كلمة الأم كانت واحدة من أعظم الكلمات التي تثير الدفء والاطمئنان والرأفة والرحمة والحنان في قلوب الناس، لا سيما في اوقات القلق والارق والاضطراب، سيّان في ذلك الصغار والكبار، ولكن هل تصدق أنّ هذه الكلمة أصبحت ممقوتة ويجري العمل على ازالتها وإبدالها بمصطلحات مقرفة ومقززة؟ والسر في ذلك يعود إلى منتجات الجندر ومخرجاته.
فبعد أن أخرجت الأنوثة من محيطها العلمي البايولوجي واستقرت في انطباعات الانسان عن نفسه، فهو الذي يحدد انوثته او ذكورته وليس جهازه التناسلي والعظمي، واجهت المتحولون الجنسيون Transgenders مشكلة الأمومة وكيف يتمكنون من حلّها، وهذا أمر لا مجال لتخطيه، فهم بطبيعة الحال لا يستطيعون الحضانة والحبل وما إلى ذلك، فالذكر الذي يتحول الى انثى وان تزيى بزي الإناث غير انه لا يستطيع التملص من أوهامه عن نفسه ليتحول إلى أم، ولذلك بدأ هؤلاء ينظرون إلى الأمومة بنظرة مثيرة للقرف، فمثلاً ترى أن نائب وزير الصحة الامريكي الذي تحول بفضل الجندر إلى أنثى وتسمى باسم انثوي: راشيل ليفين طالب بحذف كلمة الأم ضمن تصنيف النوع الاجتماعي والاشارة إليها بعنوانها من ذوات البيض أو المنتجة للبيض ليس إلا، كما ذكرت صحيفة الواشنطن بوست وقناة فوكس نيوز قبل يومين ١٦/ ٨/ ٢٠٢٣.
ما من شك أن هذا لن يكون السهم الأخير في كنانة عالم الجندر، ولكن ترى إلى أي مدى سيحاول الشذوذ العقلي أن يتمادى في توغله في عالم اللهاث وراء إلغاء هوية الإنسان وتحويله إلى مسخ؟
منذ أن نزل القرآن الكريم كان المسلمون يعرفون أن حضارة الشيطان ستؤدي إلى تحويل الإنسان إلى مسخ حينما قال الله جلّ وعلا وهو ينقل عن مبتغيات الشيطان وعبّاده: وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ (النساء: ١١٩)، إذا كان الأمر بهذه الطريقة فعلينا إذن أن نترقب بقية مما ستنضح به ثقافة الشذوذ والعته الفكري وهي تتربى في أحضان العلمانية الملحدة
https://telegram.me/buratha