حسن كريم الراصد ||
رصيفا كان مكبا للنفايات تمكن عمار من تحويله الى مكتبة هي الوحيدة في المدينة يرتادها الشباب ينهلوا من نبع ثقافتنا وغدير عقيدتنا ونحن نخوض حرب قيم بعد أن زحف العدو الى بيوتنا وباتت الاسرة ساحة معركته مستغلا الخواء الفكري الذي بات سمة العصر لم يعجب بلدية المدينة ذلك فراحت تجعجع به بين حين وآخر تاركة مطاعم الفلافل المتجاوزة على رصيف شارع الداخل ومتغاضية عن كوفيات الأركيلة التي سحقت رئة الصبيان والتي أصبحت مركز تأهيل يرسل الشباب نحو غياهب الحشيش والكرستال وصامتة أمام تجاوزات الحواسم وما يباع من اراضي الدولة تبنى عليها بنايات ومولات وساحات وقوف وغسل للسيارات . تركت كل ذلك وجعلت نصب أعين مفتشيها مكتبة تبيع القيم بحجة التجاوز على الرصيف .. سبحان الله ونعوذ به من زمننا الذي كان العدل فيه يفصل على مقاسات معينة فيغض الطرف عن بيوت تمددت على الارصفة وجعلتها حدائق لها ولكنها تطبق القانون على مكتبة في زاوية مهملة لولا المكتبة لأصبحت مكبا للنفايات .. أنه العدل الصارم الذي يتحول الى ظلم صارم يقطع أرزاق الناس ولا يوفر لهم أسباب الرزق والمعيشة .. أنه القانون الذي تستباح به الاراضي والارصفة لتتحول الى أماكن تشوه المدن ولكنه يتوقف عند كشك تباع فيه القيم في زمن اللاقيم .. أتمنى على مسؤولي دائرة البلدية تفهم هذا الامر وترك مكتبتنا الوحيدة والتي تعد متنفسا لنا بعد أن صادر المتثيقفين سوق المتنبي ...
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha