د.محمد العبادي ||
إنّ البلدان العربية والإسلامية مستهدفة بإثارة الصراعات الداخلية فيها،وتحريك الخلافات الحدودية فيما بينها ،والعدو لايألو جهداً في الإستفادة من كل ثغرة صغيرة وكبيرة لينفذ منها ويوظفها لأهدافه .نعم إنّها المؤامرة أو (نظرية المؤامرة)وعميت عين لاتراها.
لايمكننا أن نعزل الظروف العصيبة في أكثر من بلد إسلامي عن بعضها ،خاصة وأن تلك الظروف الضاغطة على بلداننا تشكل مصلحة لدول الهيمنة الإستعمارية .
يوم أمس السبت أطل وزير الأمن الإيراني (وزارة الإطلاعات) السيد إسماعيل خطيب من على شاشة (شبكه 3 ) الإيرانية في برنامج بلا توقف أو (بدون توقف )،وتم إستعراض تاريخ عمل وزارة الأمن ،وتعريفها ،وخصائص عناصرها ،ووظائفها ،والأعمال التي قامت بها خلال فترة تصدي الرئيس إبراهيم رئيسي .
وبحسب الإنطباع الذي يتلقاه المشاهد من ذلك اللقاء ؛فإنّ وزارة الأمن الإيراني تضطلع بمسؤوليات خطيرة وحساسة ،وهي المسؤولة عن تنسيق التعاون الأمني بين أجهزة النظام المختلفة ،وهي (تقوم بخمس وظائف هي محاربة الكيان الصهوني ونشاطاته ،والوقوف في وجه نظام الهيمنة ،ومحاربة الإرهاب والتخريب ،والنفوذ والتجسس ،ومحاربة الفساد الإقتصادي وعدم الكفاءة).
ويبدو من كلام وزير الأمن الإيراني أن محاربة النشاطات الخارجية المعادية تستهلك جزءً كبيراً من عمل هذه الوزارة .
وقد عملت هذه الوزارة بجد ويقظة على إستتباب الأمن من دون أن يعرف الناس هوية رجال الأمن ،وأظن أن هذا الإستقرار الأمني في بلد كبير مثل إيران فيها قوميات ومذاهب مختلفة يرجع في جزء كبير منه إلى هذه الوزارة القوية ،وصدق الإمام الخميني(ره)عندما أطلق على العاملين فيها لقب (سربازان گمنام امام زمان أو [ الجنود المجهولون للإمام صاحب الزمان]).
لقد كشف وزير الأمن الإيراني أن الأجهزة الأمنية كشفت وأبطلت مفعول حوالي (400)قنبلة معدة لإستهداف الداخل الإيراني ،منها (40)قنبلة معدة لإستهداف الهيئات والمواكب والتجمعات الحسينية في عشرة محرم الحرام !.
ومن فحوى حديث وزير الأمن فإنّ الجهات التي تقف وراء هذه الأعمال والتي تشكل مثلثاً للإرهاب هي :أجهزة المخابرات (الغربية والمتحالفين معها)،والجهات والمنظمات المخالفة للنظام وبضمنهم القوى الإنفصالية ،والجهات التكفيرية الإرهابية .
ووفقاً لما قاله وزير الأمن فإنّ إيران تعترف بضعف إعلامها المحدود وغير المتكافئ مع إمكانيات العدو الكبيرة بحيث (أن أجهزة المخابرات ومراكز الأبحاث والمنظمات شبه الحكومية في الخارج والتنظيمات المناهضة للنظام قد اتخذت قرارات في نهاية عام 2021م. وعقد أكثر من 50 جهاز استخبارات اجتماعات مختلفة ودربت أكثر من 200 وسيلة إعلامية وأثارت الفتنة والفوضى العام الماضي باستخدام الفضاء الإلكتروني.).
بتصوري المتواضع ان كشف هذا العدد الكبير من القنابل لايتحقق إلا بتكاتف الشعب الإيراني وتآزره مع حكومته وأجهزتها الأمنية، وأن الشعب يأخذ بالتحذيرات الأمنية على محمل الجد ،وبمناسبة هذا الحديث فإنّه يوجد تنسيق بين وزارة الإتصالات والبريد والهاتف، وبين الأجهزة الأمنية وأيضاً يوجد تنسيق بين وزارة الإتصالات والقوة القضائية،وتصل رسائل عديدة إلى المشتركين من قبل الشرطة أو الأجهزة الأمنية والقضائية بضرورة توخي الحذر من بعض الأعمال ،وتعطي تلك الرسائل صورة موجزة عن ماهية ذلك التحذير .إنّهم يزرعون الوعي الأمني في عقول الناس (إعرف عدوك )من أجل أن يعيشوا بسلام آمنين.
https://telegram.me/buratha