د.محمد العبادي ||
في كثير من بلدان العالم ينعم الأطفال بالأمان في كنف عوائلهم وتحت ظل دولهم .
الأطفال هم ودائع في ذمة الضمير الانساني.ابتسامتهم وفرحتهم ولهوهم ولعبهم يبعث البهجة والحيوية في الحياة العائلية .إنًهم الأمل والمستقبل :
( وإنما أولادنا بيننا...اكبادنا تمشي على الأرض
لو هبت الريح على بعضهم ...لامتنعت عيني من الغمض).
نعم إنهم زينة الحياة الدنيا.
لكن اطفال فلسطين غير أطفال هذا العالم .
إنًهم يولدون ويسمعون دوي المدافع،وازيز الطائرات، وصفير الرصاص.
يولدون ثم يرحلون عنا سريعاً بعد أن تقطف اعمارهم آلة القتل الاسرائيلي .
لا استدعي شفقة القارئ الكريم في استعراض محنتهم، لكن أنبه إلى معنى الآلام التي تكوى بها صدور قوم مؤمنين بعدالة قضيتهم.
لقد ولدوا ورحلوا أبطالاً .
إنّ الصهاينة يتعاملون مع الأطفال الفلسطينيين بلا قواعد أخلاقية أو قانونية ،وينتهكون اتفاقية الامم المتحدة لحقوق الطفل .
إنهم يسجنون الأطفال وينتزعونهم من عوائلهم ،ويضعونهم في سجن انفرادي لمجرد رمي حجارة على سيارة أو على جندي وضيع أو رقيع .
إنهم يوقفون القُصر ويخضعونهم للقوانين العسكرية ،وخلال ذلك يتعرضون للضرب والإساءة والسّب والإذلال .
والأرقام موثقة لدى نادي الأسير الفلسطيني عن اعتقال آلاف الأطفال ( ومنذ عام ٢٠٠٠م،اعتقلت إسرائيل مالايقل عن ١٩ ألف قاصر فلسطيني ،أعمارهم دون العاشرة وحتى ١٨ عاماً،بحسب نادي الأسير).
٩ آلاف طفل منهم تم اعتقالهم منذ هبة القدس في سنة ٢٠١٥م.
اما عمليات القتل للأطفال طوال فترة الإحتلال الإسرائيلي؛فقد تم قتل آلاف الأطفال ، وذكر وزير خارجية ايران وجود إحصاءات موثقة في اليونسكو بقتل الصهاينة منذ احتلالهم لفلسطين أكثر من (٣٣) ألف فلسطيني.
اعتقد ان هذا الرقم متواضع جداً أمام الحقيقة المغيبة عن اعداد الأطفال الذين قتلهم الصهاينة.
هناك أرقام موثقة لدى المنظمات الدولية ولدى وزارة الصحة الفلسطينية في استهداف الأطفال بشكل ممنهج من قبل الاحتلال الصهيوني،وخاصة في أثناء الحرب التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي؛ فمثلا نلاحظ قتل (٣١٩) طفلاً فلسطينياً في سنة ٢٠٠٨م ،وقتل ( ٣٥٥) طفلاً في سنة ٢٠٠٩م ،وهكذا يتوالى القتل والاستهداف للأطفال سنة بعد أخرى بحيث نجد أن العدو الصهيوني في رده على عملية (طوفان القدس) قد قتل أكثر من ( ٤٤٧) طفلاً في ظرف ستة أيام!!!
ان القتل للفلسطينيين عادة وكرامتهم من الله الشهادة .
إنّ اسرائيل ارتكبت ولاتزال جرائم عديدة بحق أطفال فلسطين ولابد أن تخضع للمسائلة القانونية في المحاكم والمؤسسات الدولية ،سيما وأن الوثائق والتقارير حول انتهاكاتها لحقوق الطفل الفلسطيني كثيرة وكبيرة،وأنها لاتهتم بحياتهم وحقوقهم حيث قامت بالهجوم على المدارس والمؤسسات التعليمية التي تخدم الأطفال وبشكل مكرر.
https://telegram.me/buratha