د.أمل الأسدي ||
ربما قد سمعتَ بأحاديث الحب وفيوضاته، وربما قرأتَ بعض الأشعار:
لما علمتُ بأن قلبيَ فارغٌ مِمَّنْ سِوَاك... مَلأتُهُ بهَوَاكَا
وملأت كُلِّيَ منك حتى لم أدع مني مكانًا خاليًا لسِوَاكَا
فالقلب فيك هيامُهُ وغرامُهُ والنطقُ لا ينفك عن ذِكْرَاكَا
والطرف حيث أجيله متلفتًا في كل شيء يجتلي مَعْنَاكَا
والسمع لا يُصْغِي إلى متكلمٍ إلا إذا ما حدثوه بحلاكَا
وربما قرأتَ الكثير عن السمو الروحي والإشراق والتجلي والسهر.. وربما قرأت قول أحدهم مندهشا:
مالهذا النهار يمشي بشمسين؟! ليس كمثله نهار!!
ولكن.. هل شاهدت تجليات الحب بعينيكَ؟
هل رأيتَ الانخطاف والتفاني والهيام؟
ففي السابق؛ كان من يسلك هذه المسالك يعتزل الناس، يعتزل الحياة وضجيجها، يبتعد عن العلاقات البشرية الطبيعية، يسيح في أرض الله باحثا عن المدد!
من علمهم ذلك؟ ومن وجههم؟
لايعنيهم هذا الأمر كثيرا، المهم أنهم سلكوا طريق الحب!
أما في العراق العظيم؛ فستری تلك المشاهد الروحية متناغمة مع الحياة الطبيعية، مع الأسرة، مع الأم، مع الأب...
لم يعتزلوا الحياة؛ بحثا عن السمو!!
بل وجدوا خيراتها مسخرة لهم!
وجدوا الأيام منزوعة الغل والأحقاد، واسعةً بلا منافسة، سهلةً بلا عراقيل!!
قف وشاهد.. ستری سيدةً مبجلةً مع شيبةٍ مباركة، يسيران معا في طريق العشق الحسيني، لاتهمها الدنيا ومفاتنها ولاتهمه الحياة برمتها!!
هما يسيران بكل وقار ومحبة، بكل تسليم، بكل تفان!!
بكل رغبة!!
وكل الباحثين عن طريق المحبة؛ بإمكانهم الالتحاق بهما،
فكل ماعليهم هو عقد النية، ثم الإعلان عن شرعة المحبة الخالصة!!
إنها نية الحب، وطريق الحب، ووسيلة الحب، إنه عروج الحب!!
إنها المودة... إنها:((... قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ۗ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ))
إنها الزيارة الأربعينية...
قد...انتهت وما زلنا علی قيد الحب!
https://telegram.me/buratha