المقالات

أسرار نجاح السوداني


واثق الجابري ||

 

يُقال في أحيانٍ عديدة: إن عدم  نجاح رئيس مجلس الوزراء وتعطيل معظم مفاصل الدولة، ناجم  عن أسباب لا يتحملها لوحده، بل الكتل التي دخلت في الحكومة هي سبب رئيس، ناهيك عن الأسباب الأخرى التي لا تقل عنها،  وتقاطع المصالح يدفع القوى السياسية الى استخدام السبيلين في تعطيل الحكومة، وهذا الأمر تلاشى في حكومة السوداني، لأنه خط طرق مختلفة تتجاوز المعرقلات.

انبثق تشكيل الحكومات السابقة، من اتفاق سياسي مرحلي لا يرقى الى التحالف، سرعان ما ينهار بعدها، وتنقسم المصالح الحزبية الى مقاطعات وتقاطعات، بعضها يقطع طريق الآخر والحكومة، وأصبح أدوات مكملة للروتين والبيروقراطية  وجهل الإدارة التي تتحكم بالمؤسسات، وتنفيذ أيّ مشروع  طبيعي يحتاج المرور بعدد من  وزارات ومؤسسات، تخضع للمزاج السياسي والشخصي، ناهيك عن المزاج الموجود داخل  الوزارة والمؤسسة نفسها، التي اصبح فيها الفاعل السياسي أقوى من الإداري.

خَطا السوداني  خطوتين بخطين متوازيين؛ أولاهما  بتوثيق العلاقة مع التحالف الذي جاء به وهو الإطار التنسيقي، وتحالف إدارة الدولة  الذي يضم معظم القوى السياسية، والثانية  بتجاوز الروتين والبيروقراطية والاصرار على تحسين الجانب الإداري، بما ينسجم مع البرنامج الحكومي  الذي حدده بأولويات هي الأهم، لرسم ملامح مرحلة ناجحة والتخطيط لمستقبل استراتيجي، وأشرف بنفسه على التطبيق، قناعةً منه  أن المتابعة أهم من وضع الخطط، وأخذ تخويلاً  كاملاً من القوى السياسية، التي تطلع بشكل دوري على خطوات الحكومة.

إن المميز في عمل السوداني، أنه لم يتحدث عن خطواته سياسيًّا، سواء كان للتعبير عن خلاف أو لتبرير فعل، ولم يُشِرْ حتى تلميحاً  الى الاختلاف في وجهات النظر، وإن تقاطعت في أحيان قليلة، فذاك منوط بحديث الغرف السياسية والادارية البعيدة عن الإعلام، وجعل الحكومة كالماكنة التي ننتظر إنتاجها اليومي على مدار الساعة، وركز في قضايا تخدم المشاريع ، فيما استمر بالمتابعة الشخصية ورصد الخلل، والتعاون مع القوى السياسية وسماع صوت الجماهير، من أجل تجاوز عراقيل العمل الحكومي.

استطاع السوداني كسب ود الشارع، من خلال خطوات ملموسة في الواقع، ولم يتحدث عن وجود تركات أو مشكلات سابقة لا يمكن حلها، ولم يبحث عن تعليلات تبرر  تلكّؤ العمل الحكومي، وأسس لاستقرار سياسي  غير مسبوق، وتحمّل وحمّل معه القوى  السياسية مسؤولية الاصرار على نجاح البرنامج الحكومي،  وصار واضحاً  وجود حكومة تعمل بجد، وتنطلق من ائتلاف حاكم،  شرعت بوضع حلول للقضايا  الآنية، وتؤسس الى أخرى استراتيجية.

 

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك