عدنان جواد ||
مجموعة العشرين: هي منتدى دولي يجمع الحكومات ومحافظي البنوك المركزية، يجمع (20) دولة والاتحاد الاوربي، تأسست سنة 1999، وذلك بهدف مناقشة السياسات المتعلقة بالاستقرار المالي، وتطورت فيما بعد لتشمل جدول اعمالها، التجارة وتغيير المناخ والتنمية المستدامة والصحة والزراعة والطاقة ومكافحة الفساد، تمثل المجموعة 75% من التجارة العالمية، و 80% من الناتج الاقتصادي، وحوالي ثلثي سكان العالم، تتناوب الدول على رئاسة المجموعة في كل عام، يحضرها قادة الدول والحكومات، يصدر القادة في نهايتها بياناً، يعبر عن سياسات تلك الدول وهي ملخص للاجتماعات التي عقدت طوال العام.
ستعقد القمة في هذه السنة في الهند، وتناقش ديون الدول الفقيرة والناشئة ، وادانة الحرب الروسية والاوكرانية، وقضية التغيير المناخي الضاغطة، ومصادر الطاقة والغذاء العالمي، ولكن عدم حضور زعماء مهمين مثل جي شنغ وبوتين في هذه القمة، قد يعني عدم حضورهما افشال للقمة، او يراد تفوق مجموعة بريكس وشنغهاي على مجموعة العشرين التي تدور في فلك واشنطن، وربما للتخلص من التعرض للأحراج من خلال طلب الدول المشاركة في القمة الضغط على روسيا والصين في ايقاف الحرب في اوكرانيا، وقد صرح بذلك رئيس وزراء بريطانيا بانه سوف يطلب من رئيس وزراء الهند الطلب من روسيا بإيقاف الحرب، فيما يحاول بايدن اثبات الوجود وبقاء الولايات المتحدة الامريكية على عرش النظام العالمي الجديد، وانها تحاول بقاء سياستها السابقة العصا والجزرة، في اسقاط بعض الديون عن بعض الدول الفقيرة، وانها سوف تحاول اصلاح البنك الدولي، ولكنها لا تستطيع طرح البدائل كما كانت سابقاً، ولديها تاريخ اسود في المنطقة وخاصة في الشرق الاوسط، فماذا قدمت الولايات المتحدة الامريكية للعراق وليبيا وافغانستان وسوريا غير الفوضى، وبرغم ان الولايات المتحدة لازالت متسيدة في المنطقة والعالم، لكن الواقع يقول انها اصبحت مسنة ويحكمها رجل هرم يضحك الجميع في تصرفاته غير المسيطر عليها، وان النظام العالمي الجديد في طريقه للتفكك، والبداية في افريقيا ضد سياسة فرنسا وامريكا، ولكن تبقى الولايات المتحدة الامريكية دولة ديمقراطية متعددة الطوائف ، بينما الصين دولة دكتاتورية يحكمها حزب واحد ورجل واحد، وفي كل الاحوال فان القمم لا تعقد فيها الصفقات الا حضورياً، وان بيانها الختامي غير ملزم، وانها تخرج بنفس المفردات والمقررات، فماذا فعلت للتغيير المناخي ، هل قللت الدول انبعاث الغازات ، وهل التزمت الدول العظمى واولها الولايات المتحدة الامريكية بتلك المقررات والبيانات، وخفضت انتاج مصانعها؟!، وهل انتشلت الدول الفقيرة من فقرها !، وهل اوقفت الفساد في الدول التي احتلتها ام هي من سمحت بانتشاره، فاليوم الدول الفقيرة تبحث عن نظام يمنح شعوبها الحياة الكريمة بعيداً عن الهجرة والاستعباد والموت في البحار، ولا يتحقق هذا الا بنظام عالمي جديد يصار فيها التوازن في اتخاذ القرارات الدولية ، ومنع سياسة فرض الحصار الاقتصادي على الشعوب وتجويعها بحجج واهية كتهديد السلم الدولي، وما حدث للعراق من تدمير لبناه التحتية وحصار وتجويع لشعبه، والاستحواذ على حدوده ، ودفع التعويضات للدول التي شاركت في الحرب عليه، فجميع قرارات مجلس الامن كانت لصالح الكويت ، حين كانت الولايات المتحدة الامريكية هي من يتخذ القرار ويصوت عليه وينفذ مقرراته، حدث كل هذا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ، وتأخر الصين عن منافسة الولايات المتحدة الامريكية، فقمة اليوم اختبار لمدى قوة وتأثير الولايات المتحدة الامريكية وبين بداية انهيارها، فالصين وروسيا دول لها ثقلها ووزنها في العالم .
https://telegram.me/buratha