دللول يالولد يبني..!
د.أمل الأسدي ||
من حكاياتنا الشعبية الجميلة العميقة، حكاية كانت أمي ترويها لنا، إذ تقول: كان يا ياما كان في قديم الزمان، كان هناك سيدة ووليدها يعيشان بمفردهما، حيث بيتهم في الكاظمية، وكانت الأم تترك الطفل الرضيع وحده وتذهب الی السوق، وفي كل مرة تری الأم ـ حين عودتها ـ كاروك رضيعها يتحرك وكأن أحدا كان يهزه ليسكت!
فقررت الأم أن تتظاهر بالذهاب،ووقفت تراقب الكاروك من النافذة فشاهدت العجب!
فحين بكی الطفل، واشتد بكاؤه، خرجت حيّةٌ كبيرة من السرداب، وأخذت تحرك الكاروك برأسها وتنشد:
دللول يالولد يبني دللول
لاعندي ايد واشيلنك
ولاعندي.... وارضعنك
واخاف ابوسنك والسعنك
وتزعل علية اجويرتي!
دللول يالولد يبني دللول
وتبقی تهز الكاروك حتی يسكت الطفل أو تأتي أمه!
إذن؛ بعض الحيوانات تحترم العِشرة، وتقدر الأيام المشتركة، وتراعي الحقوق وتحفظ العهود أكثر من الإنسان، فحيّة البيت هذه خيرٌ من بعض الحيات البشرية التي لا ترحم، ولاتشفق، ولاتحترم، ولاتصون، فيسول لها حقدها وطائفيتها أن تكتب تقريرا إلی ماكنة البعث وعصابته، فتقتل شابا وتفجع أمه به، وتيتم ابنه،، وتشتت عائلته، ولا ترتجف لحظة، ولاتفكر بالكتاب الذي لايغادر صغيرة ولا كبيرة!!
ولاتفكر باليوم الذي تدور فيه الدوائر علی الباغي!!
أيها السادة، كُنا نعيش في زمنٍ موحش، مخيفٍ، مظلمٍ، إذ تربي الأمهات الأبناء ويخطف البعث أرواحهم بدم بارد!
https://telegram.me/buratha