د.أمل الأسدي ||
أغلب الحروب لا منتصر فيها، ولكن لابد فيها من معتد!!
تخبرنا وثائق مجلس الأمن الدولي أن العراق يتحمل مسؤولية الاعتداء علی إيران كما ورد في الوثيقة رقم 23273، بتأريخ 9/12/1991 ومع ذلك نجد بقايا ماكنة هذه الحرب يحاولون تضليل الشباب بأوهامهم وعقدهم الطائفية والقومية!!
وهذا ناتج عن تساهل الدولة معهم، وناتج عن غفلة الدولة وضعفها في التوثيق الفني لتلك الحقبة المظلمة، فمن ينشر فرحا مبتهجا بيوم النصر الكاذب؛ هو شريك معمن عرّض العراقيين لكوارث الحرب من فقد وفراق وخوف ورعب وجوع!! هو شريك في جرم تعذيب الأمهات وسرقة أولادهن تارة ً بالمعارك، وتارة بفرق الإعدام، وتارة بملاحقة الفارين من العسكرية وإعدامهم أمام ذويهم وعند أبواب بيوتهم!!
فكيف يتعرف الشاب علی فداحة ما كُنا نعيشه؟
هل جرب وسمع(اليبو) وقت الغروب؟ هل رأی سيارةً تحمل تابوت العزيز؟
هل ذاق طعم اليتم؟
هل رأی أمه تتحسر علی معرفة مصير ابنها حتی وإن كان ميتا؟ هل شعر بمدی الظلم وهو يفقد أباه بينما تحتفل عائلة السلطة بعيد ميلاد ابنتهم " ويتمرگصن نسوانهم" علی صوت سعاد عبد الله؟!
هل جرب الحياة المليئة بالحقد واللؤم والتمييز الطائفي؟
هل يعلم أن مصير " عبد الزهرة وحيدر وعلي وعبد الحسين وعبد الأمير وحسن وحسين.." الموت الحتمي اذا نفذوا الأوامر وكانوا في المقدمة وإذا تراجعوا ونفذت بهم فرق الموت قرار الإعدام!!
الحروب لامنتصر فيها، هنااااك في السماء طيارٌ من العصبة الحاكمة يقصف الشعب الإيراني ويضرب المناطق السكنية، فتعلو أصوات الاستغاثة: يا علي... يا أبا الفضل!!
وهناااك يقود الطيارة طيارٌ إيراني، يقصف مواقع الجنود العراقيين، فيعلو صوت: يااااعلي... يابو فاضل!!
هذا المعنی تشعر به وتحرقك نيران الأسی، فتجد روحك الإنسانية معذبة علی شباب أكلت حياتهم الحربُ وأيتمت عيالهم، وتعود ذاكرتك الی بيوت العراقيين المفجوعة والتوابيت التي نردد حين نراها ما قاله الشاعر العراقي سعدون قاسم:
بـــــس تــــــعالوا!
ولن يعودوا!!
رحلوا وامتلأت المقابر بهم، ولم يبق لنا إلا أن نلعن الحروب، ونلعن من دمر العراق وضيع خيرة شبابه!!
ولم يبق لنا إلا أن نبث الوعي ونتمسك بحريتنا التي نتنعم بها الآن، ونلقم من يتبجح بانتصارات الموت الطائفي القومي حجرا، ولم يبق إلا أن نطالب بإنفاذ القانون ومعاقبة كل من يروج للبعث ولأيامه السوداء!!
https://telegram.me/buratha