المقالات

تحرير فلسطين بين المشروع القومي والمشروع الإسلامي..


مازن الولائي ||

 

١٢ ربيع الاخرة ١٤٤٥هجري

٦ آبان ١٤٠٢

٢٠٢٣/١٠/٢٨م

 

   عاشت هذه القضية في دهاليز المؤامرة من يوم قرر الاستكبار العالمي منح هذه الأرض إلى الكيان الصهيوني المحمي من زعامات الطغيان، واستعباد أهلها مالكي الأرض بكل وسيلة تنتج تشريدهم والظلم والاغتيال! وكان الاستكبار حاذق وماكر يوم حيّد "القضية الفلسطينية" عن وجهها الإسلامي وهم يعرفون أنها ذات وجهة عقائدية، فلم يجدوا اسهل وأسرع من خلق معادل وجراحة تجميلية تقوم على تشويه وجهتها العقائدية الى أخرى عربية قومية يتصدّر الدفاع عنها رؤساء كانوا بيادق لا تملك تحريك نفسها دون أنامل من يجيدون تحريكها إلى حيث يطلب اللعب في مصير قضية لها من الإعلام الإلهي وما نطق به القرآن ما يكفي للنهوض بها لو وجدت من يحسن تصديرها من تلك الوجهة! 

   فحمّلوا رؤساء دول الخليج تلك المهمة - أبعادها عن الوجه الديني - وقبلوها دون تردد وأصبحت القومية العربية والعروبية حصان يحمل اثقال ما تشتهي الصهيونية! وتم خداع المجتمعات والشعوب العربية بشعارات كانت تحمل بريق الصدق وليس الصدق ذاته! حتى أصبحت "الحجارة" التي كانت طموح المقاومين وانشودة الأجيال والتي منع الفلسطيني من التطاول إلى أبعد منها - الحجارة - وهنا كانت القومية والمذهبية حيث جعلوا - العرب - وجهتها مذهبية وأنها قضية سنية! ولم يقبلوا بأن يشترك بها أحد! وتلك مؤامرة أخرى يعلمها المستكبرون ويعلم أن هناك أمة مسلمة لم تنّظر لها ولم تنظّر لها إلا عبر كونها قضية إسلامية محور تدور عليه أدبيات عظمية 《 المسجد الأقصى.. أولى القبلتين وثالث الحرمين 》.

   فتمت المؤامرة لوهب الكيان الصهيوني أرض فلسطين وتشريد أهلها! ولابد من إغتيال إعلامي يأخذ على عاتقه تخدير أمة السنة والمليار والنصف مسلم! وحصل ذلك ببراعة كبيرة ودهاء قل نظيره! حتى بقيت القضية تراوح في إدراج مكاتب العملاء من رؤساء الخليج الذين بصموا على بيعها ومنع اليقظة أو إبدال تلك الحجارة بغيرها خشية أن يؤثر ذلك البديل على المخطط الموقع عليه ببصمة القومية العربية التي كل إنجازها محاصرة القضية ومجاهديها ومنع من يريد الفرار من هذا السجن الإعلامي لأي صوت سني يحاول اليقظة والنهوض!

   لكن في المقابل هناك مسلمون شيعة أصحاب مشروع إسلامي وحضارة إسلامية أخذوا ادبياتها من عترة مطهرة ما نظروا الى مثل هذه القضية إلا من نافذة التكليف الشرعي، والواجب الشرعي، والمسؤولية الشرعية، ولأجل ذلك عاشت القضية الفلسطينية في ضمير العلماء والحوزات العلمية الشيعية قضية حية ونبض تتسالم عليه الأجيال العلمائية كابر عن كابر، حتى وصلنا إلى المشروع الإلهي الخُميني والثورة التي وضعت حدا وفاصلة خطيرة بين زمن القومجية والعملاء وزمن الأتقياء وامة الشهداء التي وضعت نصب اعينها القضية الفلسطينية في صدارة الواجب وما نراه اليوم من قبل "دولة الفقيه" وكل محورها الصاعد وتبنيه الدفاع المقدس عن فلسطين حتى ابدلت الحجارة بصاروخ سجيل، وطائرة مسيرة، وتكنلوجيا فائقة التعقيد، ونقلت المصانع ودربت الكوادر ووضعت على عواتقهم سيوف بتارة لم يفكر العرب بوضع واحد بالمائة منها والأسباب معروفة .. لذا مشروعنا الإسلامي الثوري هو الباقي من كل شعارات العروبة المرفوعة والدليل طوفان الاقصى.. 

عليكم أن تتّحدوا في الفكر وتتحالفوا في طريق الاستقلال، واستئصال سرطان الاستعمار... وتفكّروا في طريق لتحرير أرض فلسطين المسلمة من مخالب الصهيونية العدو اللدود للإسلام والإنسانية. ولا تغفلوا عن مساعدة الرجال المضحّين الذين يناضلون في سبيل تحرير فلسطين، والتعاون معهم. 

روح الله الخُميني العظيم قدس سره الشريف ..

 

"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين  يُسَدَّد على دولة الفقيه"

مقال آخر دمتم بنصر .. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك