زيد الحسن ||.
اصدر القضاء العراقي مذكرة قبض بحق احدى صاحبات المحتوى الهابط ، وفضولي دفعني لقراءة المذكرة ، ودارت الافكار كيف تمكن القضاء من رؤية محتوى هابط وقرر القاء القبض عليه ؟ لابد ان هناك من اقام دعوى ، وتبين انه الحق العام .
جميل جدا ان يكون للحق العام عيون ( عسلية ) ترفض المحتويات الهابطة ، لكن بئس لتلك العيون وهي لاترى ان الحق العام يؤكل من الكتف الى الكتف ، ايها الحق العام بالله عليك دلني اين طريقك القويم ، نحتاجك ان تقف معنا اليوم ، لقد اسقط بأيادينا ونحن نتخبط ونطرق الابواب من دونك ، ايها الحق العام هناك من سرق ارض اطفالنا امام اعيننا ونحن نعض على الاصابع ، هل حقيقي انك موجود ؟، ام ان عيونك اصابها الرمد واستولى عليها هز خصر الغانيات اللواتي تطاردهن ؟.
في منطقة ليست ببعيدة اسمها ( العبيدي ) وفي حيها المتواضع حي ( الرئاسة ) خصصت الدولة قطعة ارض كبيرة لتشييد المدارس لهذا الحي ، وبطريق الصدفة تقاتل على هذه الارض عدة مجموعات ،وخلف النزاع مشاحنات و ( قتلى ) ،مما ادى الى بقاء هذه الارض على حالها لم تدنسها افكار ( العشوائيات ) ، وقد تكون هذه هي الارض الوحيدة التي بقيت صامدة امام رجال ( الغزوات ) الذين يقومون بسبي الساحات والجزرات وبحماية الهمرات ، وهذا الامر جعل سكان هذا الحي يطمعون ان تنشئ لهم الحكومة مدارس على هذه الارض التي هي اصلاً مخصصة لهذا الغرض وفق التخطيط العمراني ، وبدأت المناشدات وجمع التواقيع واصدار الالتماسات تنهال على كل من زار هذا الحي يبحث عمن يلطخ اصبعه بحبر بنفسجي ، وخابت جميع الامال ، وبقيت الارض كما هي ، والتواقيع اصبحت صفراء .
وهذا الاسبوع بدأت الحكومة تتحرك بسلاحها وهمراتها لتحمي هذه الارض ، لكن الجميع يعلم انها قد بيعت وتم تقسيمها ، وما هذه الحماية الا لحماية من استولى على هذه الارض ، وهذا قد تم فعلا بسابقتها الارض المجاورة لها ، بنفس الاسلوب ونفس العديد من الهمرات ، لكن ( الحق العام )حينها كان يرقد في المستشفى فقد اصيب بتليف ( الضمير ) ، وفقد التركيز .
العنوان موجود امامك ايها الحق العام ، والارض باقية الى اليوم ، فنرجوا منك التحرك وتقديم شكواك الى القضاء ، فانت وحدك من يصدقه القاضي ، وهذه الفعلة المتربصه بهذه الارض محتوى (هابط جدا )، بل لايوجد في الكون محتوى فضيع كفضاعته ، انهض وكافح وقل قولك وإنا لقولك لمنتظرين .
ان كان احد الشرفاء وهم كثر بلا ادنى شك يبحث عن دخول الجنة فأن ايقاف هذه السرقة سيدخله الجنة لان فيها كشف الحقائق ،ومصلحة للاجيال التي فقدت مكان التعليم ، والله من وراء القصد ، وعسى ان يكون هناك فعلا شيء يسمى ( الحق العام ) .
https://telegram.me/buratha