في خطاب السيد عبد الملك الحوثي في بداية شهر رجب، كان بعضه موجه لأمريكا وبريطانيا وتحذيره لهما بان اليمن سوف لن يخاف من سلاحهم وطائراتهم وانهم سيقفون مع المظلوم ضد الظالم مهما كلفهم ذلك، وان تلك البوارج لا ترهبنا وسوف يخسروا كما خسر الذين غزوا اليمن، وقال نحن كنا ننتظر هذه المواجهة ونتمناها مع الشيطان الاكبر، وخطابه للدول العربية، نامل من الدول العربية الا تتورط في التحالف ضد اليمن، وان من يخدم اسرائيل سوف يشترك معها في الجريمة، فإننا نفسنا طويل، وبالنسبة للدول الاخرى ليس هناك خطورة على سفنها ماعدا التي تحمل البضائع والوقود لإسرائيل، ثم توجه للشعوب في الخليج العربي وطلب منهم الدعم بمقاطعة البضائع الإسرائيلية، والكلام في مواقع التواصل وادانة العدوان، والتظاهر وهي اقل ما يمكن ان يقدم في مثل هذا المجال ضد هذه الجرائم الفظيعة لإخوانهم في غزة .
سبق وان خاض السعوديون والاماراتيون حرباً ضد اليمن بالوكالة، واليوم الحرب تحولت الى حرب مباشرة مع وكلاء اسرائيل الحقيقيون امريكا وبريطانيا، وهذه الحرب سوف تخسر فيها امريكا وبريطانيا واسرائيل، وبعد خطاب السيد عبدالملك الحوثي وبعد ساعات تم استهداف اليمن بأكثر من (60) هدف كما صرحت بذلك الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا، ويبدو ان خطابه كان جواب لوساطة تدعوه فيها للتهدئة وبالمقابل يحصل على ما يريد، في السابق امريكا كانت تدعي انها محايدة وانها ليس شريك بالحرب، لكن اليوم اصبحت الصورة واضحة حتى للذين كانوا يغمضون اعينهم، فهي تصرح بذلك حتى ان وزير خارجيتها حول الحرب الى حرب دينية، حينما قال جئت لإسرائيل كيهودي وليس كوزير خارجية لاقف معكم، وهي من حطمت العراق ودمرت جيشه وبناه التحتية وبأمر من الدوائر الصهيونية، واسقطت الانظمة في ليبيا وبعض الدول العربية بعد ان انتهت من عمالة بعض زعمائها، ويبدوا انها انصاعت لأوامر اسرائيل في توسيع الحرب في المنطقة، والحرب على اليمن سوف لن تجلب السلم والامان للمنطقة بل ستكون وبال عليهم وعلى المنطقة، فاليمن كما كان عصياً على العثمانيين والبريطانيين والمصريين سابقا والسعودي والاماراتي قبل فترة والذي استمرت حربهم (8) سنوات ارتكبت فيه مجازر ولم يحقق غير الخيبة والخذلان، وسيبقى عصياً على الأمريكي والاسرائيلي والبريطاني، والسعودية سوف لن تشترك لأنها لديها خطط تنموية اقتصادية طويلة الامد، وقد جربت المواجهة مع اليمن وكيف كانت النتيجة، واخذت بنصائح الصين بالابتعاد عن سياسة الولايات المتحدة الامريكية خاصةً المتعلقة بالحروب، فهي لا تجازف في المشاركة في الحرب على اليمن مجدداً، والامارات وبرغم علاقاتها الوطيدة مع اسرائيل لكنها لا تجازف ايضاً في المشاركة في الحرب ضد اليمن خوفاً على عماراتها وبروجها، ان النظام الدولي الحالي منافق مزدوج المعايير، فحقوق الانسان تطبق في دول ولا تطبق في دول اخرى، فيحق للولايات المتحدة الامريكية والغرب مساعدة اسرائيل ولا يحق لإيران مساعدة الفلسطينيين واليمنيين!!، ان النظام العالمي الحالي بقيادة واشنطن في طريقه للزوال، فالدول بدأت بالتحرك ضد العنف والابادة في غزة، وراينا كيف تقدمت دولة جنوب افريقيا لمحكمة الدل الدولية بإدانة ضد اسرائيل بارتكابها جرائم ابادة جماعية، وان الصين وروسيا ودول كثيرة سوف تكون داعمة للنظام الجديد، الذي يحترم القانون الدولي والذي يطبق على الجميع بدون استثناء، ولا يجامل احد على حساب العالم كله، واثبتت الوقائع ان منطق القوة هو السائد، وان المنظمات الدولية غير قادرة على حماية اي شعب، وكما قال سماحة السيد حسن نصر الله اذا كنت ضعيفاً لن ينفعك او يدافع عنك احد وان كنت قوياً تفرض احترامك على العالم، فالإيمان لدى اليمنيين هو اساس النجاح ، وان التخويف من حرب عالمية ثالثة قد انتهى، ان الحرب قد وقعت بالفعل منذ الحرب الاوكرانية الروسية ووقوف الغرب مع اوكرانيا ودعمها بالسلاح والمال، وان القنبلة النووية لا احد يستخدمها لأنها ستنهي الجميع، ولكن سوف يحصل احتكاك بين الصين وامريكا ويصار الى نظام جديد يصاغ على قواعد جديدة، بدأت من غزة وستنتهي باليمن بعد ان يفشل الشيطان الاكبر رغم حيله واسلحته المتعددة والكثيرة، وهو في كل الاحوال كيد ساحر لا يصمد امام ارادة الله.
https://telegram.me/buratha