المقالات

كورد وعرب ..!


محمد عبد الجبار الشبوط ||

 

حان وقت المصارحة العربية الكردية، ومناسبة المصارحة رسالة الرئيس مسعود البارزاني في ١١ حزيران الجاري والتي قال فيها من بين امو اخرى مهمة: "أن إقليم كوردستان هو ملك للشعب الكوردستاني". علي ان اذكر الاستاذ مسعود وبقية الاخوة الاكراد، من ضمن المصارحة، بموقفي من القضية الكردية، وهو موقف موثق ومكتوب ومنشور منذ اوائل التسعينات على الاقل، وخلاصة موقفي انني مع حق الشعب الكردي في تقرير مصيره. وقد قرر الشعب الكردي مصيره ضمن دولة اتحادية هي العراق. وهذا موقف لا يتطلب الفزع عربيا، ولا الغضب كرديا. فالاكراد من الناحية القومية شعب مثل الشعوب الاخرى كشعب سكوتلاندا. يحق لهم ما اقرته الشريعة الدولية على اقل التقادير. وعلى هذا الاساس تمت كتابة دستور ٢٠٠٥ بمشاركة عربية كردية، وصوت عليه الكرد بالموافقة بفرح وسرور لانه قدم لهم اقصى ما يمكن تقديمه في دولة اتحادية منذ قيام الدولة العراقية الى اليوم.

والدستور في مثل هذه الحالات (كما في الدستور الماليزي والدستور السويسرى على سبيل المثال) يكون وثيقة لتسهيل الاندماج بين "شعوب" الدولة الاتحادية على اساس وحدة الوطن، ووحدة المواطنة. لكن مواد الخلل في دستور ٢٠٠٥ والممارسات اللاحقة جعلت منه وصفة للتقسيم والانفصال اكثر منه وصفة للوحدة والاندماج. اذا كان الدستور ينص على الاتحادية او الفيدرالية، فان الواقع يقول شيئا اخر. الوضع الحالي ليس فيدراليا، انما هو فيدرالية مشوهة باتجاه الكونفدرالية ومن ثم الانفصال. وهذا ليس وضعا يقره الدستور ولا العقد الاجتماعي الحاكم.

الخطورة تكمن في جملة السيد مسعود البارزاني التي سوف اذكرها مرة اخرى:"أن إقليم كوردستان هو ملك للشعب الكوردستاني". هذه من المسائل المهمة والشائكة. فهل يعتبر السيد مسعود البارزاني كردستان جزءاً من العراق ام لا؟ فاذا كانت جزءاً من العراق فهي ملك كل العراقيين وليست فقط ملكا للاكراد فقط. واذا كانت ملكا للشعب الكردي، فهل اكراد تركيا وايران وسوريا شركاء في هذه الملكية؟ وباي حق يكون مواطن كردستانيا رئيسا لجمهورية العراق؟ واذا قال اهل البصرة ان البصرة ملك للبصراويين ووافقناهم على ذلك فهل سيكون نفط البصرة ملك لاهل البصرة فقط؟ لهذا اقول ان هذه المسألة خطيرة، واتمنى من السيد مسعود البارزاني ان يصحح هذه العبارة. انني اطمح ان يركز السيد مسعود البارزاني ومعه العقل السياسي والشعبي الكردي على مفهوم وحدة الوطن وهو العراق من ضمنه اقليم كردستان، ووحدة المواطنه ومن ضمنهم المواطنون الاكراد، والا تسيطر ثنائية العراق وكردستان على الاذهان بعد ان تحرر العراق من الدكتاتورية واصبح دولة اتحادية على اساس وحدة الدولة ووحدة الوطن ووحدة المواطنة.

كردستان جزء اصيل من العراق حالها كحال البصرة والانبار،  وليست جزءا ملحقا به. والاكراد مواطنون عراقيون حالهم كحال اي مواطن عراقي. وحينما تثور مشكلة ما فلا يكون خط الدفاع هو القول بان كردستان ملك للشعب الكردي فقط، لان لهذا القول تبعات كثيرة وكبيرة وخطيرة. ولن يفرح به الا الشوفينيون من جميع الاطراف.

هذا الكلام يتطلب قدرا كبيرا من الصراحة مع السيد مسعود البارزاني وكل من يفكر بهذه الطريقة، لان هذا هو الضامن الوحيد لوحدة العراق دولة وارضا وشعبا وليس الدستور فقط كما يقول الدستور عن نفسه وهو مجرد نصوص تكتسب قوتها من ايمان الناس بها وبمعانيها.

يفترض بالسياسيين العرب (شيعة وسنة) غير الشوفينيين طبعا مصارحة الاكراد بهذه الحقيقة. وتستهدف الصراحة تصحيح الاختلالات الحالية في العلاقات بين الكرد والعرب من جهة، وبين الكرد والدولة العراقية من جهة ثانية، والعمل على اقامة دولة عراقية على اسس حضارية حديثة يتمتع فيها الكرد بكامل حقوقهم الدستورية ضمن مفهوم الدولة الواحدة وليس خارجها.

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك