قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
نمر بمنعطفات خطيرة متعلقة بمستقبل وجودنا كأمة، الأمم في المنعطفات الخطيرة يتعين عليها ان تفكر براس واحد، ومناطنا في هذه الجزئية هم من يمتلكون القدرة على التفكير الصحيح، راجعوا كلمات الإمام الخامنائي، وأجعلوها مناطكم، ثم وافقوها مع ما ورد في بيان السيد السيستاني بشأن غزة، وستجدون الطريق الصحيح نحو تفكير سليم يدلكم على ما ستؤول اليه الأمور، وستجدون أيضا مفاتيح الحلول..
المرحلة تتطلب موقف ..والموقف المتعين أتخاذه واضح..طبعا لا توجد معركة بلا غالب أو مغلوب..لا يمكن إبعاد العراق الحسيني عن جوهر الصراع مع إسرائيل..من يتخوف من النتائج من حقه ان يفعل ذلك، لأن لا قرارات صائبة بدون وضع المخاوف على طاولة البحث، لكن عليه أن يوازن بين مخاوفه وما يمليه على دينه وقضيته..
العراق الآن يتصرف بالحد الأدنى، والتصعيدات هنا وهناك، مفيدة ..نحتاج أن نري الأمريكان أننا نستطيع أن نفعل شيئا ما، شيئا يمكن أن يقلقهم، ويجعهلهم يحسبون لنا حساب في دعمهم اللامحدود للصهاينة..هذا اقل ما يجب أن نفعله..
الأصوات الخائفة تدمر موقف الحد الدنى، نعم من حقهم أن يمارسوا الجبن..فهو شيء مشروع أيضا ومتأصل بالنفس البشرية، لكنه مرفوض من قبل ديننا وعقيدتنا، وفي القرآن الكريم، حذر الله تعالى المسلمين، من صفة الجبن، وحثهم على الثبات عند الخوف والمصاعب ومواجهة الأعداء، حيث قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾.
لا تكتمل حرية الأحرار إلا بصفة الشجاعة والإقدام , وليس في العبودية وصف أقرب من الجبن والانكسار , لذا كانت الشجاعة والإقدام دوما من صفات المؤمنين بربهم سبحانه , وصارت صفة قادة الإسلام دوما هي الشجاعة والبسالة .وقد ذم الله تعالى الجبناء الذين ينكصون في مواطن الحق , ويتراجعون في مواقف المروءة , بل قد جعل سبحانه صفة الجبن من صفات المنافقين الذين لم يتذوقوا حقيقة الإيمان .
قال سبحانه :" فإذا جاء الخوف رأيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُوْلَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا يَحْسَبُونَ الأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِن يَأْتِ الأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُم بَادُونَ فِي الأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُم مَّا قَاتَلُوا إِلاَّ قَلِيلاً "
كلام قبل السلام: على الرّغم من قدرة الجبن على التواري والتستّر، إلا أنّه لا يصعب تتبّع ظهور هذه الفكرة بشكل قويّ، لكن الحقيقة المفزعة للجبناء أنفسهم، هي أن لا ذكرَ للجبناء في الأناشيد الوطنيّة، ولا عجب أنه قلّما تصل قصص الجبناء إلى سجلات التاريخ..!
سلام..
https://telegram.me/buratha