عدنان جواد ||
جمعني على طريق العشق الحسيني بين النجف وكربلاء بزائر ايراني من الاهواز ، حديث طويل ، قال نحن نعاني من الحصار كثيراً ، ولا نستطيع المجيء للزيارة إلا بمثل هذه الزيارة المليونية والتسهيلات من الحكومة العراقية ، وهذه المواكب التي تقدم المأكل والمشرب والمنام وبصورة مجانية وبخدمة قل نظيرها ، قال أنني قبل كم سنة اتيت عن طريق البصرة ، لا حظت تغيير فيها كبير واعمار ، ولكن باقي المحافظات التي مررت بها لم أرى فيها أي تغيير أو تغيير بسيط، مع العلم عدكم خير كثير ولكن لا يصرف في مكانه الصحيح ، قلت له الدولة بقائدها ، كما كنا نقول أيام الخدمة بالجيش ، الوحدة بامرها ، بادلني نفس الراي ولكن أيضاً لديه عتب على البعض من القيادات ذات القومية الفارسية، ولكنه قال أهم شيء بالدولة النظام وتطبيق القانون، ففي ايران رقابة على كل موظف وعقوبة صارمة على كل مخالف تبدأ من الشارع ومستخدمه إلى اعلى وظيفة بالدولة ، وقد لاحظت النظام في المواكب الايرانية ، ففي ابسط موكب وأقل أكله دسومة وأقل اقبالا ، تجد النظام والترتيب ، السرى الذي لا يخترقه أحد ، بينما في المواكب العراقية التي تقدم مالذ وطاب ولكن القوي يحصل على ما يريد والضعيف يستمر بالمسير ، ولفت نظري حبهم لشهدائهم يعلقون صورهم على ظهورهم ، شعارتهم بتعجيل الفرج لصاحب الأمر ، ومواضبتهم على الصلاة وخاصة الجماعة ، نعود للحديث مع الزائر الايراني ، قال لماذا لا تستفادون من الشركات الايرانية ، فحسب ما أعلم إنها هي من تعمل في البصرة ، وهناك الكثير من جماعتنا من الاهواز يعملون فيها ، وأيضا من يعملون في العتبتين المقدستين في مجال الزراعة والصناعة ، قلت له يخوي نحن صارنا (20) سنة ، أمريكا لا تنطينا ولا تخلي رحمة الله تنزل علينا، فهي وضعت عملاىها في كل مفصل من مفاصل الدولة ، وجعلت الاقليم أقوى من المركز ، وابقت ازمات يصعب حلها ، مثل الكهرباء واعادة الصناعة والزراعة للعمل ، والتحكم بالدولار صعودا ونزولا ، وازمة الحدود والمياه ، وبقاء العراق ضعيفا أمام الآخرين ، فهو دائما يعطي من دون أن يأخذ شئ ، فهاهي تركيا تبلغ تجارتها آلاف المليارات ، ولا تسمح بمرور باطلاقات المياه المخصصة للعراق ، وتريد توريد النفط إليها باسعار مخفضة حالها حال الاردن ، والاقليم يأخذ الأموال من المركز ومن دون تسديده من بيع النفط ، وفوق كل هذا يريد البرزاني السيطرة على كركوك وبمساعدة الأميريكان ، فقال لي باستغراب فمالذي يجبركم على ذلك ؟! ، قلت له أي رئيس حكومة وحتى وزير إذا يخالف أوامر السفيرة والاراداة الأمريكية يسقطوه ، فقد خلقوا راي عام ضاغط ، واعلام نافذ ، ومنظمات اخترقت صفوف الشباب ، جعلت البعض منهم يتغنى بالزمن الجميل زمن صدام وهو كان لازال نطفة!، والبعض الذي يطالب بالحرية والميوعة والتخنث ، ولكنه قاطعني وقال لكن ما شاء الله أغلب الزوار من الشباب وترى اكثرهم مؤمنين ، واغلب الذين يخدمون في المواكب هم من الشباب ، قلت له هي هذه نعمة الزيارة الاربعينية ومسيرتها المليونية هي من تعيد التوازن والايمان والصواب لبعض الشباب الذي قد تغره بعض الشعارات الكاذبة ، لذلك خلقوا أساليب وشخصيات منحرفة لتشويه الشعائر الحسينة ، واستهداف المرجعية لآنها صمام أمان العراق ، وأنا بدوري اتساءل الم يحن الوقت وما دام الدولة ساعية بالاستثمار الاستفادة من الشركات الايرانية في مجال الصناعة والزراعة والطرق والجسور ، والتعامل معهم بالعملة العراقية بدل الدولار ، وترك الولايات المتحدة الأميريكية ، فهي دولة اتت لتبقي العراق ضعيفا مستضعفا من قبل جيرانه وفيه جهات فوق القانون والنظام ، واستمرار الفساد ينخر اقتصاده ، وتذهب أموال النفط لجيوب الفاسدين ، فالى متى يستمر هذا الحال ؟، فينبغي الاستفادة من سياسة القيادات الايرانية في التعامل مع الدول وفي المراقبة وضبط النظام والقانون ، وخبرات الشركات الايرانية وهي الأقرب لنا خاصة في الوسط والجنوب ، ومن يريد البرزاني والامريكي والاسراىيلي والعودة للبعث فليذهب لهم ، وأن لا يبقى يخرب ويدمر كل بناء ويحطم النفوس بالتسقيط واشاعة الفوضى واستمرار الأزمات ، والا سيبقى كما قال ذلك الزائر الكريم خير كثير ولكن سوء في التدبير، يبقى مريضنا يعالج في الخارج، وامراضنا كثيرة، ومياهنا وبيئتناملوثة، وزراعتنا وصناعتنا متروكة، وثروتنا منهوبة، وشعبنا يسوده الجهل والامية وانتشار المخدرات، فنحن بلد أول من علم العالم القراءة والكتابة، ونحن بلد الحسين الذي علم الثوار كيفية مقاومة الظلم والانحراف والفساد.
واعتذر بكتابتها في الموبايل لأن ليس لدي لابتوب ، فإن كانت صالحة للنشر تفضلوا بنشرها ، وتقبل الله اعمالكم ورزقكم شفاعة الحسين وشملتكم الالطاف الإلهية بهذه الزيارة الاربعينية.
https://telegram.me/buratha