المقالات

الحتمية التاريخية ونهاية التاريخ..!


عمار محمد طيب العراقي ||

 

"نهاية التاريخ" كتاب فرانسيس فوكوياما، (الفيلسوف) الأميركي الياباني الأصل؛ الذي صدر عام 1992، لقى هذا الكتاب  صدى واسعا في الأوساط المعرفية، وشخصيا قرأته عدة مرات؛ حيث ما يزال في مكتبتي، في متناول اليد لفترة طويلة..

يرى فوكوياما؛ أن الديمقراطية الغربية بزعامة أميركا قد انتصرت، وأن الاتحاد السوفياتي سقط، وبسقوطه إنهارت الماركسية الى الأبد..ويعتقد فوكوياما أن التاريخ وصل إلى نهايته، وأن الليبرالية الغربية باتت طريقا دائما، يتعين أن تسلكه البشرية كمسار للنمل..!

فوكوياما يفهم التاريخ بشكل مختلف عن غيره، فهو يعتقد أن التاريخ الحقيقي؛ ليس هو نفسه التاريخ التقليدي، وأن التاريخ وصل الى نهايته الحتمية، وهي الديمقراطية الليبرالية بزعامة الولايات المتحدة الأميركية،

هذه النظرية كانت لسنوات طويلة؛ بمثابة الكتاب المقدس للغرب الذي أعتنقها مرغما، تحت سياط القوةالأمريكية الغاشمة،،حينما تخلى الغربيين عن ثقافتهم وتاريخهم وتراثهم، وسلموا امورهم بإستسلام تام الى الأمريكي، الذي طرح نفسه كسوبرمان؛ قادر على أن يفعل المستحيل.

الأمريكي بالثقافة الفوكويامية ، يفهم في كل شيء، ويمكنه أن يفعل أي شيء..امريكي واحد يمكنه أن يهزم جيشا جراراً ببندقيةٍ لا تنفذ إطلاقاتها ابدا، وهو إضافة الى كونه سوبرمان،فهو دون جوان، تتمناه النساء ولو لثواني.. الأمريكي يمكن أن تلاقيه في هونك كونك؛ وحوله عدة حسناوات صينيات، وبعد دقائق تجده في سدني في استراليا يتناول الآيس كريم، وفقا لما شاهدناه في افلام أنديانا جونز.

الأمريكان انفسهم صدقوا نظرية فوكوياما، وباتوا يتصرفون وفقا لأطروحتها..لكنهم وقعوا في ورطة إنشاء الكيان الصهيوني المؤقت، الذي تشكل عكس عقارب ساعة التاريخ..

هذا الكيان تشكل على اساس ديني عنصري، مخالف لما تطرحه الليبرالية الغربية الحديثة، التي ولكونها تابع للأمريكي، سارعت الى إحتضان هذا الكيان الملفق، وأعتبرته جزءا من صيرورتها، لكن التناقض الحاصل واقعيا؛ بين السلفية اليهودية الصهيونية، التي تعتقد أن اليهود يجب ان يقودوا العالم، لأنهم شعب الله المختار كما يزعمون، تحول الى نار دائمة تحت الرماد، وهذه النار تتقد في كل مرة؛ يؤجج فيها الصراع بين أهل فلسطين المظلمومين، وبين اليهود المنتمين الى الدولة العنصرية، التي أنشأها الأمريكي على ارض فلسطين بشكل معاكس حتى لعقيدة فوكوياما..

اليوم الشعوب الأوربية الغربية، وفي بريطانيا وأمريكا ذاتها تمارس حقها الأنساني المكفول، في أدانة الممارسات والجرائم، التي يرتكبها جيش شعب الله المختار، وإلإدانات الشعبية تفجرت ايضا وبمستوى ليس متوقع، في عقر دار بلد نهاية التاريخ نفسه، فالشعب الأمريكي خرج في واشنطن العاصمة الأمريكية، بأعداد غفيرة قال عنهاالإعلام الأمريكي ذاته، أنها تجاوز خمسمائة الف متظاهر، مرددين نفس الهتافات التي يهتف بها المستضعفين المظلومين في غزة وصنعاء..كلا..كلا أمريكا..كلا ..كلا إسرائيل..الموت لإسرائيل، الموت لأمريكا واللعنة على اليهود..

نعم ؛ إنها نهاية التاريخ؛ ولكن بنهاية الراسمالية الغربية وليبراليتها، وهي أيذان بالسقوط الأمريكي الكبير، وعندها ستتحقق الحتمية التاريخية قريبا..

حتمية التاريخ..إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا..

شكرا..

٨/١١/٢٠٢٣

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك