المقالات

اليوم  الوطني العراقي…جدلية الآراء وضياع الصواب


عبد الرحمن المالكي ||

 

اليوم الوطني العراقي واجه العديد من الاشكاليات والآراء المختلفة النابعة من توجهات الحكومات المتعاقبة التي لم تحسم امره الا مؤخراً فالبعض ذهب الى ان اليوم الوطني العراقي هو 30 من حزيران للعام 1920 م وهو ذكرى قيام ثورة العشرين التي انطلقت شراراتها من جنوب العراق وانتشرت في عموم العراق، الا ان البعض يرى تتويج الملك فيصل الاول في 23 من اب للعام 1921م، هو اليوم الوطني كونه اول ملك يحكم العراق الا ان البعض الاخر يرى ان 3 من تشرين للعام 1932م، هو اليوم الارجح لما حصل في العراق من انتقالة مهمة في عهد نوري سعيد بالاعتراف بالعراق ودخوله في عصبة الامم المتحدة والتخلص من النفوذ البريطاني. 

 ما ان مرت سنوات قلائل حتى اعلن البعثيون في 17 من تموز للعام 1968م اليوم الوطني بانقلابهم على عبد الرحمن عارف وسيطرة حزب البعث العربي الاشتراكي على العراق وانفراده بالحكم الا ان مصادرة ذلك اليوم لم تخفي الحقيقة، سرعان ما تم احتلال العراق من قبل القوات الامريكية المحتلة في 9 من نيسان للعام 2003، حتى احتفل العراقيون بسقوط النظام الصدامي والخلاص منه الا ان هذا اليوم لم يلاقي قبول شعبياً واسعاً لان العراق تم احتلاله من قبل قوات اجنبية بالرغم من الحكومة الظالمة التي انتهت.

وما بين تلك الآراء والجدليات حول اليوم المخصص للعيد الوطني العراقي وبعيداً عن ميولات الحكومات والصراعات السياسية والقومية كان الاقرب هو 3 من تشرين الاول للعام 1932م، بعد انهاء النفوذ البريطاني والاعتراف بالعراق ودخوله في عصبة الامم المتحدة وارسال ممثل هناك بعد ان تم تقديم طلب في 13 من تموز للعام 1932 من قبل المملكة العراقية بالانضمام الى الامم المتحدة وفي من تشرين الاول للعام 1932م تمت الموافقة ليصبح العراق اول بلد عربي يدخل في تلك المنظمة الدولية بموجب المادة (22) من عهد عصبة الأمم الخاصة بالولاية والانتداب، بعد أن أصبح مؤهلاً للخروج من حالة الانتداب البريطانيّ التي وضع فيها وكان ذلك في زمن نوري باشا سعيد.

 

وتشير وثائق الجمعيّة العامّة لعصبة الأمم إلى أنَّ قبول انضمام العراق إليها جاء بعد أن اكتسب العراق مُقومات الدولة والتي تتمثل بالاعتراف الدوليّ، ووجود حكومة مُستقلة قادرة على أنَّ تسيّر أمور الدولة وإدارتها بصورة مُنتظمة وحفظ وحدتها واستقلالها وحفظ الأمن في كل انحائها، وللدولة مصادر ماليّة كافيّة لسد نفقاتها الحكوميّة ولديها قوانيّن وتنظيم قضائيّ وحدود ثابتة وجيش يحميها وتعهد العراق باحترام التزاماته الدوليَّة.

ان الاعتراف بالعراق مهد للاعتراف ببقية الدول العربية الاخرى و اسهم في نزع سلاح المحتلين البريطانيين لينتقل الصراع الى الميدان السياسي لتقوم بشتى انواع   المعاهدات التي لم تنفع العراق ودفع الجواسيس وتفعيل المخابرات في هذا البلد ولم تكتفي بذلك بل عملت على العودة من جديد واحتلال العراق في عام 2003م ولكن سرعان ما واجهوا مقاومة عنيفة من قبل المجاميع الخاصة التي سميت لاحقاً بعصائب اهل الحق الذين اذاقوهم الجحيم حتى اعلنوا انسحابهم خلال بضع سنوات فهل تكتفي من العراق اذن؟

سرعان ما ظهرت عصابات داعش المخطط لها من قبل بريطانيا ليتم التصدي لها وانهائها من قبل ابناء الحشد الشعبي وفصائل المقاومة الاسلامية الشريفة. 

فل ينعم العراقيون بالأمان وفا ليجهد المحتل البريطاني نفسه وليضع في قائمة حساباته ان العراقيين موجودون في كل زمان ومكان فهم احفاد ثورة العشرين وهم ابناء العراق المُضحين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك