السيد محمد الطالقاني ||
السيدة طوعة رحمها الله كانت جارية للأشعث بن قيس ، ثم أعتقها فتزوجها أسيد بن مالك , والاثنان كانا من خصوم أهل البيت عليهم السلام , لكن عداء هذين الزوجين لأهل البيت عليهم السلام لم يؤثر على ولاء هذه المرأة المؤمنة, بل جعلها تتحمل المسؤولية, فقامت بما لم يقم به الرجال في ذلك الوقت العصيب.
لقد كان للسيدة طوعة رحمها الله دورا في حماية سفير الامام الحسين عليه السلام, حيث قامت بواجبها في نصرة الحق , وتعرضت من اجل هذا الموقف الى الاعتقال وهدم دارها من قبل طاغية عصرها الاموي.
لقد أثبتت السيدة طوعة رحمها الله لكل الاجيال أن المواقف العظيمة والخالدة ليست حكراً على الرجال, فاستحقت أن يخلّدها التاريخ, وتصبح جزءاً من ملحمة الطف الخالدة, وذلك من خلال موقفها في حماية سفير الإسلام مسلم بن عقيل عليه السلام, فلا تجد اليوم كتاباً يتحدث عن ثورة الامام الحسين عليه السلام إلا ويذكرها, كما اقترن اسمها مع اسم بطل الكوفة مسلم بن عقيل عليه السلام ليسجل التاريخ لها مواقف بطولية لن تنساها الاجيال على مر الدهور.
واليوم المراة العراقية وهي تواجه الغزو الثقافي الاستكباري الذي تتبنى افكاره امريكا من خلال مسخ هوية المراة الحقيقية, وتحويلها الى لوحة للاعلانات والدعايات والمتعة , لذا يجب عليها أن تعي دورها الحقيقي ولا تخشى في الله لومة لائم , وأن تكون بمستوى القوة في مواجهة كل تلك الأفكار المنحرفة والمسمومة, وتثبت للرجال انها قادرة على أن تكون طوعة زمانها.
فسلام عليكي سيدتي طوعة يوم ولدت ويوم رحلت ويوم تبعثين
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha