المقالات

من شهداء الكلمة الحسينية الشهيد عباس جبار العارضي الكاظمي١٩٥١- ١٩٨٤            

572 2023-07-20

د.أمل الأسدي ||

 

وكأنّ صوته مازال يجذبك وأنت تسمعه ينشد:

طولنه الغياب                      وردينه بمصاب

         من اليسر ياحسين اليوم

           مابين الگبور انحـــوم

مانسمع اجواب                      ردينـه بمصاب

 

عُد إلی صوته... حيث الكاظمية، وتصفّح شناشيلها، استمع لوقع أقدام  الآباء صباحا، واملأ رئتك بمحبة الأمهات المشتعلة مع الحرمل في غُرّة اليوم، حياتهم بسيطة وعميقة، وتعلقهم شديد بالكاظمية، فكل مكان لايعادل(الولاية) كما يسمونها!!

هناك.. المساحات معطلة، والمسافات صامتة، فلاتفرق بين بيت صغير وآخر كبير،  فالمقاييس هنا مختلفة، تحددها المحبة والطيبة والولاء!

  وأجمل منظر وأفخم مكانٍ في العالم، قد لايستبدله أهلها بظهرية جميلة تفوح منها رائحة" الشيخ محشي" وتعلو من صوبها ضحكات الأطفال وأصوات أفراد الأسرة المجتمعة!

 هناك  في الكاظمية؛ كان حديث كبارها وكبيراتها كله حكمة، وحديث شبابها ينثُّ وعيا وثقافةً وشعرا!

هناااك حيث صوت الشاعر فاضل الصفار، والشاعر مجبل التميمي ، والشاعر السيد صادق الاعرجي ، والشاعر جابر الكاظمي، والشهيد الشاعر السيد علي الموسوي، و هو الصوت الأهم،  رفيق الداعية الرادود  عباس جبار العارضي حتی نهاية رحلة التحدي والعطاء

...هناك كان الطغاة يرتعدون من الكلمة الحسينية، كانوا يحاصرون ذاكرتها!! وكان الشعراء والرواديد لايتنازلون عن كلمتهم الحسينية ومنهم:  الرادود عدنان الطيار ، والرادود وطن، والشاعر علي التلال ، والشاعر عبد الرسول محيي الدين...الخ

إذ كانت المواكب عامرة الذكر قبل أن يلاحقها نظام المـوت البـعثـي ومنها:

موكب طرف الأنباريين ، موكب آل ماجد ، موكب طرف البحية ، موكب الزراعة، طرف العكيلات ، موكب الإمام المنتظر، موكب الإمام الحسن، موكب جمهور الكاظمية

...الخ

أيها المنبر الحسيني الجواد، ماذا كتبتَ في سجلاتك؟ وبأي وسيلة كفكفت دموعك؟ وكيف نرد جميلك؟

حفظت فطرتنا.. هويتنا.. قلوبنا... إنسانيتنا.. بقاءنا!!

كنت شاهدا علی صوت الوعي، ووعي الصوت المسافر في عروق التأريخ، العائد في أوردة المستقبل!

هنا الكاظمية، هنا كان الداعية المظلوم الرادود عباس الكاظمي العارضي(أبو زينب) يدون اسمه: شهيد المنبر الحسيني..

غيبوا أنفاسه، وأرادوا إخماد صوته الحسيني؛ ولكن صوته بقي وارتفع وأثمر رغما عنهم!

داهم الجلاوزة منزله عند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، بتأريخ ١٧ / ١٢/ ١٩٧٩م، الموافق ٢٥ من المحرم الحرام ١٤٠٠هـ واعتقلوه ثم أعدموه!!

أُتلفت مكتبته الصوتية والورقية خوفا من مداهمات البعــث الأخری كما يذكر أخوه الباحث(محسن جبار العارضي).

لقد رحل إلی جنب من أحبه وآمن به...ولم يمض  علی زواجه  إلا بضعة شهور، وقد شاء الله أن يكون اسم زوجته" نضال" "نضال عبد الحسين عبيدة" لتناضل في حياتها وتتحمل أوجاعها، وتعاني ويلات الفراق وآلام المرض، وشاء الله ـ أيضاـ أن تكون له ابنة، اسمها"زينب"

 بعد هذا يا أحبة، هل سمعتم بقصصننا الحسينية؟

إنها  وباختصار:  عباسٌ ونضالٌ وزينب!!

وكأن شهيدنا كان يعلم أنه الوداع، فقرأ آخر ليلة في جامع الرسول في الكاظمية المقدسة:

نودعچ يا زينب

  هالليلة الوداع

 

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك