المقالات

العراق ونصف الكأس الفارغ

1357 12:25:00 2008-07-09

بقلم: کريم النوری

منذ التغيير الكبير في التاسع من نيسان 2003 بدأ العراق يتحرك بمسار جديد يختلف تماماً عن مساره السابق الذي تفوح منه رائحة الطائفية والجريمة والابادة.العهد العراقي الديمقراطي الجديد انعطافة كبرى في تأريخ العراق والمنطقة وكل ما حصل من تداعيات ومحاولات لاجهاضه كانت تحاول افشال المشروع العراقي الجديد واعادة المعادلة الظالمة التي كانت تتحكم وتحكم العراقيين.هذه المحاولات الارهابية لا تهدف الى تغيير النظام الديمقراطي الجديد لانها لم ولن تسطيع ذلك كما انها لم تمتلك الاهلية الجماهيرية والشرعية والاخلاقية لتكون بديلاً عن الواقع العراقي الجديد بل تهدف الى تكريس زعزعة الاوضاع الامنية وارباك التقدم الامني والعمراني وتكريس قناعة خطيرة في مرتكزات الوعي العراقي والعربي والاسلامي بان النموذج العراقي الجديد ملغوم ومحكوم عليه بالفشل.والمشكلة ان بعض المراقبين والمتابعين والبسطاء من العراقيين قد أنساق وراء هذه القناعات المهزوزة بغفلة او بقصد متناسياً بان جميع ما حصل في العراق يشكل ركيزة مهمة لعراق ديمقراطي تعددي بعيداً عن الاستبداد والانفراد والديكتاتورية.ان كل ما يواجه العراق من تحديات وصعوبات هو بسبب محاولات اعداء العراق ولم يكن للحكومة أي دخل فيما حصل ويحصل بل ان الحكومة والمواطنين هم اهداف القوى الارهابية والاجرامية وحتى التهجير الداخلي او النزوح الجماعي الى الخارج كان بسبب العمل الارهابي الذي يستهدف العراقيين وحكومتهم على حد سواء.وان الذي يهدد المواطن ويستهدف امنه الشخصي هو الاعداء وليس الحكومة فلماذا الخلط والتعميم السلبي وتحميل الحكومة كل ما يحصل من انتهاكات بحق الوطن والمواطنين.النظرة المتانية والقراءة الواعية للواقع العراقي تمنحنا رؤية متبصرة تؤكد بوضوح بان العراق الجديد قد شمل العراقيين جميعاً بسعة من الامال والطموحات المشروعة والافق الانفتاحي على الحياة الكريمة والثقة العميقة بسلامة الحاضر وضمانة المستقبل رغم شدة الارهاب وضعف الخدمات في بعض المجالات.ليس من الصحيح تقييم الواقع العراقي الجديد بزاوية واحدة والنظر الى نصف الكأس الفارغ من الاناء وتجاهل النصف الاخر المملوء بل علينا تقييم الواقع بكل منجزاته الايجابية وتطوراته المتسارعة. والفارق بين العهد السابق والعهد الجديد يلمسه الجميع بدون استثناء حتى الذين يعارضون وينتقدون العراق الجديد بشدة فانهم لم يكونوا قادرين على فتح افواههم الا عند طبيب الاسنان وكانوا لا يجرأون على نقد أي مظهر حكومي ولو تلميحاً بل ان من ينتقد الشرطي او رداءة الشارع فانه خائن بحق الوطن والحزب والثورة.وقد يقال ان المقارنة بين العهدين مقارنة باطلة وظالمة وكما قال الشارع.ألم تر ان السيف ينقص قدره أذا قيل ان السيف أمضى من العصا
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
سلام
2008-07-11
معك أخي كريم فيما قلته ولكن المواطن المهجر من بيته والذي لا يملك قوت يومه والذي قتل طفله كيف لنا أن نطالبه بالنظر إلى نصف الكأس المملوء ؟؟
زينب الجابري
2008-07-09
لا ادري لماذا هذا الانزعاج من كاتب المقال اتجاه توجيه النقد للحكومه؟اود ان اقول للاستاذ كريم النوري ان الناس وقفت مع الحكومه لانها من أختارتها وستقف معها .ولكن النقد وحاله الاحباط لا يشعر بها المواطن فقط وأنما المرجعيه العليا أدام الله ظلها.الناس لم تحلم بترفاً ولكن تتأمل من الحكومه ان تختار الرجال المناسبين الذين يخدمون الشعب بامانه .تتأمل الناس ان ترد الحكومه عنهم ظلم التهجير واستباحه املاكهم.ان توفر فرصه العمل ليعيش الانسان بكرامه.واود القول ان الناس رغم عذاباتها فهي محبه للسيد المالكي وتتمنى له النجاح وتعلم ان لا ذنب لهذا الرجل المبتلى بهذه التركه الثقيله ولكن دع عراقيين الداخل والخارج ينتقدون ان كان ذلك لغرض الاصلاح.أخيراً اود ان أقول مع احترامي للاستاذ كريم النوري وانا من متابعي برامجه ياحبذا لو تتوقف عن اجراء الحوارات وكتابه المقالات لانك لاتعرف توجيه سؤال.باختصار انت لا تملك ايه حرفيه او مهارة الاعلامي فكان سؤالك لوزير الكهرباء عن [ الواقع الكهربائي] حقيقه رائع.عرفت ما اهمية ان نختار المناسب ؟ليقدم عنا صورة مشرفه لقد اصبح المحرومين يشعرون بالقرف من المحسوبيه وسلبيات كثيره يا صاحب الواقع الكهربائي..شكراً لموقع براثا الغالي علينا لنشره التعليق.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك