د.محمد العبادي ||
آلة الحرب الصهيونية لم تحقق نصراً عسكرياً على قطاع غزة رغم مضي أكثر من (35)يوماً،وماحققته إسرائيل هو قتل المدنيين وإستهداف المنشآت المدنية والخدمية.
نعم لقد سجل الصهاينة والأمريكان بطولة ونصراً على أطفال ونساء غزة،وسجلوا بطولة كبيرة في عمليات إستهداف المباني السكنية والمستشفيات والمدارس والجامعات والمخابز وقطع وحرق الأشجار.
لقد رأينا وبشكل تفصيلي آية من آيات الله تتجسد فيهم(لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود ..).وهل رأيتم أشد من هذه العداوة التي أستحكمت في نفوس الصهاينة ضد الفلسطينيين الذين آمنوا بأحقية قضيتهم؟!
ما ان وقعت الواقعة على الصهاينة في عملية (طوفان الأقصى) حتى سارعت واشنطن لتأليف غرفة عمليات مشتركة مع الصهاينة،وتوالت التصريحات من البيت الأبيض والبنتاغون والكونغرس في الدفاع عن إسرائيل وحقها في عن نفسها .
مايجري خلف الكواليس من حوارات وإتصالات ونصائح كان أكثر مما يجري في العلن وأمام الإعلام؛فقد عقد مجلس الأمن القومي الأمريكي جلساته ،وقدم مشورته الدائمة في وضع الخطوط العامة ذات الطابع العسكري والأمني لدعم إسرائيل وبصورة فورية،وتوثبت بعض الوزارات مثل الخارجية والدفاع والخزانة الأمريكية وتهيأت بعض المؤسسات والمديريات مثل وكالة الإستخبارات المركزية لتطبيق ماخرج به مجلس الأمن القومي الأمريكي من أوامر وتوصيات.
الرئيس الأمريكي بنفسه جاء إلى إسرائيل ليعلن دعمه المطلق لها ،وقد قدمت إدارته طلباً إلى الكونغرس بتقديم مساعدات إلى إسرائيل بقيمة (14) مليار دولار !!!
وزير الخارجية الأمريكي بلينكن أتى إلى إسرائيل وكرر زيارته وتصريحاته لمساندة إسرائيل ضد الفلسطينيين،ووزير الدفاع أو (البنتاغون)يستنفرون قواهم ويحركون حاملة الطائرات(يو اس اس جيرالد آر فورد )لمساندة إسرائيل،ثم يأمرون حاملة طائرات ثانية ( يو أس أس أيزنهاور)مع مجموعة السفن التابعة لها بالتوجه نحو شرق البحر الأبيض المتوسط .
إن أمريكا ملتزمة بدعم إسرائيل وتقدم لها المساعدات السخية على شكل منح حيث تتلقى3.3مليار دولار سنوياً من برامج التمويل العسكري الأجنبي .
هذه المواقف تشير إلى عمق العلاقة المتوطدة بين أمريكا واسرائيل وأنهما صنوان لاينفصلان .
بعد عملية طوفان الأقصى صعقت أمريكا واستشاطت غضباً ،وفتحت جسراً جوياً لنقل الأسلحة والذخيرة إلى إسرائيل بشكل يومي هذا مضافاً إلى السفن التي كانت تنقل شحنات السلاح ،حيث ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت :( وصلت إلى إسرائيل 123 طائرة شحن و7 سفن محملة بأكثر من 7000 طن من الأسلحة والمعدات العسكرية، لضمان استمرار العمليات القتالية).
القواعد الجوية الإسرائيلية مثل قاعدة تل نوف الجوية ،وقاعدة نفاطيم ،وقاعدة بلماحيم ،وقاعدة حتسريم وغيرها هبطت فيها عشرات الطائرات الأمريكية المحملة بشحنات الأسلحة ،وماذكرته بعض الصحف في أن إسرائيل ألقت على غزة أكثر من (39)ألف طن من القنابل والقذائف والصواريخ الموجهة هي في الغالب أسلحة أمريكية.
ان سلاح الجو الإسرائيلي هو عبارة عن نسخة مصغرة عن سلاح الجو الأمريكي،لأنهما ينتميان إلى مدرسة واحدة أخذت هندستها وعدتها من شركات الأسلحة الأمريكية .
الطائرات الأمريكية المسيّرة كانت ولازالت تجوب أجواء غزة ،وقد نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أمريكيين أن( مسيرات أمريكية من طراز MQ-9 Reaper تحلق فوق غزة منذ السابع من اكتوبر للمساعدة بتحديد مكان الرهائن).
إنّ هذه الطائرة التي صنعتها شركة جنرال اتوميكس الأمريكية هي طائرة هجومية ،وقد استخدمت في الحرب على افغانستان والعراق ،وبإمكانها حمل صوريخ موجهة وقنابل بوزن 1.7طن . فهل حقاً يبحث الأمريكان عن محتجزين من خلال هذه الطائرات القتالية وقد مضى أكثر من (35)يوماً من الحرب على غزة؟!
ولو فرضنا جدلاً ان هذه الطائرات متعددة الإستخدام فلا شك في إستخدامها لتتشارك امريكا مع إسرائيل في المعلومات والاحداثيات حول مواقع المقاومة في غزة.
ومثلما تشارك امريكا واسرائيل مشاركة فعلية في سماء غزة تتشاركان أيضاً على الأرض فبحسب موقع اكسيوس فإنّ أمريكا قد أرسلت العديد من الضباط إلى إسرائيل، ومنهم الجنرال جيمس جلين الذي كان يرأس العمليات الخاصة للبحرية الأمريكية ،وله خبرة كافية في حرب المدن ؛فهل جاء هذا الجنرال الأمريكي إلى إسرائيل للسياحة أم أنّه جاء ليقود العمليات بمشاركة القادة الصهاينة ضد غزة ؟!
لقد أرسلت أمريكا أيضاً عدداً من المساعدين في شؤون الإستطلاع والإستخبار والأمن، وبهذا الصدد قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، إن (المساعدات الأمنية الأمريكية لإسرائيل مستمرة في التدفق بشكل يومي )،وأيضاً ذكر وزير الدفاع الأمريكي أن أمريكا قامت بإرسال مسؤولين إلى إسرائيل يساعدونها في القضايا الإستخباراتية .
إنّ أمريكا هي الشريك الأساسي للصهاينة في حربهم على الفلسطينيين وغيرهم،وهي التي شجعت إسرائيل ودعمتها بالأموال والأسلحة واشتركت معهم في عمليات القتل وجرائم الإبادة الجماعية ،وفوق كل ذلك تستخدم نفوذها في المؤسسات الدولية وتمنع عن وقف إطلاق النار.
وهذه الدلائل الواضحة تشير إلى ان قوى القتل والإرهاب تتعاون على العدوان الهمجي ضد غزة (بعضهم لبعض ظهيراً).وحسناً فعلت المقاومة الإسلامية في إستهداف القواعد العسكرية الأمريكية ولقاعدتهم المتقدمة إسرائيل،وربما تتوسع دائرة الإستهداف قريباً إلى رقعة الإستهداف للمصالح الحيوية للصهاينة والأمريكان.
https://telegram.me/buratha