قاسم العجرش ||
من المؤكد أن الإنتخابات المحلية القادمة؛ لن تغير المعادلة بشيء يذكر، وهي كما هو معلوم إنتخابات محلية، تعنى بمجالس المحافظات، هذه الحلقة الزائدة في معادلة الحكم، والتي حذفناها من قاموس العملية السياسية العراقية لعدة سنوات، دون أن يحدث ما يعكر صفو ديمقراطيتنا المفصلة على قياس المحتل الأمريكي..
لقد تعود المواطنون على اختيار مرشحيهم ،على أسس بعيدةP عن كونهم قادرين على تلبية مصالحهم ، وأصبح نجاحهم أو فشلهمK هو الآخر لا علاقة له بكفاءاتهم، لأنها لم تكن أصلا معيارا لاختيارهم من قبل المواطن.
إن نجاح مرشح ما في هذه الظرفية، لا يعطي أية دلالة على كونه هو الأمثل، على الرغم من أن هنالك من سيفرح ويمرح، لنجاحه ومن سيكتئب و يحزن في الطرف المنافس له.
هذا كله لا يعني بأننا لا حظ لنا في أن نجد "المستبد العادل"، الذي قد ينقذنا لكننا لم نتخذ له سبيلا.
إن تكلفة الإتستحقاقات الديمقراطية، التي تزيد الأزمة عمقا في بلد مضطرب كالعراق، تسوده قيم الشعبوية والجهل والغبن باهظة جدا. وهذا الأمر سنعيشه بعد سنة او اكثر فى الإنتخابات النيابة القادمة، التي ستواجه هي الأخرى مشكلات لا حصر لها، أولها التشكيك بشرعيتها ومشروعيتها، وعدم الإعتراف بمخرجاتها من قبل طيف سياسي واسع، وسنسمع مطالبات جدية بعدم الإعتراف بها، وسيلقى ذلك صدى دوليا بالتأكيد، خصوصا ان "دولة كوردستان" باتت في الفق المنظور!
قبل الشروع بالإعداد للإنتخابات المحلية، التي ستؤسس للإنتخابات النيابية القادمة، والتي تعد تمرينا عليها، كان من الأجدر بنا، أن نقف وقفة جادة، لتقييم هذا المشهد الكاريكاتوري المكلف، المسمى بالديمقراطية، التي لم تسهم على مدى عشرين سنة، في تطوير وتنمية بلادنا، ولعل استغلال الأموال الضخمة التي تصرف على الإنتخابات، ما يغنينا عن الإقتراض الخارجي، إن تم إنفاقها حقا في التعليم الصحة والبنية التحتية.
أليس من الأجدر بنا؛ أن نطالب بانخراط الأحزاب السياسية، والمثقفين والفاعلين السياسيين والسلطة، في بناء أسس تمكن المواطن؛ من المشاركة الجادة في الديمقراطية الحقيقية، بعيدا عن إنتاج أوضاع سياسية مضطربة على الدوام، نحاول أن نلوكها باسناننا، فنكتشف أنها لحوم غير مطهية جيدا..!
نحن اليوم أمام تحد كبير، خاصة إذا أخذنا بعين الإعتبار، بقاء الإحتلال الأمريكي الأطلسي جاثما على صدورنا، والمشاكل السياسية والأمنية المستعصية في المنطقة، وفي المناطق المؤثرة في منطقتنا، وانعكاسات تراكمات الحكامة السيئة، التي خلفتها الأنظمة السابقة على نمو بلادنا.
كلام قبل السلام: نتطلع إلى اختيارات سياسية شجاعة، قد تحدث قفزة نوعية في مسار ديمقراطيتنا البائسة، توصلنا بها إلى برِّ الأمان، خصوصا إذا أعترفنا أننا شعب لا يحب الديمقراطية، ويقوده ساسة لا يؤمنون بالديمقراطية، بل يؤمنون بآلياتها، لآنها توصلهم الى السلطة وحسب، وهذا هو المطلوب عندهم، وعند هذا الحد فقط، تنتهي علاقتهم بالديمقراطية..!
سلام..
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha