يقول تعالى {عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} صدق الله العلي العظيم
حين تم دفن جثمان العلامة المحقق السيد مهدي الخرسان، في مرقد الامام علي (ع). تذكرت حادثة يعرفها ولده السيد صالح حفظه الله . وبما اني كنت موضع سره طلب مني يوما ان اصلح له قبره في سرداب بيته في منطقة الحويش. يقول نزلت يوما في السرداب لأصلي بجوار قبري, فوجدت ان { اللحود الستة التي بنيتها لعائلتي} في سرداب بيتي قد بنيت بصورة غير شرعية . حيث انها لم تكن موجهة نحو القبلة حال الدفن فيها, وبعد اطلاعي على {البوصلة الخاصة بالقبلة} فيها انحراف وفعلا قمت بتهديم وبناء حائط اللحد . ووضعته على الصورة الشرعية.
وحين الانتهاء عاد السيد مهدي من الدرس الذي كان يقدمه ونزل الى السرداب, ووجدني اخرج بعض قطع الجص الذي سقط من البناء على مكان نوم الميت ..فقال لي اترك التنظيف الان وتمدد في اللحد لأرى هل يكفي لي هذا المكان. وقال مبتسما نحن عائلة كلنا طوال القامة. وفعلا تمددت وزحفت ولامست بقدمي نهاية اللحد . فطأطأ راسه ووضع يديه على فتحة اللحد. فتحول اللحد الى ظلام دامس .
تراجع بسرعة وسمعته يزجر نفسه وبكى وقال: مهدي شلونك بهاي الظلمة.؟؟ مهدي ماذا ستقول لمنكر ونكير؟؟ وصار يردد اسئلة على نفسه وكثير بكاءه. ثم قال بني اخرج ولا تنظف المكان .. اتمنى ان انظف قلبي حتى الاقي الله في هذا المكان الدامس. وحين تابعت مشهد تشييع جنازته ودفنه في الصحن الحيدري, عرفت ان الانسان لا يدري باي ارض يموت ولا يدري اين يقبر.. السلام عليك يا ابا صالح يوم ولدت ويوم مت ويوم تبعث حيا .. والرحمة والمغفرة لجميع موتاكم . الفاتحة.
https://telegram.me/buratha