الالهي الأزلي
انهم ابناء الحسين العظيم (صلوات الله عليه) ثأر الله المتوهج و ضمير الانبياء الأبدي
اين امة المليار و نصف مسلم اين الأزهر اين الجيش المصري اين عاصفة الحزم اين اردوغان اين الجيوش العربية
كلهم خدم و عبيد للصهاينة الانجاس و اسود على ابناء جلدتهم
ان الفضائيات القذرة و الإعلاميين المسعورين من كلاب امريكا و اسرائيل يهللون و يطبلون و يتوعدون بالويل و الثبور و الوعيد لمحور المقاومة المقدس من خطورة تسلم الرئيس الامريكي الأخرق (ترامب) و كأن يوم القيامة سيقوم في ذلك اليوم و نسي هؤلاء القرود ماذا استطاع هذا الاخرق المدعوا ترامب ان يفعل في السنوات الاربعة الماضية من حكمه غير الجعجعة الفارغة و الرقص كالنساء امام وسائل الإعلام و ما الذي يستطيع فعله في السنوات الاربع القادمة
لا شيء انها مجرد (احلام العصافير) لكلاب امريكا و اسرائيل القذرة المسعورة
الجمهورية الاسلامية باقية و الى الابد حتى تسلم رايتها الى صاحب الزمان (صلوات الله عليه) و محور المقاومة باقي و الى الابد و سوف يزداد قوة و بأساً و ألقاً و عنفواناً
انه كالنار كلما اشتدت عليه رياح الحقد و الاستكبار ازداد توهجاَ و سعيرا
تزول شمس الدنيا و شمس محمد و آل محمد لن تزول
تحية اكبار و إجلال الى الجمهورية الاسلامية المباركة في ايران دولة صاحب الزمان (صلوات الله عليه) و قبلة الثوار و الاحرار و المستضعفين في كل انحاء العالم
تحية اكبار و إجلال الى محور المقاومة المقدس ضمير المستضعفين و المحرومين و المظلومين
هذا المحور المبارك و المؤيد بروح القدس و العناية الالهية و الامدادات الغيبية لمولانا و زعيمنا العظيم الإمام المهدي (صلوات الله وسلامه عليه)
و ان العظماء لا ينالون المجد حتى ترفع رؤوسهم على أسنة الرماح
و ان الفجر لا يكون عظيماَ حتى تنسج خيوطه بالدم
قال تعالى {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ} صدق الله العلي العظيم
والعاقبة للمتقين....
بقلم/ اياد حمزة الزاملي
https://telegram.me/buratha