زيد الحسن .||
الهدف الرئيسي من تشريع قانون الحماية الاجتماعية وتأسيس شبكة الرعاية ، وتحويلها الى هيئة , هو معالجة مشكلة الفقر في العراق , وهذا يعني ان الهدف والغاية هو انساني اخلاقي ، جميلة جداً هذه الديباجة ، لكن هل فعلاً تحقق المراد ؟.
لن اخوض في الاعداد الكبيرة التي تأخذ رواتب من هذه الهيئة بغير وجه حق، فقد اتعرض للملامة من بعض الذين يقولون ( قابل ماخذ من جيبك ) ، او من الذي يقول ( هي سفره وممدودة )، او من الاخر الذي يقول ( البلد كله فرهود )، او من الذي يؤمن ايمان تام بانه يستحق هذا الراتب ، واترك هذا الامر للشرع وحده فهو الذي يبت في شرعية استلام هذا الراتب .
نحن جميعا نعلم ان مقدار الرواتب التي توزع على المستفيدين من هذه الشبكة لا يكفي خمسة ايام على اكثر تقدير ، والحديث الذي يقول ( احسن من الماكو ) غير مقنع البتة ، فاما ان يكون الراتب فعلا مجزي لمن يستحق ويحفظ له ماء وجهه امام نار غلاء المعيشة ، واما نغير الديباجة اعلاه ونذكر الاسم الحقيقي الذي ينطبق عليها وهو ( هيئة الذل الاجتماعي ).
الذين هم فعلا بحاجة لهذه (المنه ) هم اصحاب الاحتياجات الخاصة ، واحتياجاتهم ليست فقط ( دراهم ) معدودات بل هم بحاجة الى مؤسسة كاملة ترعى شؤونهم ، لكن الذي يحصل انهم يفقدون جزء من كرامتهم وكرامة ذويهم حين استلامهم لهذا ( المبلغ ) الزهيد ، هل يعلم اصحاب الشأن ان اسعار الادوية ( بالدولار ) وان سعر شريط الادوية يقضي على راتب الرعاية ويطرحه ارضاً ؟، هل يعلم اصحاب هذا التشريع ان قلع ضرس يكلف اربعون الف دينار ؟، والحديث له شجون .
سؤال اكرره دائماً ما الذي يمنع ان تتعلم مؤسساتنا من تجارب الدول الاخرى ؟ ما الذي يمنع ان يهتم اصحاب القرار بكرامة الانسان ؟ ، برلماننا يشرع يومياً قوانين براقة حلوة المذاق ، ويعيش اهل هذا البرلمان رغد العيش ، والمواطن العراقي بلا عنوان ، والى اي عام نبقى ننتظر المنة والاحسان من اجل صون هذه الكرامة اللعينة ؟.
لا حل في الافق وعليكم قطع رواتب هذه الهيئة وبناء فنادق كبرى و نواد ليلية ، ودعكم من زيف حماية الانسان ، فما تقدمونه ليس الا ذل و هوان ، وسيأتي ذلك اليوم الذي تستوي فيه كفتيك أيها الميزان .
https://telegram.me/buratha