المقالات

صمت الحكام العرب والإعلام الحكومي أمام استهداف الشرف العربي..!


ميثم تركي ||

مقدمة

في ظل التوترات المتصاعدة من قبل إسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني، والهجمات المستمرة على قطاع غزة، يبرز غياب التنديد الواضح من الحكام العرب والإعلام العربي الحكومي تجاه هذه الأحداث هذا الصمت يبدو أكثر غرابة عند مقارنته بالتفاعل الصاخب تجاه مواقف أقل أهمية بكثير، مثل حادثة جرح أذن ترامب.

اغتيال القادة الفلسطينيين واستهداف الشرف العربي

اغتيال القادة الفلسطينيين، مثل إسماعيل هنية، والقادة الآخرين في المقاومة الفلسطينية، يمثل استهدافاً مباشراً للشرف العربي. هذا التصعيد يهدف إلى ضرب رموز المقاومة وزعزعة الروح المعنوية للفلسطينيين والعرب بشكل عام إن ما يحدث في فلسطين من قتل للأطفال وتدمير للمنازل يعكس همجية السياسات الإسرائيلية، خاصة مع التوسع في استهداف المناطق السكنية في غزة، مما أدى إلى مقتل آلاف الأطفال وفق بعض التقارير.

فلسطين كرمز للإنسانية

فلسطين أصبحت بوصلة الإنسانية حسب تعبير الشيخ قيس الخزعلي، فالأحداث فيها تجعل كل من يدعي الإنسانية يخجل من صمته الاستهداف الواضح للأبرياء والقصف العشوائي الذي يفصل رؤوس الأطفال عن أجسادهم لا يمكن أن يمر بدون تنديد من المجتمع الدولي والحكام العرب الصمت العربي هو عار على كل من يدعي الدفاع عن حقوق الإنسان والعدالة.

التناقض في الإعلام العربي

الإعلام العربي الحكومي غالباً ما يظهر تناقضات واضحة في تغطيته للقضية الفلسطينية. في بعض الأحيان، يتم تهميش الأخبار المتعلقة بالاعتداءات الإسرائيلية أو تقديمها بشكل يخدم الرواية الإسرائيلية على سبيل المثال، العديد من وسائل الإعلام العربية الحكومية تتجنب بث قصص عن الضحايا الفلسطينيين وتستخدم مصطلحات تقلل من معاناة الفلسطينيين، مما يعكس خوفهم من التأثير على العلاقات السياسية والمصالح الاقتصادية مع الولايات المتحدة وإسرائيل.

غرف الأخبار في العديد من وسائل الإعلام العربية تتبنى أحياناً المصطلحات المؤيدة لإسرائيل، وتمتنع عن فضح تصرفات إسرائيل من خلال الاستخدام المنهجي للصيغة السلبية هذا يظهر بوضوح في التقارير التي تعتمد بشكل أساسي على المصادر الإسرائيلية وتتجاهل الأصوات الفلسطينية والوقائع على الأرض مثل هذه التغطية تساهم في تشويه الحقيقة وتقديم رواية غير متوازنة للصراع.

صمت الحكام العرب والإعلام الحكومي

لماذا هذا الصمت؟ يمكن تفسيره بعدة عوامل، منها:

١- العلاقات والمصالح مع إسرائيل وأمريكا : بعض الحكام العرب لديهم علاقات استراتيجية مع الولايات المتحدة وإسرائيل، مما يجعلهم يترددون في إصدار بيانات تنديد قوية قد تؤثر على هذه العلاقات.

٢- الثورات الملونة والتطبيع : العديد من الحكام العرب جاءوا إلى السلطة بعد ثورات مدعومة من الخارج، مما جعلهم يدينون بالولاء لداعميهم وبالتالي، التطبيع مع إسرائيل هو الثمن الذي يدفعونه مقابل الدعم الدولي الذي ساعدهم في الوصول إلى السلطة.

٣- الخوف من التصعيد : ادعت بعض الدول انها تخشى أن يؤدي التصعيد الإعلامي إلى تأجيج التوترات وزيادة العنف في المنطقة.

سياسة نتنياهو والتصعيد

سياسة بنيامين نتنياهو الهمجية في التعامل مع الفلسطينيين وزيادة عدد الضحايا المدنيين تظهر رغبة إسرائيل في تجنب التفاوض والسعي نحو تصعيد أكبر ليجبر الولايات المتحدة على التدخل العسكري المباشر. هذه السياسة تهدف إلى إخراج إسرائيل من المأزق الذي وضعت نفسها فيه من خلال قمعها المتواصل للفلسطينيين.

محل الشاهد

إن غياب التنديد الرسمي والإعلامي من الحكام العرب تجاه العدوان الإسرائيلي يثير العديد من التساؤلات حول أولويات هذه الحكومات ومدى التزامها بالدفاع عن الشرف والسيادة العربية على الرغم من التحديات الداخلية والتحالفات السياسية، يبقى من الضروري أن يكون هناك موقف عربي موحد وقوي تجاه القضايا التي تمس الشرف الوطني والسيادة.

هذا المقال يهدف إلى تسليط الضوء على هذا التباين والتأكيد على ضرورة مراجعة السياسات الإعلامية والرسمية لتعكس مصالح الشعوب العربية وقضاياها المصيرية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك