زيد الحسن ||
بعيني رأيت ذئبا يحلب نملة، ويشرب منها رائق اللبن ، بيت من الشعر للشاعر المتنبي ، اعتقد ان اغلب العراقيون يعرفون قصة هذا البيت ، لان قصته تشبه الواقع الذي عشناه بالامس و نعيشه اليوم .
نسمع كثيراً تصريحات حكومية جميلة ( التسفيط ) خبيثة الواقع ، تتحدث تلك التصريحات عن مشاركة الحكومة للقطاع الخاص ، وفي بعض الاحيان الحديث البراق عن الاستثمار حلو الهيئة مر المذاق ، فما هي تلك الشراكات بين الحكومة والقطاع الخاص ؟ وماهي مشاريع الاستثمار ؟.
في البداية اسأل انا ؛ من هم القطاع الخاص اليوم ؟ هل هن امهاتنا اللواتي انقلب لون عباءتهن الى اللون الاحمر بفعل اشعة الشمس الحارقة وهن يجمعن علب الصفيح من مكبات النفايات ؟
ام انهم شبابنا العاطل عن العمل الذي يدور دور الرحى بين وقفات العمل ( المسطر ) وبين الارصفة يبحث عن لقمة العيش ؟،
ام انهم ابائنا الذين يقفون طوابير امام دائرة التقاعد والرعاية الاجتماعية من اجل بطاقة ماستر ، تشاركه فيها ثلاث شركات تمتص ثلث الراتب ؟،
ام ان القطاع الخاص هم من يسكنون العشوائيات التي تجاور المدن الذين ثقبوا اذانهم ينتظرون اقراط الحكومات التي وعدتهم بتمليك بيوتهم ؟ ام ان القطاع الخاص هم عوائل السجناء الذي فقدوا الامل في اعادة صيغة للعفو عن النزلاء ؟، من يخبرني بالله عليكم من هم القطاع الخاص ؟.
انا سمعت بان القطاع الخاص هم من اغرق المليارات في البنك المركزي ، القطاع الخاص هم من اصر على استيراد محطات الطاقة التي تعمل بالغاز بدل زيت الغاز ، القطاع الخاص هم شركاء صفقة القرن ، القطاع الخاص هم اصحاب المولات ، القطاع الخاص هم اللجان الاقتصادية للاحزاب ، القطاع الخاص هم اصهار الساسة وازواج بناتهم ، القطاع الخاص هم الايادي اليمين لبعض البرلمانيون ، القطاع الخاص خاص فقط ( للحرامية ).
حتى بحجم نملة لم يعد التشبيه ينفع، لقد طفح الكيل من شربكم لدماءنا ، وانطبق الوصف عليكم تماماً بانكم ذئاب يا اشرار ، وبعيون كل العراقيون رإينا الساسة تحلب الشعب العراقي ويشربون رائق الدمِ ، رحمك الله ايها المتنبي .
https://telegram.me/buratha