زيد الحسن ||
قبل أشهر بدأت الاحزاب الكبيرة بتشكيل حركات سياسية تحت اسماء وعناوين جميلة ترمز في غالبيتها الى الوطنية و النزاهة وحب وعشق الوطن ، بما يفسر ان تلك الاحزاب تعلم علم اليقين ان مسيرتها السابقة كانت تنافي هكذا مفاهيم ، وزجت ايضا داخل هذه الحركات شخصيات شبابية جديدة لم يسبق لها الظهور السياسي ، وايضا هذا دليل ان الشارع العراقي لم يعد يرى ان هناك املا في الطبقة السياسية المجربة .
النخب الوطنية هي الاخرى قد جربت الانسلاخ عن قوائم الساسة الكبيرة ولم تحصل على شيء يذكر ، بل انها لم يكن لديها اي صوت مسموع او مؤثر في مجريات كواليس السياسة ، بل انها كانت تحترق يوماً بعد يوم بسبب قربها من الطبقة السياسية ، هذا طبعاً مفهومنا نحن بسطاء القوم ، فلدينا مثل قديم نستحضره بهكذا موقف ، ومثلنا يقول ( لاتربط الجرباء حول صحيحة خوفاً على الصحيحة تجرب ) باستبدال اماكن الصحيحة والجرباء ، ولابد لنا من القول اننا لم نعد نرى اي صحيحة نعقد على ناصيتها الامل .
من باب الاستطلاع الشخصي اخذت على عاتقي اسأل كل من اصادفه ، هل ستشارك في انتخابات مجالس المحافظات ؟ ، لم استغرب الاجابات ولم تكن تخالف توقعاتي لكنها كانت مؤشر خطير على بقاء الحال على ماهو عليه ، فلن تقف القوى السياسية مكتوفة الايدي في حال عزوف الشعب عن الحضور والمشاركة بل انها قد اعدت العدة ورسمت الطريق وجهزت ومكنت البعض لتنفيذ الخطط البديلة التي تصب في صالحها ، هنا متاكد انا ان الامر لن يغير شيء البتة ، والطبقة السياسية باقية و قابضة على الوضع السياسي بمخالب صقر .
الاجابات على سؤالي ( العفوي ) جداً هل ستنتخب ، كلها كانت ؛ من الذي سانتخبه و ( ليش ) تفسير هذه الكلمة يعرفه كل عراقي هي كلمة اشد عمقاً و وجعاً من كلمة لماذا مع انها لنفس المعنى ، نستخدمها احياناً للتوبيخ والتحذير معاً ، واحياناً للاستغراب الكبير ، ومن في قلبه حيف من الطبقة السياسية سيعرف ماذا يقصد العراقي حين يقول ( ليش انتخب ) ، العراقي يشير بكل حرف ، وبكل دندنة الكلمة انه لم يحصل على شيء ، بل انه كان اداة للمتاجرة ، وكان ضحية لكل مؤامرة ، وكان ادات للالعاب الخاسرة ، دمه وماله وعرضه لم يصان ، وكان وما زال لايشعر بالامان ، فدعونا الان عن الكف عن حديث الوطن والاحضان .
ساذهب للانتخابات بدافع ان احرق ورقتي او ادون عليها ملاحظة ؛ لقد استنفذت معنا كل الحيل في سابقات الايام ، اليوم عليكم الانتباه جيداً ، اجعلوا المواطن يعلم سبب انتخابكم ، حينها ستسمى انتخابات وستشعرون بلذة الفوز بها .
https://telegram.me/buratha