واحدة من الحماقات الكبرى التي ارتكبها صهاينة النتن يا هو؟ وغالانت وزبانيتهم خلال هذه الأيام أنهم ركزوا شعار: أين ما تذهبون نقتلكم، فإن رحلتم الى سيناء او بقيتم في غزة سنقتلكم!! وقد صوبوا صواريخهم إلى النساء والأطفال والعجزة الأبرياء، يستعرضون بها عن عضلاتهم.
إن هذه الحماقة وإن قيلت بهدف التعويض عن العار الذي لحق بهم، والخزي الذي طالهم وهم يرون وبشكل متسارع كيف أن أسوار الردع تتهاوى، وموج الغطرسة يتصاغر، والهزيمة الاستخبارية والعسكرية الفادحة ترصع جبينهم بخزي لا يدحض وبعار لا يمحى، بيد أنها أعطت للمجاهدين قوة هائلة تتمثل بتعاظم الدافع في دواخلهم للتضحية والفداء من أجل المبادئ والقيم التي يرومون تحقيقها، فالذي يهدد بالموت على أي حال لماذا يستسلم او يتراجع او ينهزم؟ اذ من المعلوم أن الذي يحاصر يستميت، وهذا آخر ما يتمناه جيش مهزوم وعسكر متخاذل إن دوت صفارات الانذار يهرب، وإن سمع انفجارا يصرخ، وان اقترب منه الأبطال ارتجف إلى حد تقذير ملابسه الداخلية!
يا أحبتنا في فلسطين الأبية… فلسطين الوعد الإلهي ها هو العدو يتهاوى فلا تأخذ منكم تهديداته أي مأخذ، فلغة الإعلام ليست كلغة الواقع، والواقع يتحدث عن تراجع وتقهقر على مستويات استراتيجية ليست هينة بالنسبة لوجوده، فهو بين خيارين أحلاهما كالعلقم، فهو بين أن يستعيد هيبته وهو أمر صمم عليه النتن يا هو؟ منذ أكثر من شهرين، ولكن النتيجة كانت طوفان الاقصى الذي مرغ كل هيبتهم وغطرستهم في أقذر الأوحال وجرعهم أشد الغصص وهو أمر يتداوله الصهاينة ويعترفون به أنفسهم، وحتى يحاول الاستعادة للهيبة الممزقة عليه أن يتقدم بريا، ولكنه خبر الواقع وعرف أن النتيجة ليست عارا اضافيا فحسب وانما قد يؤدي ذلك إلى تغيير الواقع الجيوسياسي برمته، خاصة وأن الانقسام الداخلي تفاقم الى حد كبير، وأن الهروب الاجتماعي هو الآخر تعاظم بشكل يهدد الأمن الداخلي الى حد كبير.
أو أن يلغي فكرة الهجوم البري وهذا بحد ذاته نصر لكم وهزيمة هائلة للكيان اللقيط، ولكن الإلغاء سيواجه انتهاء حكومته وحزبه ومحاكمته، فهو بين السقوط بأيديكم أيها الأعزة او السقوط بأيدي نفس الصهاينة وهذا مفاد قوله تعالى: يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين…
هذا ناهيكم عن حجم الكارثة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الهائلة التي يتوقع لها أن لا تقوم لهم من بعدها ساعات استقرار وأمان، ولئن تبجح المجرمون بأنهم ينصبون لكم قيامة فما ذلك إلا لإخفاء قيامتهم التي أقمتموها بجهادكم وشهدائكم ومظلوميكم، ومن بعد ذلك النصر حليفكم أنتم والهزيمة مصيرهم هم.
فاصبروا أيها الأبطال فإنما النصر صبر ساعة كما يقول الإمام علي عليه السلام… والتجئوا إلى الله فهو مغيثكم وناصركم ومدافع عنكم، وحافظوا على رباطكم وسدوا ثغراتكم فالقرآن الكريم كتب الفلاح النهائي بالصبر والمصابرة والمرابطة والتقوى، ولا يهولنكم تهويل المرجفين والمنهزمين والذين يعبرون عن جبنهم بما يغلفونه بظاهر التألم لكم كي تستسلموا وتتركوا القتال…
هذه فرصة كبرى لتوحيد الأمة ضد الصهيوني فقد نما الوعي لديها بضرورة وحدة الموقف … ونهض أبناء الإسلام وسائر المستعفين ضد طغيان أحفاد القردة والخنازير… وآن للجميع أن يفقهوا جريمة اتفاقيات سايكس بيكو وحدوده التي آلت إلى أن تترككم حكومات الخنوع لوحدكم، ولكن تيقنوا أن الشعوب معكم ما دمتم تنتصرون للحق السليب وتقفون أمام المستكبر الجائر … وتذكروا كما انتم فاعلون إنكم موعودون بإحدى الحسنيين فالنصر سيزهو بطالبي عزة دين الله والشهادة تتفاخر بالذين يقفون ضد الظلم والجور وتيقنوا أن الوعد الإلهي على مرمى البصر فقريبا قريبا ستشرق الأرض بنور ربها.
جلال الدين علي الصغير
https://telegram.me/buratha