حسين فرحان ||
أحسبت يا جندري الهوى وسلالة مناحيس الخلقة، ومشاويه الفطرة ومن استودعت فيهم اللعائن أنك قادر على النيل ممن (ينصِبونَ لهَذا الطّفِّ علَماً..)؟
لا والله وأن كدت كيدك.. فراية طيفك الشيطاني هوت ذليلة تحت أقدام من هم الشعار دون الدثار فتأمل وتألم..
هويتنا.. الأذان والصلاة.. وكميل والجوشن وعاشوراء..
هويتنا.. القرآن والعترة..
هويتنا.. الشعائر والمنابر والزيارة..
هويتنا.. سقاية الزائر وعمارة الموكب..
هويتنا.. عقال وشماغ وشيبة ترتدي السواد حزنا وفخرا..
هويتنا.. عباءة زينبية لم تخضع للعلامات التجارية وعالم الموضة الذي يعتاش على أن تكون المرأة سلعة رخيصة..
هويتنا.. طفل بقلب رجل، يستقبل الوافدين الى موكبه بأهزوجة وأرجوزة عاشورائية جنوبية عجزت أُغنيات (طيور الجنة) عن العبث بطورها وأبياتها..
هويتنا.. رائحة قهوة ودلة وفنجان يرن بالكرم أينما حل ضيف الحسين..
هويتنا.. بحر، ونحر، وخطوات يقطعها العشاق من أقصى نقطة في أرض الولاء، ولو كان (راس البيشة) في واحد من أقطاب الأرض لانطلقت الرحلة منه..
هويتنا.. رايات بلون الحزن والثأر والمجد.. حمراء وسوداء وخضراء..
هويتنا.. (أعظم الله لكم الأجر).. وجواب ب(أحسن الله لكم العزاء)..
هويتنا.. (هلا بزوار ابو علي).. يقولها الكبير بصدق الكرم فيرددها الصغير كنغمة جميلة يضيف عليها: (هلا بيهم..)..
هويتنا.. دمعة، ولطمة صدر، وحسرة، ومواساة وجابر، وبِشرٌ، وشام، وكربلاء، ومدينة، وصورة متكاملة لمصيبة ما أعظمها وأعظم رزيتها.. قد وفقنا للإحاطة بها بنحو أصبحنا فيه (أهل المواكب)..
هويتنا.. حسينية وكفى بذلك فخرا.. والأربعينية موسم إبراز هذه الهوية بطريقة خاصة لا مثيل لها في تاريخ الخليقة..
هويتنا الإعصار الذي سيلقي بالهُويات المستوردة الدخيلة الأخرى الى مزبلة التاريخ.. فما عساهم أن يكونوا دعاة الشذوذ هؤلاء وأصحاب مشاريع تحطيم الانسان والعبث بفطرته -بحجة المساواة والحرية- أمام شعب حسيني عريق تلاحظه عيون الرعاية الإلهية كلما ازدحمت الخطوب.
حسين فرحان..
كربلاء المقدسة ١٧ صَفر ١٤٤٥ هجرية/ ٢٠٢٣
https://telegram.me/buratha