المقالات

منهج خلق الازمات


المحامي عبد الحسين الظالمي ||

 

هل يعقل احدا صاحب بصيرة ونظرة على ما يجري في العراق ان هذه الازمات المتتالية  تقع مصادفة بشكل عشوائي يفرزها الواقع و إرهاصات الوضع السياسي؟   . حيث  لايمضي  اسبوع او اسبوعين  لا ونحن اما دوامة من اللغط

والجدل والمواقف المتشنجة والمظاهرات والمزايدات  حيث يمكن  احصاء ما لا  يقل عن اربع او خمس ازمات او افعال او احداث   خلال الشهر الواحد تجعل الشارع يغلي  ومنقسم ثم تغادر وكأن شىء لم يكن ، اين ازمة حرق القران ؟  اين ازمة  سرقة القرن اين ازمة الجندر اين ازمة الحدود مع الكويت ؟ اين نتائج الازمات السابقة وهكذا دواليك ؟ .

هل فعلا ان هذه الازمات وليد ة ظروفها  ؟ ام ان هناك جهات تقف خلف خلقها وإظهارها  الى الواقع ؟ والجواب من وجهة نظري هو .

اولا . بعض الازمات تحدث وليدة ظروفها فعلا

ولكن يوجد من يتصيدها ويعمل على توظيفها

لخدمة هدف ما يقصده  وبالتالي هناك جهة ما او جهات تخطط دائما لاستثمار هكذا احداث .

ثانيا . الذي يخطط للاستثمار الازمات  وتوظيفها وجد نفسه امام  فراغات  قد تطول بين ازمة واخرى

لذلك انتقل الى مرحلة التخطيط لخلق او افتعال الازمات  مع استمرار الرصد لما يحدث  لذلك نرى ان الذين يقفون خلف اختلاق تلك الازمات  لم يتركوا الشارع شهرا  واحدا بدون خلق او تفعيل ازمة حتى ولو كان اساسها حدث بسيط   ، طبعا ترافق تلك الازمات احداث مختلقة اخرى ربما تكون اقوى او اقل من الازمة او الحدث المختلق .

ثالثا . كل الذي ذكر اعلاه يحتاج الى ادوات منها البيئة المناسبة  ووسائل الرصد ووسائل تفعيل ونشر هذه الاحداث ثم وجود جمهور يستقبل

بدون تمحيص ما يعرض عليه وللاسف كل هذه الادوات والوسائل متوفرة في الحالة العراقية  من بيئة سياسية تساعد على نشر الخلافات واستثمارها  نتيجة الانقسامات السياسية الموجودة  ووسائل اتصال تساعد على نقل وتضخيم الحدث بقصد او بدون قصد حتى ان خبر بسيط يمكن ان يتحول الى حدث كبير وقصة ليس لها بداية ولا نهاية سوى  انها تظهر وتختفي 

وجمهور مسيس واخر منفعل وثالث  ناقم ورابع

 يبحث عن الطشة والشهرة  وخامس مغفل ونخب عاجزه عن فرز الحقيقة وحكومة عاجزة عن الردع  كل ذلك يجعلنا نقول ان من المستبعد ان تكون كل هذه الاحداث  بدون غرفة مظلمة  ترصد وتفعل وتخلق هذه الاحداث منها غرف داخلية تعمل الى توظيف هذه الأحداث لصالح مشاريعها وخططها ومن هذه الجهات حيتان الفساد الملونه باللوان المال والسياسة والتي تريد ان تعيش في اجواء قلقة تساعدها على مزيد من الكسب السياسي والمالي وهناك جهات اقليمية وخارجية تخدمها الاوضاع المضطربة في العراق لاسباب منها سياسية ومنها اقتصادية ومنها امنية  ومنها عقد نفسية اتجاه عراق قوي . طبعا هذا الحالة ترافقها مشاريع تدمير اخرى

من المحتوى الهابط الى اشاعات بعض السلوكيات والافكار الى خلق الازمات الاقتصادية ومنها ازمة الدولار .

وامام هذا الواقع وغياب سياسات الحد مما يجري وتجفيف اسبابة وعدم وجود سياسة ردع  وقوانين معالجة الوضع الاكتروني النتاتج من التطور الالكتروني لوسائل الاتصال  كل ذلك يجعلنا نرى ان  الاوضاع تزداد  سوء وليس العكس  وعلى اثر  ذلك تزداد  الاثار النفسية والاقتصادية على طبقات واسعة من الشعب  التي اصبحت ضحية  لما يجري 

من دمار للعقل والسلوك والقيم  للمجتمع

حيث اصبح العقل الجمعي هو الذي يوجه الامور وجهتها حتى اصبحنا نشكك هل فعل هذا جمل ام ناقة ؟ رغم ان البعض يدعي انه يعرف  كل اصول

وسلالات هذا النوع  رغم ذلك هو ايضا   اول ضحايا هذه المعمعة لان السفينة عندما تغرق سوف يغرق الجميع حتى وان استطاع الهرب الى سفينة اخرى فالضياع والتيه مصيره لا محال ، ونقمة الله  ودماء الشهداء والصالحين تلاحقه  حتى وان فر الى السماء .

والله قادر على كل ظالم ومتجبر وفاك اثيم .يساعد على ان يبقى هذا الشعب يعيش هذه الدوامة .

7/8/ 2023

 

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك