قاسم العجرش ||
في العلوم العسكرية، وفي التخطيط للمعارك الكبرى؛ لا يمكن أن يترك القادة العسكريين الأمور للمجاهيل أو الأحتمالات اللا المحسوبة..كل شيء بمقدار، هذا هو المنطق العقلائي العقلاني..
المتهورون وحدهم هم الذين لا يضعون حقائق الأرض في رؤوسهم، وقطعا فإن تراكم الدروس لدى المخططين العسكريين، يضع تحت أيديهم معطيات ضخمة، تمكنهم من بناء تصوراتهم لخطواتهم، وخصوصا تلك التي تلي الخطوة الأولى..
أول تلك المعطيات أن حركة المقاومة الإسلامية في غزة، ليست وحدها في الميدان، وثانيا أنها تعي أن غزة الصمود ميدان ضيق يكاد يكون خانقا، وثالثا أن لهذه الحركة التي تشكل العمود الفقري لقوى المقاومة الفلسطينية، علاقات بنيت تراكميا مع محور المقاومة، وهو محور رسخ وجوده ونظم نفسه بأقتدار وكفاءة عاليين..
الرابعة وهي مهمة جدا، أن المحور ذاته؛ رسم أهدافه بدقة، وهو يتحدث عنها بشكل معلن، وأنه قطع شوطا كبيرا في بناء نفسه وقدراته، ووصل الى حد الأعتماد التام على نفسه، بالتخطيط والتجهيز والتسليح والتدريب والمناورات وبناء القدرات القتالية ذاتيا..
الخامسة الفائقة الأهمية، هي أن خمسة وسبعين عاما، هي عمر الكيان الصهيوني المؤقت في فلسطين، لم تستطع إقتلاع شعب فلسطين من ارضه، ولم تتمكن من إمحاء أسم فلسطين من خارطة الوجود، فحتى الجيل الثاث والرابع من الفلسطينيين في الشتات، لا يعرفون هوية غير الهوية الفلسطينية بكل تفاصيلها.
السادسة هي تلك التي سرعت عجلة التأريخ بشكل كبير، هي أن حقائق ألارض باتت مكشوفة تماما، وأنه على الرغم من التسليح الأمريكي الرهيب للكيان الغاصب، وعلى الرغم من الدعم الغربي، الأمريكي اللا محدود للآلة العسكرية الصهيونية، إلا ان هذه الآلة يديرها مجرمون حمقى وأغبياء، وأن الصهاينة المجرمين المقيمين في فلسطين المحتلة، يعون أن لا رابط يربطهم بأرضها، وأنهم شعب متحلل جبان، يؤثر اللهو والمجون، وأن المثلية التي يروجون لها، جعلت رجالهم كائنات تفتقد الى ابسط عناوين الرجولة، والدليل عدد كبير من أسرى جيشهم الذي روجوا أنه لا يقهر، بات في أيادي الغزاويين الذين يقاتلون بأسلحة أولية..
كلام قبل السلام: جريمة اليهود في قصف المستشفى المعمداني، عرت العاري أصلا، وأن خمسة وسبعين عاما كانت كافية، لأن نقول أن "إسرائيل" ليس إلا لعبة في مسار التأريخ، وأن هذه اللعبة في الدقائق الأخيرة من شوط الركلات الترجيحية..!
سلام..
https://telegram.me/buratha