د.عطور الموسوي
بعد النهضة الواضحة من غيارى خلق الله في أرجاء العالم وما شكلته من رأي عام يدين (الجندر)ومخططاته الدنيئة المستهدفة لجيل كامل وأجيال قادمة لتخرجهم من انسانيتهم التي كرمهم الله بها على سائر خلقه، لم يقف الآخر مكتوف اليدين وانما صار يزوّق وجه الحقيقة المرعبة بأن يصور اعتراض الخيرين على مخطط الجندر الهدّام بأنهم رجعيون يستهدفون المرأة ليغبنوا حقوقها بالمساواة، وأنهم ينقضون الاعلان العالمي لحقوق الانسان الذي وقعّت عليه دولهم !!
حقوق المرأة يا لهذا الشعار الذي يرفع حسب الاقتضاء، والا ما علاقة حقوق المرأة بتغيير خلق الله! وهل من كرامتها ان يغرر بها لتحرم من حق الأمومة وتأسيس أسرة تسكن اليها وتشبع غريزتها التي فطرها الله عليها من حمل ورضاعة ورعاية وليدها! أم أن من حقوق المرأة أن تتحول الى كلب أو خنزير (أجلكم الله) !!أي حقوق هذه التي تمتهن كرامتها وتقطع نسلها وتملأ وجدانها احتقارا لذاتها!
نعم تعالت الأصوات المؤيدة للجندر مغلّفة إياه بغلاف الدفاع عن مكتسبات النساء واتهمت المعترضين بأنهم يخلطون الأوراق جهلا أو عمدا وأن لا علاقة بالجندر أو النوع الاجتماعي بالشذوذ بل هو جهود المنظمات الدولية وهيئة الأمم المتحدة لإرساء أسس المساواة بين الجنسين (الرجل والمرأة)، ونشر مؤخرا بيانا وقّع عليه مئات من أشخاص نساءا ورجالا عربا واكرادا يعلنون هذا الرأي مع ملاحظة ان قائمة الاسماء فيها تكرار وبعض منها اسماء أجنبية، فضلا عن اسماء ثنائية بدون توصيف !!
وكادت تنطلي هذه الحيلة على البعض، ولكن الله يمهل ولا يهمل، وبمجرد أن أصدرت الحكومة اعماما يمنع تداول مصطلح (المثليين) واعتماد مصطلح (الشواذ) وهي خطوة تحسب لها، نجد أن المفوضية السامية لحقوق الانسان ترسل بيانا للحكومة معترضة على منع تداول المصطلح وتعّده انتهاكا لحقوق مجتمع (الميم) وان مصطلح الجندر لا يقتصر على جنسي الخليقة (الرجل والمرأة) وانما يعنى بكل المسميات الدخيلة على الخلقة البشرية !
وهكذا تساقطت الأقنعة وظهر الوجة القبيح للغرب الذي عمل عقودا على، تسقيط المجتمعات العربية والمسلمة وتسليط الضوء على الجوانب السلبية وتضخيمها اعلاميا سيما وان مواقع التواصل ووسائل الاعلام بيده حصرا مما جعل مقدرات الامور رهن اشارته، وعمل على إظهار بلدان الغرب وكأنها جنات عدن والتركيز على انه مجتمع رفاهية والوصول اليه حلما يراود المرء أينما كان! واخفاء أزقة تضج بالجوع والمخدرات والتشرد وغيرها من انعدام أي مظهر لمظاهر حقوق الانسان التي يزعمونها.
نعم دعموا شذّاذ الافاق ليوّلدوا كيانات جديدة تستهدف القيم النبيلة وتحرّف الدين وتشجع على الرذيلة، وما مسميات الار ..هاب العديدة الا من وسائلهم التي ما زالت آثارها الى يومنا هذا، فضلا عن تمويلها لمنظمات مجتمع مدني واجهاتها انسانية واجتماعية ومرأة وطفولة وغيرها.. وهي تنخر بالمجتمع وتهشم بنيته الاجتماعية بهدوء وتستهدف فئات النساء والشباب تسيّرهم كما يريد الاسياد.
انه صراع الخير والشر القائم منذ بدء الخليقة فلا ريب ان تتشكل آراء متناقضة ولكن المؤسف حقا أن ينتصر الباطل ويخذل الحق لعدم دعمه ونصرته.
5 صفر 1445
21 آب 2023
https://telegram.me/buratha