عدنان جواد ||
ان حمام الدم الذي يجري في غزة فيتم خلال القصف فناء عوائل بكاملها بدعم من امريكا وبشكل مباشر، او كما كان يقول كارتر ويكررها رؤساء امريكا، ان مصالح امريكا لها الاولوية على حقوق الانسان واي شيء اخر، انهم كتبوا اكثر من ثلاثين مادة لحقوق الانسان وقعت عليها اغلب دول العالم، ولكن لا يطبقونها على ارض الواقع وخاصة في الدول التي يسيطرون عليها، فهم الذين يرمون بالغذاء في البحر، ويتركون شعوب في افريقيا يقتلها الجوع، وهم من يصدرون لنا الادوية غير المستخدمة، وهم من يستخدم الاسلحة المحرمة دولياً، وهم من يدعمون الحكومات التي تقتل الناس، ويحاربون من يعارضهم، صدق الامام الخميني (قدس) عندما اطلق تسمية الشيطان الاكبر على الولايات المتحدة الامريكية، فهي تظهر في ملامح الملائكة، وانها داعمة للحرية والديمقراطية والانتخابات في العالم، فإبليس هو كبير الشياطين في العالم، وكما ابليس يعمل على الاغواء والخداع ، وايضاً امريكا تمارس الاغواء والخداع الى جانب القتل والحصار وتجويع الشعوب، وقد اشعلت حروب واسقطت انظمة ودمرت دول بهذه الدعاية، فهاهي ليبيا اصبحت ممزقة، والعراق ضعيف لا يملك قراره، وبعد (20) سنة لا تسطيع الحكومات المتعاقبة توفير الكهرباء والسكن وضبط الحدود والسيطرة على العملة، والسودان مقسم الى ثلاثة اقسام ، واليمن على نفس المنوال، وسوريا مفككة، بحيث اخضعت كل الدول التي كانت تنادي شعوبها بتحرير فلسطين لهيمنتها، وابقت الدول الملكية العميلة والتي نظامها مع اسرائيل وامريكا بكل حركاتها وسكناتها على انظمتها السابقة، ان المواقف للولايات المتحدة الامريكية المزدوجة، فهي من باب انها تدعي الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان، ومن الباب الاخر موقفها الاعمى في الدعم لإسرائيل، وتعتبر الاسلام والقران المجيد ضرراً عليها تعمل على ابعاده عن طريقها، وهي تتعامل مع الامة الاسلامية معاملة وحشية لا هوادة فيها، فهم يقومون باستغلال ثروات البلدان الفقيرة في عالمنا، ويفوضون عملائهم عليها ليمارسوا القهر والظلم والوحشية على شعوبها وهم يقدمون لهم الدعم والحماية، وتلك المواقف المنافقة جعلتها معروفة ومكشوفة للشعوب التي كانت مخدوعة بشعاراتها في العالم، فهي بمواقفها هذه تقف ضد الحقوق الانسانية التي كفلها الدستور الامريكي والامم المتحدة، فهي بذلك فقدت مصداقيتها واحترام شعوب العالم ولا ينطلي كذبها على احد بعد اليوم.
وفي هذا المجال ، نصح هنري كيسنجر وزير خارجية امريكا السابق والمخطط لسياسات الولايات المتحدة الامريكية خلال العقود الماضية، والذي كان داعماً لإسرائيل الولايات المتحدة الامريكية بترك دعم اسرائيل على حساب العالم العربي والاسلامي، وانها تراهن على حصان خاسر لان اسرائيل زائلة لا محال، كما صرح في ذلك لصحيفة نيويورك تايمز" بعد عشر سنوات من اليوم لن تكون اسرائيل موجودة" ، وقبله بعقود من الزمن يقول الكاتب المصري الكبير محمـد حسنين هيكل في كتابه زيارة جديدة للتاريخ، عند زيارته البرت انشتاين ، الذي اعتذر عن تولي رئاسة اسرائيل، عندما عرضت عليه ، حيث قال له: "ان اسرائيل لا تريد السلام وانما تريد كل ارض عربية تستطيع نيران اسلحتها ان تصل اليها" والثاني: " ان اسرائيل تمارس اقصى قدر من العنف في حربها لأنها تريد خلق اسطورة يفزع فيمن حولها، وبالتالي فان نزعة العنف التي ادانها في تصرف(مناحيم بيغن) في ديرياسين، ليست قاصرة عليه وحده وانما هي سياسة مجتمع وربما بحكم طبيعة ظروف تكوينية" ، فكان رد اينشتاين قد سمعت هذا الكلام ولا ارغب في سماعه ، وكان احد اسباب رفضي تولي رئاسة اسرائيل، وهذا ما خلقوه من رعب في المنطقة من ذلك الوقت، فبقي العرب وحكوماتهم خانعين، ويلومون كل من يتصدى للعدو الصهيوني، اسرائيل قوية بضعف العرب، ولقد شعر الكثيرون بالرهبة والضعف واصبحوا غير مبالين وجبناء، فجعلوا الناس غافلين عن قوتهم الوطنية والانسانية والاسلامية ولكن المقاومة ورجالها وبمساعدة الجهورية الاسلامية الايرانية كسروا هذا الحاجز، وارعبوهم في عقر دارهم في اكثر من منازلة واليوم اذلتهم واذاقتهم طعم الهزيمة، وكل من يتصور ان الولايات المتحدة الامريكية تقدم التقدم والتقنية والمدنية والتطور لنا فهو على خطا، بل يدخلون علينا غزوهم الثقافي الذي يفكك مجتمعاتنا ويمزق نسيجها، ونحن في العراق ومنذ 2003 ولحد الان لم نرى منها غير الفوضى والفساد وضعف الدولة في جميع المجالات، فهي تخلصت من نظام دكتاتوري عميل انتهت مهمته بعد ان شن حربيين خاسرتين وبتوجيه منها.
على العالم وخاصة في العالم الثالث والدول العربية والاسلامية، الوقوف مع المقاومة ودعمها والطلب من روسيا والصين وايران بإسنادها بالأسلحة وفي المنظمات الدولية، بإضعاف هيمنة وسطوة امريكا، والا ستبقى تسحق العالم وتتكرر لمصائب، وان كل بلد يعمه القتل والفوضى سببه التدخل الامريكي، الشيطان الاكبر.
https://telegram.me/buratha